20 مايو، 2024 6:04 م
Search
Close this search box.

القمر الدموي العملاق آت في بلاد ..اللا أحد !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

” إسمي لا أحد” أو My Name is Nobody فيلم إيطالي شهير جدا عن رعاة البقر ” الكاوبوي ” من اخراج “تونينو فاليري” وبطولة هنري فوندا و تيرنيس هيل ، عرض ذات يوم في سينما روكسي وسط العاصمة اللبنانية ، بيروت ، ووجدت صعوبة آنذاك في الحصول على بطاقة الدخول لشدة الزحام على شباك التذاكر وبعد – مكافش – على الطريقة اللبنانية الرقيقة بعض الشئ على شوية – شو بدك تئبرني ، ميرسي لاإلك – حصلت على بطاقة ودخلت الصالة واذا بالفيلم يقدم طرحا لم يسبقه اليه احد يتلخص بتحويل اللا أحد الى مخلوق بشري حقيقي بقدرات خارقة …يسأل احدهم من أسرع رام بالبندقية ؟ فيأتي الجواب لا أحد وهذا اللاأحد هو أحد ابطال الفيلم واسمه ” Nobody” وهنا مربط الفرس !!
قبل ايام كنا في رحلة الى واسط للوقوف على حقيقة النافورة التي كلفت مليارو300 مليون دينار بحسب مواقع التواصل الأجتماعي فيما لاتعدو ان تكون مجرد حوض صغير لتربية الأسماك للأطلاع على حقيقة الأمر فتعطلت سيارتنا قرب احد المطاعم الخارجية على طريق بغداد – الكوت وإضطررنا للذهاب الى المطعم – وما ادراك ما المطعم – كان الزبائن ومعظمهم من سائقي الشاحنات وسيارات الحمل والأجرة والباصات الصغيرة يتحدثون برهبة عن ظاهرة (القمر الدموي العملاق ) الذي سيظهر في الـ 28 من ايلول الجاري، زاعمين ان القيامة ستقوم عند ظهوره ، والزلازل والبراكين والنيازك ستتوالى على الأرض وفقا لأباطيل ، القس جون هاجي ، من سان فرنسيسكو، والذي زعم بأن النيازك ستسقط على الأرض وتقوم القيامة في ذلك اليوم ..اباطيل فندتها وكالة ناسا الفضائية جملة وتفصيلا، مشيرة الى ان ، ظاهرة القمر العملاق تعني أن القمر يبدو أكبر بنسبة 14% من حجمه العادي، كما يبدو أكثر إشراقا بنسبة 30% يحدث ذلك عندما يكون في أقرب نقطة من مداره البيضوي حول الأرض ، متزامنا مع خسوفه حيث سنشاهد قمراً عملاقاً دموياً لن يتكرر حتى عام 2033.”
قلت من الذي اخبركم بهذه الأباطيل التي تتناقلونها فيما بينكم فأجابوا ” يكولون !!” من هم الذين يقولون ؟ فألتفت احدهم الى الآخر من دون ان يجدوا جوابا شافيا لسؤالي !! فقلت نيابة عنهم انه وبكل تأكيد لاأحد !!وانا أعني به الطابور الخامس الحاضر بقوة واقعا ، الغائب ظاهرا عن الساحة شأنه شأن المخبر السري الذي أودع بفعل تقاريره ودعاواه الكيدية الالآف خلف القضبان فيما تأرجح الآف آخرون على حبال المنشانق ولو سألت ذوي الضحايا من الذي تسبب بإعدام او اعتقال أولادكم و آبائكم و أشقائكم وأصدقائكم و أقربائكم ؟ لأجابوا وبصوت واحد لا أحد !!
من الذي سرق نفط العراق ؟ لا أحد ، من الذي نهب غاز العراق ؟ لا أحد ، من الذي هرب آثار العراق ؟لاأحد ، من الذي جاء بالمحتل الى العراق ؟لاأحد ، من الذي اغتال النشطاء والشرفاء والعلماء والخطباء والبسطاء ؟ لاأحد ، من الذي يفجر ويهجر ؟ من الذي يحرق ويدمر ؟ من الذي يختلس ويزور ؟ من الذي على ذقون البسطاء بأسم القومية والطائفة والعشيرة والقبيلة والحزب والتيار والكتلة والتحالف يضحك ويقشمر ؟ لا أحد !! واللا أحد هنا معلوم ومعروف ومرئي بوضوح كبطل الفيلم الكاوبوي الإيطالي ، تماما كالقمر الدامي العملاق في كبد السماء ، إلا ان احدا لايجرؤ على تسميته بإسمه لأن الشجعان في بلادي اصبحوا Nobody بالمعنى الحرفي وليس المجازي للكلمة يصدق فيه قول قائلهم :
إذا فقد الرغيف بكا عليه … بُكاء الخنساء إذ فُجِعت بصخرِ
اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب