23 ديسمبر، 2024 4:27 م

القناة العراقية الرياضية ، وانعدام المهنية !

القناة العراقية الرياضية ، وانعدام المهنية !

على الرغم من وجود الإمكانيات المادية الكبيرة في شبكة الاعلام العراقي ولكنها لم ترتقي لمستوى الطموح  وتسخرتلك الموارد  للمشاهد العراقي في شتى المجالات  من المؤسف ان نرى برنامج يستضيف محللين رياضيين لايكتب أسمائهم بالتزامن مع حديثهم ، على مدى ساعة كاملة ولم يستطيع الرياضي الاطرش معرفتهم ، كما من المعيب ان لا تستضيف قناة الرياضية العراقية رياضيين كانوا قد تحدثوا الى قناة اخرى تعد معارضه ولا تنسجم مع توجهات الحكومة .      
نأخذ القناة الرياضية العراقية أنموذجا فهي تعمل  بعدم مواكبة التطور الحاصل لهذه التقنية لا نعلم ماهي مؤهلات مدير هذه القناة اذ كان يشغل مدير تحرير مجلة الشبكة وقفز بقدرة قادر الى مدير القناة العراقية الرياضية ولم نسمع بهذا الاسم خاصة في مجال الإعلام الرياضي المختص الذي يجب ان يكون ذو خلفية رياضية  وله الخبرة الكافية للحركة الرياضية وما يدور خلف الكواليس وله من المراسلين ومقدمي البرامج المحترفين و المتمكنين من ادارة البرامج والنقاشات الحوارية التي تجذب الجمهور وتؤثر على المتلقي ، كما ان للمخرجين والمعدين دورا كبيرا بهذا المجال وإنجاح تلك البرامج، ويجب ان يكون من يقيم ويقوم ويوجه العاملين بهذه القناة لغرض تقديم الأفضل والأحسن .
كلنا يعلم ماهي سمعة وشهرة القنوات الرياضية العربية مثل دبي سبورت وقناة الكأس القطرية والجزيرة الرياضية وغيرهن من القنوات على الرغم من تجربتهم القصيرة بهذا المجال ولكنهم تفوقوا بكل شئ ومن يريد ان يشاهد المباريات يرى تلك القنوات العربية بدأء من اهتمامها بالتعليق والبرامج الحوارية وانتهائا بجودة النقل التلفزيوني ، الذي يتقطع عند القناة العراقية وربما تتحمل شركة عشتار هذه المشكلة لاكنها تتكرر في كل المباريات  ،  وغير ذلك من مشاكل النقل المباشر وإعادة الاهداف . اما نحن نرجع الى الوراء على الرغم من وجود كل الإمكانيات والعراقة في المنطقة ،لم نشاهد ونسمع معلقين محترفين أمثال مؤيد البدري ، وطارق حسن، وغني الجبوري وشدارك يوسف ، ولم نرى معلقين يضاهون عصام الشوالي ورؤوف خليف وفارس عوض وفهد العتيبي ويوسف سيف ،  هل يخلوا الوسط الرياضي من اعلام  وأصوات جميلة تمتلك الخبرة والثقافة الرياضية و العامة وتعطي للمباريات وصفا جميلا ، بإمكان القناة الرياضة العراقية ان تسخر تلك الإمكانيات وتشركها في دورات تخلق منها معلقين يكسبون الخبرة والمهارة واللباقة ويكتسبون الخبرة  حتى يستمتع الجمهور بهذه المتعة التي نفقدها منذ سنوات طويلة وهي تزيد المباريات حلاوة وتشويق للمشاهدين والمستمعين، وتستخدم  للأرشيف والعرض للمدى البعيد وممكن المشاركة او استحداث مسابقة اشبه ببرنامج (مشروع معلق ) الذي كان يعرض على قناة الجزيرة الرياضية وممكن ان نستغل تجربة المعلق الشاب مصطفى ناظم ونقوم بتطويرها المعلّق الرياضي لا بد أن يمتلك صفات اخرى  في ثقافته الرياضية وصوته وتفاعله ليس ليتميز عن غيره، وإنما لكي يصبح معلّقاً، فمثلاً اقترنت العديد من الكلمات التي يرددها المعلّقين على لسان الجمهورالرياضي حتى باتت مرتبطة بالمعلق، واصبح” فاكهة” المباريات  وبان ذلك جلياً في مباريات كرة القدم التي تحتاج إلى أسلوب مغاير تماماً عن ما يقوم به معلّقي مباريات التنس مثلاً والذين اتصفوا بالهدوء الشديد والحديث المقتضب، على عكس الإثارة البالغة في مباريات كرة القدم والسلة.
وظهرت مؤخراً في الملاعب الشعبية  هذه الثقافة، يمكن تطوير هذه الفكرة  وعمل  بمسابقة أصغر معلق رياضي بمساندة المنظمات الرياضية حتى يظهر لدينا معلق رياضي و الظفر  النجمي وربما  يحصل على عقد عمل في القنوات  التي تبث المباريات محلياً نتمنى التفاته سريعة من المعنيين لتطوير عمل القناة الرياضية العراقية وان تعمل بمهنية وحرفية بعيدا عن الطائفية والحزبية .