ازدادت في الاونة الاخيرة ظاهرة تعدد القنوات الفضائية الدينية سواء الاسلامية ذات النبرة الطائفية وتبشيرية ومارونية وقبطية وبابوية وأرثوذكسية.
فمجرد ان تنتقل بين مختلف القنوات الفضائية ستجد العشرات منها ذات المحتوى الديني البحت، بل حتى الاطفال لم يكونوا بمعزل عن هذه القنوات حيث ستجد بعض القنوات الدينية المخصصة للاطفال التي تحاول ان تقدس الطائفة او النزعة الدينية العنصرية بالطفل لتجعل منه عقلا من السهل ادارته مستقبلا حسب اهواء مصدر المال ومالكي تلك القناة الدينية، وكيف والاطفال هم قادة المستقبل والاسهل استمالة من قبل البرامج الاعلامية المختلفة من حيث القدرة على التلاعب بالعقل؟
ولماذا نستغرب ان طرح علينا اولادنا تسأولات غريبة عن الدين والطائفة؟
كيف والاجهزة الكهربائية والمنتج الصيني يغزو الاسواق باسعارا بخسة فلا يكاد البيت الواحد ان يخلو من ثلاث او اربع اجهزة تلفاز بل حتى غرف الاطفال لا تخلو من وجود احداهن، وبعيدا عن الرقابة الابوية سيكون من السهل ان يقذف بالطفل باحضان احدى هذه القنوات التي ربما تستهوية وهو يتابع برنامجه الكارتوني المفضل بروح بريئة لا تعي الهدف الاساس الذي يقف خلف تلك الشاشة الملونة.
لكن اين دور الرقيب في كل ذلك؟ ولماذا يسمح لمن يمتلك المال بسهولة وللاسف ان يكون على مستوى دولي بفتح مثل هذه القنوات التي تشوش العقل بين مختلف الروئ والافكار التي تطرح في هذه القنوات، حسب اهواء ومصالح والمنافع الذاتية للجهات الداعمة لتلك القنوات، ولا ابالغ حين اقول مستغلا الدين والروح الطائفية في تحقيق اهدافه.
فمن يعمل بمجال الاعلام يمكنه ان يدرك بسهوله ان هدف اي وسيلة اعلامية في المقام الاول هو تحقيق الربح المادي كغيره من الاستثمارات المالية، ولهذا نجد ان مختلف الوسائل الاعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية بل حتى مواقع التواصل الاجتماعي تسعى جاهدة للحصول على الاعلانات التي تقذف المال في جعبة هذه الوسائل المتنوعة.
لكن عند متابعة بعض القنوات الفضائية الدينية يمكن ان نلاحظ انها تكاد تخلو من الاعلانات، اي انها قنوات غير ربحية لا تدر ارباحا والسؤال هنا: ما الهدف الخفي للجهات التي تدعم هذه القنوات العقائدية ؟
ومن يدفع كبديل عن الاعلانات مكتفيا باستغلال النزعة الطائفية او الدينية كاساس مصلحة فوضوية تخلقها هذه القناة بين شباب اليوم وجيل المستقبل؟
وان الغوص من اجل معرفة مصادر التمويل لهذه القنوات وتحليلها سيكون كافيا لكشف حقيقة القائمين عليها ونواياهم.
ومن واجبنا كصحفيين ومفكريين ونقاد وادباء ومثقفين ان نقوم بشرح مخاطر هذه الظاهرة على جميع المستويات، من خلال كتابة مقال او تحقيق صحفي او اذاعة رأي او تقديم برنامج تلفزيوني هادف او عرض تلك المخاطر اثناء تقديم ندوة او مؤتمر وغيرها من الوسائل التي تشير الى التوجهات الفئوية لهذه القنوات. وبذلك يعي الاباء ذلك ويسارعوا بحذف هذه القنوات فورا قبل ان يقع ابنائهم ضحايا لجراثيم وامراض نفسية بسبب بعض الدواعي الدينية المزيفة، خاصة وان التوجهات الدولية لمحاربة تلك الظاهرة لم تجدي اوتأخذ التوقعات المطلوبة.
وعن تجربة شخصية اقول لجأت لحذف القنوات الدينية النصرانية والاسلامية كافة واكتفيت بقناتين او ثلاث تقرأ القران الكريم فهو خير راع لنا ولابنائنا ويطهر القلوب والبيوت بلا ان نخشى امرا او نقضي الوقت في تحليل ما خربه الدهر.