23 ديسمبر، 2024 12:10 م

القلم وما يسطرون‎

القلم وما يسطرون‎

بسم الله الرحمن الرحيم ( ن والقلم ومايسطرون ) القلم هو اداة الكتابة وما يسطرون قال المفسرون وما يكتبون وهذا قسم من الله عظيم  , والذي يكتبون تعددت مشاربهم واراؤهم وفلسفتهم فهم يكتبون حسب ما تمليه عليهم عقائدهم فبينهم الذي سخر قلمه للرسالات السماوية وقوانينها ومنهم من سخر قلمه للشؤون الدنيوية والعقائد الفسلفية المختلفة وتتفرع كلا من التوجهات الدينية السماويه والفلسفات الارضية توجهات متضاربة ومتخالفة على سبيل المثال ان الرسالات السماوية رسالات انسانية لكافة البشر لنشر العدالة والمساواة والحرية ولكن الاجتهادات وتباين وجهات النظر وقصره حولت الملايين من معتنقي الدين الى اعداء للدين من حيث لا يشعرون ونفذوا عمليات اجرامية ما انزل الله بها من سلطان كالقتل والنهب والاغتصاب واستباحة حقوق الاخرين وتكفير من لا يتفق معهم واصبحت تيارات من هذه الطائفة الاسلامية او تلك الطائفة تكفر الطائفة الاخرى والافتاء بقتل من ينتمي اليها خلافا لما ورد عن رسول الانسانية والمسلمين محمد(ص) حين قال (من قال لا اله الا الله محمد رسول الله عصم دمه وماله وعرضه ) فأي اسلام ينتمي اليه ذلك المسخ الذي يقتل هؤلاء الموحدين من هذه الطائفة او تلك الا ان يكون ناقص العقيدة او مجند من جهة اجنبية لها مصلحة في اقتتال ابناء الدين الواحد او ابناء الوطن الواحد من حملة المعتقدات والاديان الاخرى وهذا ما ذهب اليه السيد ممثل المرجعية في كربلاء السيد عبد المهدي الكربلائي في احد خطب الجمعة حين قال لماذا هذا الشحن الطائفي ومن يدفع لكم من الداخل او الخارج ,  واما حملة الفلسفات الدنيوية فكل يكتب للتبشير بمعتقادته وافكاره
لقد ظهرت توصيفات كثيرة لما يسطر القلم فقيل قلم شريف وقلم وضيع وانتهازي  والحر والفني والادبي والثوري والساخر والذهبي والرائع والصادق الى اخره من المسميات واسوء تلك الاقلام هو القلم المسموم الذي يدس السم بالعسل ذلك القلم الذي يعبر وحدة المسلمين ويتحدث بطائفية مقيته ونسى ما قال رسول الله (ص ) ( اختلاف امتي رحمة ) وهو يقصد الاجتهاد طبعا وليس الاحتراب ومن يسن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها هؤلاء الذين يدعون الى تخريب المسلمين وتخريب علاقتهم ووحدتهم امام العدو المشترك الذي يريد تدمير الاسلام والمسلمين وخلق الاحتراب بينهم من اجل مصالحه وتفتيت هذه القوة العظمى التي يريد ايقاف مدها وانتشارها خوفا على مصالحه وعقيدته الاقتصادية والفكرية كما من الاقلام السيئة الاقلام الانتهازية التي تلمع الجباه المعفرة بالظلم والتجبر واكل السحت الحرام كما من الاقلام السيئة القلم الاجير الذي يكتب لمن يدفع له حتى لو كان ذلك فاقد الكرامة والناموس اما تلك الاقلام الشريفة الحرة والشريفة والصادقة والثورية والوطنية والتي دفع الكثير منهم حياته ثمنا للكلمة الصادقة الجريئة الحرة التي تدافع عن حقوق الوطن والشعب وترفض الذل والهوان والتبعية والاستسلام للاجنبي فلها تحية الشرفاء والوطنيين الاحرار والخلود لشهداء الصحافة والوطن والموت للطائفيين وعبيد الاجانب والغادرين ومن تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي بكافة مسمياتهم ومشاربهم وعاش العراق حرا ابيا ونختم ما بدأنا في قصيدة للشاعر الخالد ايليا ابوماضي يقول في قصيدة عنوانها ايها القلم  :
ماذا جنيت عليهم ايها القلم – والله مافيك الا النصصح والحكم
اني ليحزنني ان يسجنوك وهم – لولاك في الارض لم تثبت لهم قدم
خلقت حرّا كموج البحر مندفعا – فما القيود والاصفاد واللجم ؟
ان يحبسوا الطائر المحكّى في القفص – فليس يحبس منه الصوت والنّغم
الله في امّة جار الزمان بها – يفنى الزمان ولا يفنى لها ألم ؟
كأنما خصها بالذّل بارئها – او اقسم الدهر لايعلو لها علم
مهضومة الحق لا ذنب جنته سوى – ان الحقوق لديها ليس تنهضم
مرت عليها سنون كلها نقم – ماكان اسعدها لو انّها نعم؟
عدوا شكايتها ظلما وما ظلمت – وانما ظلموها بالذي زعموا
ما ضرّهم انّها باتت تسائلهم – اين المواثيق , اين العهد والقسم ؟
اما كفى ان في اذانهم صمما – حتى ارادوا بأن ينتابها الصّمم ؟
كأنما سئموا ان لايزال بها – روح على الدهر لم يظفر بها السأم
فقيدوها لعل القيد يسكتها – وعّز ان يسكت المظلوم لو علموا
وارهقوا الصحف والاقلام في زمن – يكاد يعبد فيه الطرس والقلم
ان يمنعوا الصحف فينا بثّ لوعتنا – فكلنا صحف في مصر ترتسم
انا لقوم لنا مجد سنذكره – مادام فينا لسان ناطق وفم
كيف السبيل الى سلوان رفعتنا – وهي التي تتمنى بعضها الامم ؟
يأبى لنا العز ان نرضى المذلة في – عصر راينا به العبدان تحترم
للموت اجمل من عيش على مضض – انّ الحياة بلا حرية عدم
وفي قصيدة بعنوان صاحب القلم يقول :
اشقى البرية صاحب الهمم – واتعس الخلق حظا صاحب القلم
عاف الزمان بني الدنيا وقيده والطير يحبس منها جيد النغم
وحكّمت يده الاقلام في دمه – فلم تصنه ولم يعدل الى حكم
فيا له عاشقا طاب الحمام له – ان المحب لمجنون فلا تلم
لكل ذي همة في دهره امل – وكل ذي امل في الدهر ذو الم
ويل اللّيالي لقد قلدتني ذربا – ادنى الى مهجتي من مهجة الخصم
ما حدثتني نفسي ان احطمه – الا خشيت على نفسي من الندم
فكلما قلت زهدي طارد كلفي – رجعت والوجد فيه طارد سأمي
يابى الشقاء الذي يدعونه ادبا – ان يضحك الطرس الا ان سفكت دمي
لقد صحبت شبابي واليراع معا – اوى شبابي … فهل ابقي على قلم
كانما الشعرات البيض طالعة – في مفرقي , انجم اشرقن في الظلم
تضاحك الشيب في رأسي فعرّض بي – ذو الشيب عند الغواني موضع التهم
فكل بيضاء عند الغيد فاحمة – وكل بيضاء عندي ثغر مبتسم
الى اخر القصيدة الجميلة
قوم ارى الجهل فيهم لا يزال فتى – في عنفوان الصبا والعلم كالهرم
  رحم الله الشاعر الخالد ايليا ابو ماضي والسلام عليكم