_ اليوم كل ماموجود على الساحة السياسية العراقية من الأحزاب والكتل ومايسمى برجال الدولة هم صناعة إعلامية!
_عشرات القنوات الفضائية في العراق.. ماهي أقرب قناة إلى قلبك..وهل تعلم حجم هذه القنوات الحقيقي ووزنها الواقعي؟
_الكل يدعي محاربة الفساد.. هل هناك قناة فضائية بالعراق تخوض المعركة ضد الفساد فعلا ؟
_كل القنوات الإعلاميّة تمارس الهزل في موضع الجد..قنوات تدافع عن البهتان والباطل، وهم يعملون وفق أجندات مخابرات دول إقليمية ويتلقون التعليمات من الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات الفاعلة في المشهد السياسي العراقي!
تشكل تضاريس الوعي أعقد معالم جغرافيا الواقع البشري، عندما تتحول الحدود الى معتقدات ويتم حشد الرأي العام أو تجنيده فالحروب ستأخذ طابعا شموليّا أخطر بكثير من تأثير أسلحة الدمار الفتاكة؟ هذا الصراع لا يمكن إدارته بالإفراط في استخدام القوة العسكريّة ومكر السياسة.. والأدهى من ذلك أن تنقلب معادلة الحرب ليكون الغالب فيه مغلوبا إذا فقد صوابه . الحقيقة إننا لا نتفلسف، إنما نضع القارئ المثقّف أمام مرآة طبيعيّة تشبه من يقف على حافة بحيرة تسكن في ثناياها مياه صافية لكي يرى واقع صورته الذهنيّة، كل ما يجري في حياتنا صراع قوى تعبّر عن نفسها بأفكار، بعضها يترسّخ فيكون دينيّا يلتحف بألوان من ثياب طقوس وتعاليم يستر فيها عوراته عن بصيرة الوعي، وبعض الأفكار تمارس اللعب على أوتار غرائزنا ووحشيّة شهواتنا الحيوانية.. والأخطر هو ما يستهدف وجودنا الثقافي وتاريخنا، أما أنواع الأسلحة المستخدمة في هذه الحروب فتجسدها وسائل الإعلام .
في الحقيقة، المعروف عن الأعلام بأنه يمثل السلطة الرابعة وفق تقيم دوره، لكن الأصحّ أنه سلطة موازية ورافد رئيس في الحكم، ونوضّح كيف يكون الإعلام سلطة موازية؟
1. على سبيل المثال لا الحصر.. الإعلام عندما يمارس دوره في فضح مؤامرة أو فساد حكومة أو يستعرض بعض الأدوار المشبوهة، كل هذه الأدوار تؤدي إلى إسقاط حكومات أو تُسقط شخصيات مهمة جدا في الدولة..وهذا بسبب الدور الوظيفي الذي يؤديه الإعلام، فهو هنا يمارس دور (السلطة القضائية).
2. عندما يقدم الإعلام تقارير أو تحليلات دقيقة تصدر عن مراكز الدراسات أو يعرض حوار ونقاش موضوعي بين المثقفين والمفكرين، في هذه الحالة هو يصنع رأي عام ويبلور مفاهيم وحقائق لكل مسؤول أو حاكم فيرسم له خطوط السياسة التي تنسجم مع متطلبات المرحلة والواقع الدولي والمحلي.. وهنا يكون دور الإعلام يوازي (السلطة التشريعية).
3. وأمّا عندما يكون الإعلام تابعا للسلطة ويقوم بترويج برامج الحكومة وتلميع سياستها بين الأوساط العامة، فهو يخدع الناس بما يخدم السلطة.. وهنا أصبح دور الإعلام لايختلف عن دور أدوات السلطة التنفيذية فيكون أحد روافدها، بل هو عبارة عن البوق الذي يضلل الحقائق ، وفي هذه الحالة يكون بمثابة (السلطة التنفيذية). لذلك لاتوجد سلطة رابعة مستقلة عن السلطات الثلاثة ,, فقط يمكننا أن نعتبر الإعلام الحر سلطة موازية ، لأن الفرق في هذه الحالة يكمن في مفهوم السلطة نفسها ومرجعيتها . إن ما يجري اليوم في العراق من خلال التسقيط السياسي وتبرير الفساد بتلميع صور اللصوص وفرض شخصيات تافهة على المجتمع.. بهذا الوصف يمكننا اعتبار أصحاب القنوات الفضائية عملاء يخدمون أجندات حزبية أو اجنبية، بمعنى انهم يمثلون أداة من أدوات الاحتلال والفساد . فالإعلام النزيه يجب أن يكون ناقد ومشانمار نزار الدروبيرع للسلطة التشريعية وهو في نفس الوقت قاضي يحكم كل انحراف وتجاوز يصدر من المسؤول الذي يخالف القوانين أو يضر بالصالح العام، وكذلك يلاحق كل شذوذ وكل محاولات التلاعب بالدستور وحقوق الشعوب. أخيرا…إن جميع القنوات الفضائيه تتكلم عن الفساد المالي والإداري وبدون ذكر أسماء، ولكن وضع أسماء كبيرة من السياسين في جملة مفيدة انتقادية أو عنوان يحرض على محاسبتهم أمرا بعيدا.