9 أبريل، 2024 12:29 م
Search
Close this search box.

القهرمانات يحكمن بغداد في نهاية المائة الثالثة للهجرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن القهرمانات تلك الظاهرة التي شهدتها بغداد والتي تعد الوحيدة في تاريخ بغداد يظهر فيها دور النساء البغداديات في ممارسة السلطة والحكم من خلال الخليفة بحيث انهن صاحبات القول الفصل في امور الدولة وخاصة اثناء حكم الخليفة العباسي المقتدر في نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري حيث كانت السيطرة على امور الدولة بيد أم موسى القهرمانة والسيدة شغب والدة الخليفة المقتدر والثالثة خالة الخليفة والقهرمانة من القهرمان وجمعها قهارمة وقهرمانات وهي مدبرة البيت والمسؤولة عن شؤونه او امينة الدخول والخرج وهي من الالفاظ اليونانية المعربة اي المستخدمة مع الالفاظ العربية وشاع استعمالها في العصر العباسي في بغداد في الفترة التي ذكرناها وما زالت اسطورة القهرمانة واللصوص والمتمثلة بالعمل الفني الجميل الذي تولاه النحات المشهور محمد غني حكمت قائما في الساحة الموجودة في مدخل الكرادة في بغداد والساحة سميت بساحة قهرمانة واصل عمل القهرمانة في بلاط الخليفة العباسي هو نقل رسائل الخليفة التي تتضمن اوامر الدولة الى الوزير لتنفيذها ولكن ضعف الخلفاء واحتجابهم في قصورهم او صغر السن كما هو حاصل للخليفة المقتدر ادى الى سيطرة القهرمانة سيطرة تامة على شؤون الدولة

ومن القهرمانات اللاتي اشتهرن في بغداد ام موسى وفارس وفاطمة وزيدان وثمل وعلم ونظم

حيث كان للخليفة المكتفي داية اسمها فارس نصبها قهرمانة لما استخلف وكانت تتدخل في نصب الوزراء وعزلهم وعلم قهرمانة المستكفي وكان اسمها حسن الشيرازية حيث أغرت امير الامراء توزون على خلع الخليفة المتقي ونصب المستكفي خليفة بدلا منه واصبحت علم قهرمانة الخليفة الجديد فسيطرت على جميع مرافق الدولة وامورها وعندما تم اعتقال المستكفي اعتقلت القهرمانة علم معه وسملت عيناها وقطع لسانها

وفي زمن الخليفة المقتدر أصبح للقهرمانة السيطرة التامة على امور الدولة بحكم صلتها بالخليفة وامه السيدة شغب فكانت القهرمانة تتدخل في ترشيح الوزراء وكبار موظفي الدولة العباسية وفي عزلهم واعتقالهم وقد تحضر القهرمانة عقوبة الوزير المعزول او يعهد الخليفة للقهرمانة تعذيب من يريد تعذيبة او يعتقل لديها من يريد اعتقاله

ومن شهيرات القهرمانات في بغداد فاطمة والتي كانت من ذوات الدهاء والنفوذ والسلطان وكانت توقع على مراسيم الدولة وتكتب ان امير المؤمنين اي الخليفة امر بكذا بما فيه استحصال اموال من بيت المال باعتبار ان هذا المال الى حضرته وكان توقيع الوزير في اخر الامر للامتثال على التنفيذ وقد غرق بها زورقها في يوم ريح عاصف تحت جسر بغداد عام ٢٩٩هج والقهرمانة الاخرى زيدان التي اعتقل عندها الوزير علي بن عيسى لما عزل عن الوزارة وكانت من ذوات النفوذ والدهاء في بغداد اشتد سلطانها في عهد المقتدر وبلغ من نفوذها ان كبار رجال الدولة كانوا يتقربون اليها ملتمسين منها الجاه والقوة وكان عيس البغدادي طبيبها الخاص الذي يحمل الرقاع- الطلبات- بين الوزراء او ليتم عرضها على الخليفة وكان دارها سجنا لأكابر موظفي الدولة ممن يغضب عليهم فقد وكل اليها الوزير بن الفرات وسلم اليها الامير الحسين بن حمدان

وثمل القهرمانة التي كانت موصوفة بالشر والاسراف في العقربة وكانت تجلس للنظر بالمظالم في كل جمعة وتصدر عنها التوقيعات والاوامر بخصوص الطلبات وكانت من ربات النفوذ والسلطان في عصر المقتدر وقد اعتمدت عليها ام المقتدر في ادارة سياسة الدولة وشؤونها توفيت عام ٣١٧ هج

اما صاحبة اكثر قهرمانات بغداد شهرة فهي ام موسى الهاشمية التي كانت واحدة من ثلاثة يتحكمن في السلطة في بغداد كما رأينا وتمكنت من الدولة واثرت ثراء فاحشا وقد بدأ نفوذها عام ٢٩٩ هج واستمر حتى عام ٣١٠ هج وقد سيطرت سيطرة عظيمة وانتهى امرها باللاعتقال والمصادرة واستخرج منها الف الف دينار اي مليون دينار حيث تم اتهامها في التآمر على المقتدر وازاحته من الخلافة لصالح محمد بن اسحاق الذي زوجته بابنة اخيها ومما عملته ان ابي القاسم علي بن محمد المعروف بابن الحواري الذي كان عظيم البدل واتصل بام موسى القهرمانة فأوصلته الى المقتدر واصبح اثيرا لديه وهو الذي اشار عليه باستيزار حامد بن العباس وعلى الاستيزار تقلد جميع العطاء في العساكر وقلد ابنه وعمره احدى عشر سنة فقط بيت مال العطاء بالحضرة وكان يصل اليه مال عظيم وهو لا يباشر شيئا من الاعمال ولما نكبت القهرمانة ام موسى اتهموه بالتآمر معها وقبض عليه وصودر على سبعمائة الف دينار ثم تسلمه الوزير المحسن بن الفرات فصفعه صفعا عظيما وضربه بالمقارع واخرجه الى الاهواز حيث تم قتله هناك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب