23 ديسمبر، 2024 6:40 م

القناة الجافة حقيقة أم وهم

القناة الجافة حقيقة أم وهم

……دأب بعض الإعلاميين وللأسف الشديد مؤخراً الى وصف مشروع القناة الجافة بأنه مشروع وهمي لاوجود له بل إنه مشروع وضع على الورق فقط ولم يكن واقعاً ولغرض التوضيح نود أن نبين مايلي:-
إن مشروع القناة الجافة هو عبارة عن خط السكة الحديدية الواصل من موانئنا في الجنوب الى الحدود السورية في ربيعة وبطول حوالي (1120 كم) مخترقاً الأراضي السورية حتى المنفذ الحدودي التركي (نصيبين) مع سوريا وبطول (83 كم) ثم يرتبط هذا الخط مع الشبكة العالمية للسكك داخل الأراضي التركية وإن هذا الخط موجود منذ ماقبل النظام البائد ولكنه قد تعرض الى أعمال تخريب ونهب لبعض مقاطعه من السكك وقبل إستلامنا لموقع المسؤوليه في الوزارة كانت هذه الشبكة متوقفة وحركة القطارات معطلة داخل العراق إلا في بعض المواقع المحدودة كنقل الوقود مثلاً من الشعيبة الى الحلة وبمعدل قطار واحد إسبوعياً أو قطارين ,لذلك قمنا بحملة كبرى لإعادة إصلاح هذا الخط الحيوي وأنجزنا ذلك خلال حوالي عشرة أشهر حيث باشرنا بإفتتاحه بتاريخ 1/6/2009 بإنطلاق أول قطار من طرطوس الى بغداد,وقد أطلقنا إسم القناة الجافة عليه ولأن هذه التسمية مثيرة وملفته فقد سُألتْ من كثيرِ من الجهات الإعلامية ومن بعض المسؤولين في سوريا عن سبب إطلاق تلك التسمية على هذا المشروع فأجبتهم إن سبب تسمية هذا المشروع بالقناة الجافة كونه يعد رديفاً لقناة السويس هذه القناة التي تربط شمال العالم بجنوبه والتي ساهمت وبشكل كبير في عمليات النقل المختلفه وعلى ذلك فقد لاقت هذه التسمية إستحسان الرئيس السوري بشار الأسد فصرح بها عند قيامه في جولة أوربية لدول البحر الأسود وبالإمكان إطلاق تلك التسمية على كل الطرق البرية التي تربط موانئنا بدول الجوار وليس حصرا بالسكك الحديدية.
 هذا وقد أنجزنا خلال الفترة التي عملنا فيها بوزارة النقل ضمن أعمال تأهيل هذه القناة مد سكة حديد جديدة من أم قصر الى الشعيبة بطول (72 كم) بتفرعاتها ومن الحلة الى الديوانية بطول (75 كم) علماً إن أعمال مد خطوط سكك جديدة في العراق متوقفه منذ عام 2002 ,كما تم إصلاح شبكة السكة ومعالجة أعمال التخريب فيها من أقصى الجنوب الى منفذ ربيعة الحدودي وان هذه القناة سالكة حالياً (ولكن الاحداث الامنية الاخيرة في سوريا حالت دون تحريك القطارات من والى سوريا وتركيا), وتعمل القناة الجافة بطاقة محدودة بسبب قدم مقاطع كبيرة من خط السكة فيها والتي تحتاج الى تغيير  وعليه تم عام 2010 شراء (38 الف طن) من حديد السكة  الماني المنشأ لهذا الغرض وقد نشرت كميات كبيرة من حديد السكة مع العوارض الكونكريتية على طول الطريق بين الشعيبة والديوانية علماً أن خطوط السكك في العراق عموماً بحاجة الى أكثر من (75 الف طن) لإستبدال السكة من بغداد الى الموصل الى ربيعة لغرض تأهيلها ولكي تكون هذه القناة الرديف المثالي لقناة السويس لذلك فقد أطلق عليها إسم القناة الجافة.
