7 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

القنبلة القذرة: تعامل مزدوج مع تأثيراتها المدمرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

المسؤولون الروس في الايام الأخيرة؛ وجهوا تحذيرات متكررة للقيادة الاوكرانية من مغبة استخدام الاخيرة للقنابل القذرة او القنبلة القذرة. كما ان وزير الدفاع الروسي، اتصل هاتفيا بنظرائهم الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين والاتراك في الذي يخص الاستخدام المحتمل للقنبلة القذرة من قبل القيادة الاوكرانية، ووصف هذا الاستخدام المحتمل بانه تجاوز لكل الخطوط الحمر. الغرب امريكا وفرنسا وبريطانيا شجبوا او رفضوا هذا الادعاء وقالوا بانه محض ادعاء كاذب وان اوكرانيا لن تستخدم هذا السلاح او انه ليس في حوزتها، وبينوا بان روسيا تريد من هذا الادعاء الكاذب؛ التصعيد في هذه الحرب وفي هذا الاتجاه من هذه الحرب. في تحدي واضح لروسيا بينوا بانهم اي الغرب وامريكا سوف يواصلون دعم اوكرانيا في جميع الحقول ومنها الامنية والعسكرية كي يكون في قدرتها الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي على اراضيها كما يقولون في هذا الصعيد. ربما ان روسيا تريد اذا ما كان هذا الادعاء فعلا ادعاءً كاذبا كما يقول الغرب عنه؛ غطاءً او مبررا للاستخدام الروسي لهذه القنبلة القذرة. مهما يكون الامر اذا ما تم استخدام هذه القنبلة سواء من قبل القوات الروسية، بعد ان توجد المبرر او العذر او الموجب، كاستخدام اوكرانيا لها وان لم تستخدمها فعليا؛ حتى يكون في امكانها ( روسيا) استخدامها لهذه القنبلة القذرة بعد الاخراج التبريري، او ان اوكرانيا سوف تستخدمها فعلا، عندما يتم لها او ان تتمكن من صناعتها في مصانعها، باستخدام اليورانيوم المستنفد، من مخلفات اليورانيوم المستخدم في مفاعل الطاقة النووية على اراضيها؛ فان هذا التطور سوف يكون تطورا خطيرا جدا، يدفع بالناتو وروسيا بالوقوف على حافة البركان النووي من هذه الحرب التي لا يبدوا لها؛ من انها سوف تنتهي قريبا. امريكا وروسيا كلا الدولتين تعتبران هذه الحرب؛ حربا مصيرية لهما، او بمعنى اخر؛ حربا على مساحة النفوذ وما إليه. روسيا من جهتها تعتبر هذه الحرب حربا وجودية لها، المسؤولون الروس بلا استثناء يؤكدون من انها حرب ليس امامهم فيها الا الانتصار. من الجانب الثاني امريكا تؤكد من انها سوف لن تسمح لروسيا ان تجني الثمار من هذه الحرب مهما كان حجم الثمرة. عليه فان هذه الحرب سوف يشتد اوارها وتزداد شراسة مع التقدم في الزمن عليها، الى ان يجبران تحت ضغط المتغيرات المحتملة التي سوف تنتجها هذه الحرب بالاقتراب الاخطر لجهة الكارثة من القادح النووي؛ التي تقود حتما الى دمار التام؛ بإيجاد منطقة تتلاقى انصاف الحلول فيها، المرضية اجبارا للدولتين، امريكا وروسيا. امريكا دفعت بالفرقة العسكرية 101المجوقلة الى التجحفل مع القوات الرومانية على حدود اوكرانيا. هذا التحرك العسكري الامريكي في اطار الناتو هو رسالة تحذير لروسيا من الاقدام على اي عمل عسكري خارج حدود اوكرانيا، ومن الاستخدام للسلاح النووي سواء التكتيكي او غيره في حربها مع اوكرانيا. اللافت للانتباه في الذي يخص الاستخدام المفترض للقنبلة المشعة او القنبلة القذرة؛ كم الشجب والادانة لهذا الاستخدام المفترض والذي هو الى الآن، لم يستخدم القنبلة القذرة في هذه الحرب، أو قنبلة اليورانيوم المنضب. اللافت للانتباه الاخر، والذي هو يرتبط بالقانون الدولي، وبالعدل والانصاف في هذا القانون او في تطبيقات هذا القانون على الواقع العملي، وبحق الانسان اينما كان او في اي مكان كان من المعمورة؛ في الحياة الامنة في الحاضر وفي المستقبل. القنبلة القذرة اشد فتكا من جميع الاسلحة، واقصد هنا الاسلحة التقليدية. فان هذه القنبلة كما يقول عنها خبراء هذه الاسلحة؛ من انها اي القنبلة القذرة على الرغم من تأثيرها المحدود اي في محيط هدفها، الذي تعمل على صهره تماما، بدرجة حرارة اكثر من 1200، سواء كانت سلاح مدرع او مواقع حصينة.. وما لها من تأثير معنوي كبيرا جدا، على قوات العدو المستهدف بهذه القنابل. إنما التأثير الاشد فتكا، هو التأثير بعيد الامد، بما؛ من الصعوبة تصوره في زمن الاستخدام على الانسان