22 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

القلب وعاء نقي لا يسع لإثنان

القلب وعاء نقي لا يسع لإثنان

القلب هذا العضو الأساس الذي يقوم بمهام كبيرة في جسم الإنسان ففي الوقت الذي يمد فيه الجسد بالدم فهو يحافظ على ديمومة الحيوية و استمرارية الحياة هذا من جهة ، و كونه من جهة أخرى يمثل الوعاء النقي الذي يحافظ على الاستقامة و التكامل الأخلاقي لدى الفرد عندما يكون ممتلئ عن آخره بطاعة و عبادة صالحة تنبع أصولها من رسالة الإسلام السمحاء وبما يحقق الفرض الإلهي المقدس في تحقق العبادة الخاصة لله سبحانه و تعالى من جانب الإنس و الجان وهذه الغاية لا تقوم إلا عندما يكون القلب مرآة تعكس حقيقة الإيمان و خلوه من الأمراض النفسية التي تعكر صفو حياة الفرد ومن أمثلتها العُجُب و الكبر التي تكون وبالاً على المسلم و حجباً على القلب فينتج عنه عواقب وخيمة لا يُحسد عليها العبد المسلم فإذا وقع الإنسان تحت تأثير هذه الأوبئة النفسية فحتماً سوف تزداد المسافة بين العبد و خالقه جل و علا فيدخل في دوامة من المتاهات و رزنامة من الانحرافات الأخلاقية وصولاً إلى جادة التيه و الضلال وهذه نتيجة طبيعية فلا نستغرب منها ، فالعجب و الرياء و الكبر تُعَد من الآفات الضارة التي تدخل إلى نفس الفرد من حيث لا يشعر بسبب امتلاء قلبه بوسوسة إبليس و مغريات أعوانه الفاشلين فتتكون على القلب حزمة من الحجب و الأغشية التي تطبع عليه فتجعله يفقد البصيرة في أمور دينه و شؤون دنياه و آخرته على حدٍ سواء و تلك نتيجة طبيعية لما آل إليه حال كل مَنْ يُصاب بداء العجب و الرياء و الكبر ومعها زادت الأغشية و الحجب على القلب فيصبح صاحبه من الذين طبع الله تعالى على قلوبهم فأصبحوا من الجبابرة و المتكبرين وهذا ما نجد صداه واسعاً في القران المجيد بقوله ( كذلك يطبع الله على قلب كل جبار متكبر ) من هنا نستطيع القول أن القلب وعاء نقي لا يسع لاجتماع النقيضين أو الأضداد ، ففي عرف أهل اللغة أن الأضداد و النقائض يستحيل اجتماعهما في نفس الزمان و المكان وذلك لعدة عوامل كثيرة حالة دون ذلك ، ومن هذا المنطلق اللغوي نجد صعوبة اجتماع العبادة الصالحة مع وسوسة الشيطان في آن واحد و تلك حقيقة كشفها الكثير من الباحثين و المتبحرين في أمهات الكتب و المصادر الإسلامية و اللغوية جاء ذلك في معرض كلام أحدهم وهو يتحدث عن أهمية الصلاة وعن الآثار السلبية الناتجة عن العجب و الكبر فقال : ( من الآثار السلبية المترتبة على اثار العجب و الكبر أن كل منهما يمثل حجاباً عن الرؤية النقية الصحيحة المتوازنة حتى يزداد ذلك الحجاب عمقاً و شدة فيتحقق الطبع على القلب فيكون الانسان مصداقاً لقوله تعالى ( كذلك يطبع الله على قلب كل جبار متكبر ) .)) . فالقلب النقي الصالح العامر بالذكر و العبادة المستقيمة و الطاعة الخالصة لوجه الله تعالى حقاً أنه الوعاء و المرآة الناصعة و لتكن قلوبنا يا أخوتي في الله تعالى على هذا المنوال دائماً و أبدا .

أحدث المقالات