23 ديسمبر، 2024 4:31 م

القفزُ بين القمم ….ومشروع السرقات القادم

القفزُ بين القمم ….ومشروع السرقات القادم

ثمة ظاهرة جديدة في الساحة السياسية العراقية ،،،، ظاهرة القفز بين القِمَمْ  ،، ،، سياسيون يتنقلون برشاقةِ الذئاب بين الخنادق ليسرقوا خطاب الناس ويركبوا الموجة  ،، السيد عزة الشابندر يُمثِل نَموذجاً حياً لهذه الظاهرة  ،، كان يُصنَّف نفسهُ  أسلامياً في فترة المعارضة ،، وماأن سَقَطَ  النظام حتى أصبح ليبرالياً مع د أياد علاوي عندما كانت العراقية مشروعاً واعداً ومدعوما أقليمياً وأمريكياً ،،،وفور أفلاسها تحوَّلَ الى المشروع النقيض لها  (دولة القانون ) ليكون أحَدَ صقورها والمُنظِر الرسمي لهذا الخط  السياسي الجديد   (عندما كانت الناس تُراهن على دولةٍ حقيقية للقانون تَستَظِل بقوتها وتحمي حقوقها المُغتصبة ركبوا الموجة و أفشلوا هذا المشروع أيضاً بأنتهازيتهم  وفؤيتهم وحزبيتهم الضيِّقة )  ، ذهبَ  الى النجف عشية الانتخابات الاخيرة  والتقى بالسيد مقتدى الصدر ليكون صدريا ولكن السيد لم يمنحه شرف العضوية ،،  فعاد خائباً ليخسر الانتخابات فيما بعد    ،،، ،، الآن .. وبعد أن شَعِرَ السيد الشابندر برغبة الجماهير بالتغيير ركب موجة الاصلاحات وأخذ ينتقد بقوة حكم الاسلام السياسي واخطاءه التي أعتبرها ((كارثية ))  ليقفز من السفينة الغارقة الذي كان أحد رموزها  في محاولة جديدة لسرقة الخطاب الجماهيري المطالب بالاصلاح ليَرفعهُ كشعارٍ للمرحلة  ويُعيد تسويق نفسه بشكلٍ جديد ولِباسٍ آخر …
وقد اكسبتهُ هذه الممارسة خبرةً كبيرة أهَّلتهُ لأن يكون عراباً لهذه الظاهرة وكلنا يتذكر كيف استطاع الشابندر أن يُبيَّض صفحة السيد مشعان الجبوري ويُعيده الى لُعْبَةِ  الحُكم لُيمارسَ دوراً جديداً  يَتَطلبهُ الوضع آنذاك  ،،،  ،،،لسنا  ضد المراجعة وأن يُعيد الشخص تقييم مواقفهِ  السياسية و مُتبنياتَهُ  الفكرية ولكننا ضدَّ حالة النفاق السياسي بتحويلِ  المواقف الوطنية  الى حساباتٍ  مصرفية ، وسرقة خطاب الفقراء وتحويلها الى شعارات للكسب الحزبي ،،،
وللامانة فأن عزة الشابندر هو الابن البار لهذه الطبقة السياسية التي تحكم العراق حيث تربطهُ علاقات مميزة مع الجميع تَسْمَح  لهُ بالتنقل متى شاء بين تياراتهم المختلفة وهذا دليل على أنهُم  شُركاء  في أستِفحالِ هذه الحالة الشاذَّة وان الجميع مسؤولين عن خلقِ مناخ موبوء بهكذا سلوكياتٍ  خطرة   ،،
لذلك أذا اردنا ان نُفعِّل الاصلاحات في العراق فيجب ان نَقضي على هذه الظاهرةِ  ورموزها ،، التي كرَّسَتْ  النفاق وأفرغَت السياسة من مبدئِيتَها  وفَتَحَتْ  سوقاً للنخاسةِ  تُعرض فيها المواقف لمن يدفعون    ،،،،
هؤلاء يستغلون أنشِغالاتنا بالمصائب الامنية والاقتصادية التي كَبَّلونا بها  ليقفزوا  في غفلةٍ منا الى الضفةِ   الأُخرى ،،، ظناً منهم أن الشعب بلا ذاكرة ،،،، و لايعرفون  أن ما بَعْدَّ القمة هو القاع ،، ،،وفي القاعِ  يتَّضح العَدَمْ   ،،،
لايمكن أن يُسمَح  لنفسِ الوجوه الكالحة التي كرَّسَت الفشل والفَسادْ والمحاصصة الحزبية المقيتة أن تعود عبر مشروع الاصلاح ،، لانهُ المشروع الوحيد المتبقي لأنقاذ الوطن   ،،، وسرقة خطابهِ تعني سرقة ماتبقى من أملٍ لفقراء العراق في العدالة والتغيير …    
لذلك يجب أن يُقيَّم السياسي بمُنجزه وأفعاله  ،،، لا بأقوالهِ ،،،
يكفينا قٓوْلاً أن  هذا السياسي ((خوش يحجي))  ،،،،
نحتاج سياسي خوش  ((يفعل ))   ،،،،،
لأنَّ السياسةَ فعل وأنجاز ولايمكن أن تكون سفسطة بلا موقف أو هوية    ….