في دولة الهدف. يقول خبراء هذه الاسلحة القذرة والتي لا يمتلكها سوى اربع دول هي روسيا وبريطانيا وامريكا والكيان الاسرائيلي المحتل لما ظل خارج سيطرته ولو صوريا من اراضي فلسطين؛ ان تأثيراتها الكارثية تظل تفعل فعلها على الانسان لملايين السنين، من خلال انتشار اوكسيد اليورانيوم في التربة وفي الجو، ويعرفه الخبراء؛ بتراب اليورانيوم. لم تستخدم الاسلحة النووية سواء كانت تكتيكية او استراتيجية او القنابل المشعة، الا الولايات المتحدة الامريكية. فقد استخدم الامريكان لأول مرة القنبلة النووية في اليابان، واستخدموا القنابل القذرة في الحرب على العراق، في عام 1991وفي الغزو الامريكي للعراق في عام 2003، وعلى نطاق واسع. ان هذا الاستخدام لهذه الاسلحة في العراق ادى الى انتشار امراض السرطان في العراق، انتشارا واسعا. في ذلك الوقت لم يحرك احدا ساكنا في تعرية هذا الاستخدام من جميع الدول بما فيها الدول الكبرى والعظمى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، والذي يفرض عليها فرضا موقعهم الدائم في مجلس الامن الدولي؛ ان يشجبوا ويعروا ويدينوا هذا الاستخدام لأسلحة لها تأثيرا مدمرا على حياة الانسان لملايين السنين. لم يزل مستمرا، الى الآن، صمت العالم الذي يدعي بانه عالم الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان في اي مكان من امكنة الكرة الارضية، على هذه الجريمة الامريكية بحق الشعب العراقي، من دون ان يكلف نفسه بوضع هذه الجريمة تحت شمس الحقيقة، امام الرأي العام الدولي وفي المقدمة منه الرأي العام الغربي والامريكي. بالعودة الى السجال او المناكفات الدائرة الان بين الناتو وروسيا في الذي يخص الاستخدام المفترض للقنبلة القذرة، التي لم يتم استخدامها من الجانبين حتى الآن؛ من غير المحتمل ان يتم او يقوم احد طرفي الحرب باستخدامها. الا اذا قرر احد طرفي الحرب، الاندفاع بالحرب؛ بتصعيد مساراتها الى النهاية، التي تقود حتما الى ان يقف طرفي الحرب، روسيا والناتو على حافة النهاية للغور النووي العميق، والسقوط تاليا في قاع هذا الغور النووي المدمر، دمارا تماما لا علاج له ابدا. الناتو بعد التحذيرات الروسية شديدة اللهجة؛ من المحتمل جدا ان لا يسمح الناتو لأوكرانيا حتى وان امتلكت هذا السلاح باستخدامه، كما ان روسيا هي الاخرى، استخدامها لهذا السلاح امر بعيد جدا؛ الا اذا قررت الدخول في صراع او حرب مفتوحة مع الناتو. ان هذا القرار الروسي؛ من الصعوبة ان تجنح إليه روسيا في صراعها مع امريكا والناتو، الا في حالة واحدة وحيدة؛ بأن نتائج هذه الحرب سوف تكون تهديدا وجوديا لها. في هذه الحالة وهي حالة بعيدة الاحتمال اي احتمال ان تصل هذه الحرب الى الجرف الروسي بما يقود الى هز كيانها داخليا وعلى حدود جغرافيتها، عندها سوف تستخدم، او تطبق العقيدة العسكرية الروسية؛ باستخدام جميع المحرمات من الاسلحة التي في حوزتها. ان هذا هو يفسر لنا؛ تحذير ثعلب السياسة الامريكية، هنري كيسنجر، لأمريكا والغرب، بما معناه مجازيا بما يعكس تماما المعنى كاملا، وليس حرفيا؛ من ان عليهم اي الغرب وامريكا، ان لا يحصروا روسيا في الخانق الضيق الذي لا الهواء فيه؛ يتنفسه الدب الروسي، مما يجبره على تحطيم جدران هذا الخانق. عليه فان هذه الحرب وبدفع امريكي وليس اوروبي، من المحتمل جدا؛ ان لا تنتهي قريبا في المقبل من الزمن. امريكا لا تريد لهذه الحرب ان تصل الى منطقة الزلزال وفي ذات الوقت لا تريد لها ان تنتهي بتحقيق روسيا لأهدافها من هذه الحرب. إنما، ان الاوضاع قد لا تسير طبقا لإرادة الامريكية في هذه الحرب؛ بفعل عوامل كثيرة تعمل لصالح روسيا، سواء في الداخل الاوروبي او في تغييرات المحتملة في الداخل الامريكي، ( انتخابات التجديد النصفي..) أو في محيط منطقة الحرب، أو في الفضاءات الاقليمية والدولية.. أو الاقتراب من الصدام المباشر بين روسيا والناتو في حرب مفتوحة. ان هذا الاقتراب من الصدام له مخاطر جمة، وهي مخاطر كارثية؛ تهز هزا وجوديا لطرفي الصراع. لذا، هو اي الاحتمال اليقيني للصدام المباشر، من سوف يفضي بطريقة اجبارية ضاغطة؛ بالقبول الامريكي والغربي بالتفاوض لوضع الحلول الوسط لهذه الحرب..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب