26 مايو، 2024 11:46 م
Search
Close this search box.

( القميص الممزق ) لا يتطلخ بدماء العراقيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع أن الخليفة الرابع للمسلمين سيدنا الامام علياً بن أبي طالب ( رضي الله عنه )  لم يبايع الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) ألا بعد (6) أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له ، لكن هذا الامر لم يمنع هذا الأمر سيدنا الامام علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين ( رضي الله عنهما )  ، أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل سيدنا عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية ( محمد بن أبي بكر)  وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية السابقة لكثير من المؤرخين ، لكنهم اجتمعوا على أن سيدنا علياً وأبنه سيدنا ( الحسن ) كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع وفي منطقةٍ تسمى
( حشا كوكب ) سيدنا عليٌ المعارض وسيدنا عثمان الشهيد ، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل سيدنا الامام عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء , بقيَ في دار سيدنا عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً !
 أمران أذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والأنصار أي حساب ، (  القميص الممزق ) بالسيوف والملطخ بدم سيدنا عثمان والمصحف المدمي !
 لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما إلى الشام (هكذا) القميص يصل إلى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي , بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس واستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام ، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ واستياء وستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن سيدنا علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت سيدنا عثمان !
أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وإيصاله وهو الخلافة ، وبالها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل سيدنا الامام علي ثم قتل سيدنا الحسين … ثم … ثم … ثم تقطيع الأمة وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن , التاريخ يعيد نفسه ، وبعيداً عن التشبيهات طبعاً ، العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه إلى حكومة ( دولة ) ولا يطبق فيها القانون بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، بالضبط في الليلة التي صعد بها ( العراقيون )  إلى صعيد الديمقراطية , واستكمال تشكيل حكومة بغداد الجديدة حكومة ( الشفافية – الديمقراطية ) ، أختار الجلادون السياسيون في العراق أن يصعد هذا الشعب بعد الانتخابات الاخيرة على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه !
 قميص الديمقراطية الجديد الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها إلى الأبد لم يصبروا
( سياسيو العراق ) اليوم بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت هذا الوطن ، ومات هذا الشعب الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بالرمال ، وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد ، بل ما أظهره تماماً وليس ما يدعيه أحد , الحق الواضح الموثق هو قميص سيدنا عثمان الثاني ، بمعنى أوضح أن الّذين عرضوه هم الطامحون للاستيلاء على السلطة بصورة معاكسة أي إقصاء كل الأطراف المناهضة والمعارضة سياسياً وعقائدياً لهم في داخل الحكومة وخارجها وغلق أبواب أي إمكانية صادقة لما يسمى
( بالمصالحة ) ذلك واتفقت أغلب وسائل الأعلام العالمية على تدمير جديد لهذا البلد وافتعال واشعال ( الفتنة الطائفية ) بين فئات هذا الشعب الأصيل والعمل على تقسيم البلاد الى ( ثلاث اقاليم )   وإشعال الفتن الطائفية الدينية والسياسية , وهنا السؤال يطرح نفسه أن الأطراف السياسية في العراق تضم بين مكوناتها جميع شرائح هذا المجتمع من العرب السنة ومن العرب الشيعة ومن الأكراد السنة ومن الأكراد الشيعة ترى من يتبع من في هذه المعادلة السياسية المتعجرفة لا أعتقد أنهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر تثبيت حكومة عراقية ترضي الأطراف جميعاً وعولمتهم وديمقراطيتهم وكما يقول أخوتنا المصريون ( يا دار ما دخلك شر ) ولا أعتقد أيضاً أنة الرجل السياسي العراقي سواء كان سنينا أو شيعا أو كرديا أو مسيحا أو تركمانينا أو ينتمي إلى الأقليات العراقية العزيزة لأنه الآن بأمس الحاجة إلى اللعب وراء الكواليس والقفز على الحبال كي يجد متسعاً لتثبيت سلطاته على أكثر من مليون عاطل عن العمل وقميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذا الأمة المنهزمة المنكسرة التي استهدفت آهل العراق من ( الشيعة – السنة ) ,

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب