القناصون الملثمون , الذين أعدموا الشباب السلمي بدم بارد , في جسر الجمهورية وساحتي التحرير والطيران ومول النخيل , وصلوا ديارهم في السليمانية , برعاية خاصة من فخامة رئيس جمهورية العراق برهم صالح .. وحدة القنص هذه , تعود الى الفوج الرئاسي المتمركز في الكرادة , وقد شاركت مع قوات مكافحة الشغب في الاول من أكتوبر وما تلاه , لقمع الثورة التشرينية , وبعد أنكشاف تواجدها من قبل المتظاهرين , أنسحبت بأمر من قادتها , وغادرت الى أربيل , ثم وصلت أخيرا منازلها في محافظة السليمانية ..
هذه الحقيقة , شخصتها القيادات الامنية في تقرير اللجنة الوزارية التي طالبت بها المرجعية الدينية في النجف , ألا أن تدخل فخامة الرئيس العراقي , ومعارضته أدراج الفوج الرئاسي المكلف بحمايته بقمع المتظاهرين , حالت دون نشر الحقيقة للرأي العام , مبررا ذلك , أن الوضع الصعب لا يسمح بقتال قومي بين العرب والكرد , وأن طمس الحقيقة أهون من كشفها ..
برهم , خان العهد والقسم , وصار شريكا فعليا في أعدام 87 شابا , لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بكرامة الانسان العراقي وأسترداد وطن مغتصب .. ولان فخامة الرئيس هو نتاج فاسد من رحم أحزاب قذرة , فلا تتوقعوا منه الصدق والامانة والشرعية ..
الغريب في الامر , أن هذا الفوج الرئاسي في الكرادة , هو نفسه المتهم في قتل الكاتب محمد بديوي , ومعاون مدير بلدية الدورة , وهنالك شكاوي عديدة من سكان الكرادة , بحق هذا الفوج الذي يسيطر على ثلاث مناطق في بغداد .. وما خفي أعظم ….