 وفي هذا الإطار أيضاً تم عام 2010 افتتاح معمل العوارض الكونكريتية في أبوغريب والذي يعتبر أكبر معمل للعوارض في منطقة الشرق الأوسط وكذلك بوشر العمل أيضاً بإنشاء معمل آخر للعوارض في محافظة المثنى وتم افتتاحه  مؤخرا كما تمت المباشرة بإستبدال خط السكة إبتداءً من منطقة الشعيبة بإتجاه الديوانية أما بالنسبة لخط سكة حديد (المسيب/كربلاء) فقد تم إنجازه, و سيخدم في عمليات نقل الزائرين القادمين من بغداد والبصرة الى كربلاء المقدسة بشكل كبير أما المشاريع الاستراتيجية الأخرى التي أنجزت دراساتها وتصاميمها أو ما زالت قيد الدراسات فهي كثيرة ومتنوعة مثل مشروع سكة (موصل/دهوك/زاخو) الذي وصلت نسبة إنجاز تصاميمه الى (100%) حيث يعتبر مشروعاً حيوياً ومهماً كونه يتجنب الدخول الى الأراضي السورية ويتصل بالجانب التركي مباشرةً إلا أنه يحتاج الى حوالي(2) مليار دولار لتنفيذه كما وضعنا خلال عملنا في الوزارة الخطط اللازمة لتطوير خطوط السكك وزيادة مدياتها من (2000كم) الى (10,000كم) مع كهربة الشبكة ولكن ذلك يحتاج الى كلف عالية تصل الى (60) مليار دولار حيث تبدأ هذه الخطوط من مدينة الفاو في أقصى الجنوب في البصرة الى بغداد مروراً بالمحافظات (ميسان/واسط/) مع خط دائري يلتف حول العاصمة بغداد لتجنب دخول القطارات الصاعدة والنازلة الى العاصمة بغداد ويشمل هذا المشروع أيضاً خط (بغداد/بعقوبة/كركوك/اربيل/موصل) وخط (كركوك/سليمانية) وخط (كربلاء/الرمادي) وخط (ناصرية/كوت) وقد وصلت نسب إنجاز الدراسات والتصاميم لهذه المشاريع الى (85%) وإن كل ذلك قد تم خلال السنتين اللتين كلفت بهما بتولي منصب وزير النقل وليس لدورة كاملة.
إن إنجاز هذه المشاريع في المستقبل من قبل وزارة النقل ولو بنسب متقدمة سيضمن حركة سريعة ومتطورة للقطارات تخدم النقل ليس في العراق فحسب بل سيساهم في نقل نسبة كبيرة من البضائع من موانئنا الى شمال أوربا وبالعكس وبذلك ستكتمل خطوط القناة الجافة لتعمل بكامل طاقتها , أما العراقيل التي واجهت وتواجه حركة القطارات عبر القناة الجافة خلال عامي( 2009 و2010 ) فأهمها إصرار الجانب السوري (اعتقد لأسباب سياسية)على عدم تخفيض التعرفة بالنسبة لنقل البضائع المارة عبر أراضيها بالقطارات من العراق الى تركيا وبالعكس في حين أن هذه التعرفة عند الجانب العراقي والتركي أقل بكثير من تعرفة الجانب السوري وقد أدى ذلك الى محدودية حركة القطارات وإنخفاض معدلها الى قطار واحد أو قطارين يومياً مع إننا قد إفتتحنا ميناء الشالجية الجاف في بغداد لهذا الغرض وبتعاون من وزير المالية السابق معالي الأستاذ (باقر جبر الزبيدي) بعد أن حاولت الدوائر الجمركية عرقلة ذلك علماً أن تلك الدوائر كانت السبب وراء توقف نقل البضائع من موانئ أم قصر بإتجاه (تركيا/اوربا) لعدم تفعيلها إجراءات الترانزيت وقد شكلت لهذا الغرض أواخر العام الماضي من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء لجنة مشتركة ضمت ممثلين لوزارات (النقل,المالية,الداخليية,الزراعة,التخطيط) وتم الإتفاق على تفعيل آليات النقل بالترانزيت وأن يكون حصرياً عن طريق السكك الحديدية وكان المؤمل أن تستمر إجتماعات هذه اللجنة خلال عام 2011 لكي تكون القناة الجافة عاملة بشكل فعال في نقل البضائع وفق الخطط التي وضعناها لهذا المشروع. ….اذا هو مشروع الحقيقية وليس الوهم ولكن…

للمزيد من المعلومات ارجوا الاطلاع على الفديو ادناه لطفا :

http://www.youtube.com/watch?v=bX8B2AtOJBU&NR=1&feature=endscreen
الخبير البحري ووزير النقل سابقاً