23 ديسمبر، 2024 6:06 م

القنوات الفضائية مهددة بالانقراض..!!

القنوات الفضائية مهددة بالانقراض..!!

التطور التكنولوجي في علم الاتصالات وبخاصة في شركات الموبايل الحديثة وعبر الانترنيت يمكن أن يشكل عنصر تهديد للفضائيات ولعموم وسائل الإعلام التقليدية، في ظل ( ثورة الاتصالات ) الهائلة السرعة في تقنياتها، والاقبال الواسع لمئآت الملايين من الشباب  على ولوج عالمها الجديد، بل ويشكل تهديدا للحكومات في عدم قدرتها مستقبلا السيطرة على شعوبها وإخضاعهم لمشيئتها.
أجل ان العالم مقبل على تحد جديد ، قد يخرج حتى الحكومات من السيطرة على شعوبها ، ويكون بمقدور دول عظمى أن توجه العالم والكون بأكمله عن بعد، من خلال شاشات الاتصال الحديثة في الموبايل، وتسقد عندها الفضائيات ووسائل الاعلام التقليدية ، وهي تقف عاجزة امام هذا التحدي الكبير الذي نزل عليها فجأة ، ويكاد يقوض عالم الإعلام بمجمله ويدخله في حلبة صراع من نوع آخر غير مالوف ويصعب السيطرة عليه هذه المرة.
ويؤكد خبراء الاتصالات والمعلوماتية الحديثة انه لن يكون بمقدور العائلة بعد سنوات ان تجتمع على جهاز تلفزيون لترى مايدور حول العالم من تطورات او تتابع مسلسلات وما الى غير ذلك من الإهتمامات، بل ان العائلة الواحدة سيكون أفرادها مشتتين ولا يوجد رابط بينهم في قضايا قد يكون لديهم وجهة نظر بشأنها ، اذ ان لكل واحد منهم رؤيته وتوجهاته حتى داخل العائلة الواحدة ، ويكون من الصعوبة بمكان على الحكومات ان تسيطر على الرأي العام في بلدانها ، ويصبح الحديث عن وجود شعوب متآلفة منسجمة موحدة من قبيل الامنيات، إذ ستكون لدى كل شعب مجموعة من الخيارات لايشترط فيها ان يكون ولاءه لدولته أو لشعبه ، فقد يرى في دولة اخرى او شعب آخر أو مجموعة دولية او منظمة ما خياره أو نمط حياة معينة  هي اختياره الامثل ، الذي قد يرى فيه انه يحقق طموحه ومبتغاه، ولم يكن بمقدور الاحزاب السياسية السيطرة على جمهورها أو اجتذابه بعد الان ، لأن المتغيرات لدى قطاعات الشعب ستكون متغيرة حسب طبيعة الاهتمامات والمصالح العليا للانسان الذي قد لاينتمي الى بلده من حيث الولاء العام، ويكون  من الصعوبة بمكان على كل الاجهزة والمؤسسات أن تسيطر على حركة الافراد والشعوب والمجتمعات، ويدخل العالم وشعوبه في تكتلات فكرية جديدة، تدخل شركات الاتصال في عالمها الجديد لتخلق ثورة جديدة لم تكن مألوفة من قبل، هذه الثورة ستطيح بالفضائيات والكثير من وسائل الاعلام وتهدد وجودها، أو ستضطر للبحث عن مسالك وتوجهات جديدة كي تلاحق المتابع او تصطاده للوقوع في شباكها ، لكنها ليس بمقدورها بعد الان ان تسيطر على وجوده وربما تكون هناك حالة طلاق بين المواطن واجهزة الصحافة والإعلام.
والان تضع شركات الإتصال عبر الانترنيت والموبايل آلاف الكتب والنشريات وانماط النظريات والفلسفات والعلوم والفنون ، لتطرحها على ملايين الشباب اللاهثين وراء الالتحاق بهذه الثورة والثروة الفكرية والجمالية الجديدة غير المألوفة والتي ستشكل تحديا خطيرا للحكومات في انها ليس بمقدورها بعد الان السيطرة على جمهورها وشعبها ، وقد تكون هناك ما يشبه السيطرة الكونية ، وكون العالم كله يصبح شبه موحد في الافكار والرؤى ازاء سرعة الدخول المذهل في عالم الاتصالات الحديثة، التي لن يكون بمقدور دول متخلفة مثل دولنا من ان تجد لها مناصا في ان يكون لها جمهور ومتابعين او ولاء ولو بالحد الادنى ، لأن  ولاءات الافراد والشعوب ستكون متغيرة ، مع هذه السرعة الهائلة في انماط التفكير التي ستغزو العالم ، وعندها سيكون الصحفيون عند تحد جديد ينبغي ان يسايروا تطوراته ومتغيراته المتسارعة بطريقة اخرى يعدون من خلالها ( نظريات جديدة ) للاتصالات وللرأي العام تعرف كيف يمكنها ان تمسك ببقية جمهورها او تبحث لها عن جمهور وسط كل هذا الطوفان الكبير في وسائل المعرفة والاتصالات الذي احدثه الانترنيت والموبايلات التي تكون هي الشاشة الوحيدة وليس الشاشة التلفازية المتعارف عليها لان الشاشة التلفزيونية ستختفي شيئا فشيئا الى ان تضمحل وينتهي وجودها مع قادم الايام.
هذه التطورات المتسارعة، تحتاج من كل الفضائيات ان لاتبقى قابعة في التمسك بوسائلها القديمة من الاجهزة والمعدات، وعلى كليات ومعاهد الإعلام في الجامعات هي الأخرى ان تضع ( ستراتيجيات ) أكاديمية وتقنية تواكب حركة العصر، لا ان تبقى على وسائل تدريسها التقليدي، وعلى نظريات اعلام عفا عليها الزمن ولم تعد تنسجم مع كل هذه الحركة غير الاعتيادية في الاتصالات والمعلوماتية ، وعلى الفضائيات وبقية وسائل الإعلام ان تضع لها ستراتيجيات توجه جديدة، وتقنيات حديثة،  هي الأخرى ، كي تواكب تطورات العصر المتسارعة، والا فأنها ستجد نفسها ( معزولة ) عن الجمهور، وستخسر ملايين متابعيها، إن حافظت على ستوديوهاتها السابقة وكادرها القديم، ولم تضع دورات جديدة للمستقبل، تستطيع من خلالها ان تدخل ( حلبة المواجهة) في عالم التطور التقني المتسارع وبخاصة في عالم الموبايلات والألكترونيات والانترنيت، لتستطيع مواكبة تطورات العصر المتسارعة، حتى لاتفقد الكثير من جمهورها ، او لتكسب جمهورا جديدا من الشباب، قبل ان تجد نفسها تغرد خارج السرب!!