23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

القوات الأمنية والحشد الشعبي ، مي بُخر، منبر به سوزا، أدمي أزاري نُكن

القوات الأمنية والحشد الشعبي ، مي بُخر، منبر به سوزا، أدمي أزاري نُكن

استمد عنوان مقالتي من مثل فارسي يتداوله (السرسرية ) وشاربي الخمر في إيران ويعتمدوه كأسلوب حياة في تعاملهم مع الحوادث والناس وأتصوره دستور وسياق حياة ناجح لكل ( الخوش اوادم ) بغض النظر عن كونهم متدينين أو لا وأنا بطبيعتي احترم هذه الطبقة من المجتمع لان جُلها إنساني بكل ما للكلمة من معنى ، وترجمة المثل الفارسي ( اشرب خمر ، احرق منبر رسول الله ، لكن لا تؤذي الناس ) وهذا كلام عقلاني محترم من كل ذي لب حصيف فالأديان والأعراف والنواميس كلها تخبرنا إن الله يغفر كل الذنوب التي بين العبد وربه ولكنه لا يغفر مداينات العباد أي الذنوب التي يقترفها الإنسان اتجاه إنسان آخر وهاهو علي بن أبي طالب سيد البلاغة يقول ويوصي باحترام كل الناس ( فإذا لم يكن لك نظير في الدين فمثيل لك في الخلق … ) فيا إخوتي في القوات الأمنية والحشد الشعبي اعلموا إن العراق كله يعرف أن مهمتكم مقدسة وقامت على أساس تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش الشر ، وان تضحياتكم لا مثيل لها حيث أنكم خرجتم غير مبالين بالأخطار مسترخصين الأرواح في سبيل قضية تصور الكثيرين أنها خاسرة وراهن على خسارتها وصار الموت رفيقكم بحيث صدق الشاعر تميم البرغوثي حينما وصف الموت الذي تمر به الأمة فقال :

كفوا لسان المراثي انه ترف عن سائر الموت هذا الموت يختلف

وكأن البرغوثي يصف الموت الذي تشاركتم معه في قضية تحرير الأرض العراقية من براثن داعش الذي عاث فساد وتجاوز كل الحدود، فقتل ،وسبى ،وشرد ،واستعبد ،ومن هنا لا نريدكم أن تتصرفوا مثل داعش فتقتلوا على الهوية والانتماء ، وتشردوا الناس من بيوتهم ومناطقهم ، وتَرَفقوا بسكان المناطق التي تحرروها من أيدي قوى الشر وتجنوا دماء الناس حيث يقول سيد البلغاء علي بن أبي طالب : ( ما وجدنا أسرع لزوال المُلك من الدم ) ، وحافظوا على أملاك العباد وتجنبوا ثقافة الفرهود التي عشعشت في تصرفات بعض السيئين واعلموا إن الذي تقومون به اليوم سينعكس عليكم غدا ، ولا تكونوا محبوسين في داخل الطائفة حيث يقول القران ( إن هذه أمتكم امة واحدة ) ويقول أيضا ( إن اللذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) ، ولكل هذا يجب أن تترفقوا بالناس التي لا حول لها ولا قوة والمستضعفين في المناطق المحررة ولا تكونوا مثل داعش في ظلمها لعباد الله فانتم خرجتم لتحرير الأرض والعرض من دنس مصاصي الدماء وتعاملوا بثقافة الحب والتسامح وابتعدوا عن ثقافة الكراهية والأحقاد وصدِقوا إن الأشرار قليل والأخيار كثير وان المدن التي تحرروها هي عراقية وليست سنية أو شيعية لان داعش تريدكم أن تتوجهوا بهذا الاتجاه فهي تعتمد على تجنيد الشباب الذين يحسون بظلم واضطهاد فلا تدفعوا الناس إلى أحضان داعش ، ولعلمي إن معظمكم من أهل الجنوب العراقي ومن الذين يستملحون ويستعذبون الشعر الشعبي ومن باب محاولة توحيد الطوائف السنية والشيعية أورد شعرا لأصحاب الطريقة الرفاعية يطلق عليه ( بالمِديح ) يصف حالة التلاحم بين السنة والشيعة وهم (يتنخون) بأجدادهم من أهل البيت والصالحين ويصفونهم

بالكاظمين الغيظ فاكظموا غيظكم إخوتي في القوات المسلحة والحشد الشعبي فانتم حشد شعبي ولستم حشد طائفي

أصيح جنيد والكرخي وعلي السلطان

هلي يالكاظمين الغيظ يا شجعان

دزينا رسايل للي أطاعه الجان

أبو الحملة علي كظاي المرادِ

ملاحظة / المثل الفارسي أعلاه كتبته بموجب سماعي له وقد تكون فيه أخطاء إملائية لذلك اقتضى التنويه

[email protected]