هناك حالات معينة تدفع بعض الدول التي لا تربطها حدود جغرافية أو علاقات سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية أو أية مشتركات من أي نوع مع دول أخرى إلى تكليف شخص معين من حاملي جنسية الدولة الأخرى أو من المقيمين الدائمين ليكون قنصلا فخريا لها في تلك الدولة من باب الدعاية السياسية أو الدبلوماسية أو التهيئة لعلاقات مستقبلية ربما قد يكون لها دور بين الدولتين.
لكن إفتتاح ما يسمى بالقنصلية الفرنسية الفخرية في مدينة الناصرية وتعيين قنصل فخري يثير التساؤل؟ فما الداعي من إنشاء قنصلية فخرية في الناصرية ؟؟ هل كانت الناصرية جزءا من فرنسا أو كانت قد احتلتها في زمن ما ونحن لا نعلم؟؟ وهل للناصرية عبر تاريخها علاقات مع فرنسا؟؟ وهل هناك جالية فرنسية أو لاجئون فرنسيون يقيمون فيها؟؟ فالناصرية لم يمر بها عبر تاريخها سوى بضعة فرنسيين لزيارة بعض الآثار المتناثرة بالقرب منها أو لزيارة الاهوار, في الوقت الذي كان على العراق فتح قنصلية دائمة وليست فخرية في مدينة ليون الفرنسية التي يقطن فيها الآلاف من العراقيين؟؟
القنصلية الفخرية في الناصرية كان عرابها القنصل الفخري الحالي الذي يديرها منذ أعوام والتي افتتحت في زمن ساركوزي وفقا لاتفاق مبهم حاله حال غيره من الاتفاقات المبهمة ذات العلاقة بالفائدة المالية لبعض الأطراف؟ ذلك القنصل أسس منذ اليوم الأول لتواجده في الناصرية شركة خاصة به لحصد الملايين من الدولارات من أموال المشاريع التنموية للمدينة لشركته الخاصة تحت غطاء شركات فرنسية مغمورة لا سمعة لها و يستطيع من لا يصدق هذا الكلام أن يبحث عنه في الانترنيت وسيجد تفاصيل المؤامرة الخبيثة تحت عنوان ((الطبخة الفرنسية في بلاد الناصرية – موقع غار عشتار)) ليتأكد بنفسه, وعندما تدهور الوضع المالي توجه إلى مدينة كربلاء ليجد ضالته في مدينة غنية ليبدي ولائه لقضية الإمام الحسين, لم لا فهي ورقة الجوكر لكل الباحثين عن فرص الغنى غير المشروع, دخل تحت أبط العتبة الحسينية عن طريق شركة (خيرات السبطين) التي تجذب الأرباح برؤوس أموال مريبة لتملأ جيوب (الحبربش) بملايين الدولارات باسم الحسين ؟؟ تغلغل هذا القنصل بين أروقة العتبة الحسينية لاصطياد الفرص الدسمة التي توفرها شركة خيرات السبطين التي يديرها بهلوان أخر من الناصرية ليفسح له المجال بحصد ما يمكن حصده باسم الحكومة الفرنسية التي لا تعرف أصلا ما يفعله هذا القنصل؟؟ حتى أنه وبشكل سري أفتتح ما يسمى بممثلية العتبة الحسينية وشركة خيرات السبطين في باريس بشكل غير قانوني مستغلا عدم معرفة العاملين على إدارة العتبة بالقوانين والأنظمة الفرنسية؟
اليوم هذا القنصل الفخري الذي يدعي بأنه القنصل الرسمي وأنه أحد كوادر السفارة الفرنسية في بغداد ينثر الوعود الكاذبة عن لسان الحكومة الفرنسية أصبح لا يفارق كربلاء و شركة خيرات السبطين وصار شبه مقيم في كربلاء لاقتناص أي فرصة ممكنة ؟ فهل يعلم ممثل المرجع الأعلى والأمين العام للعتبة الحسينية بنية هذا الرجل؟؟ وهل يعلم الكربلائيون بأن هذا المحتال يعمل في الظل لسرقة فرصهم بأسم فرنسا العظمى من جهة وباسم الحسين من جهة أخرى؟ وهل تعلم السفارة الفرنسية بما يجري؟ والاهم من هذا وذاك هل تعلم الخارجية العراقية بأن هذا القنصل قد فرض نفسه على العراق باسم القنصل الفخري في بلد فيه سفارة فرنسية متكاملة يمثلها سفير وقناصل ودبلوماسيون رفيعو المستوى؟؟؟
ليعلم الجميع أن هذا القنصل الفخري ما هو إلا عراب جديد لعملية الفساد التي يديرها الكبار وما هو الا صورة جديدة لصورة ((لورنس العرب)) لسرقة أموال هذا الشعب المسكين وقنصليته المزعومة في الناصرية ما هي إلا كذبة كبيرة تخفي خلف كواليسها ما هو اخطر وأكبر في ظل الفوضى السياسية والاجتماعية والأمنية التي تعج بهذا البلد.