23 ديسمبر، 2024 9:21 م

القفزة الكبيرة : والعبور الناجز !

القفزة الكبيرة : والعبور الناجز !

” هذه الدورة كنا نأمل بأننا سنقفز قفزة كبيرة ، لكن هذه المناكفات السياسية، وهذا الضجيج الاعلامي، وهذه الصورة البائسة عطلت العمل والإعمار وعودة الثقة الكاملة في العراق . ” هكذا قال دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي البارحة للشعب العراقي الكريم اثناء زيارته المفاجئة للبصرة.
لا تقولوا لي أنكم لم تسمعوا نفس هذه العبارات من نفس هذا الرجل قبيل انتخابات آذار/ مارس ٢٠١٠ ، فسياسة ( التشكي ) هذه عهدناها منه ومن ( حوارييه ) مذ أتحفنا القدر به  – وبحوارييه – في ربيع ٢٠٠٦. واذا كنا شعب ( يأكل وينسى ) فها نحن نذكر عسى أن تنفع الذكرى.
وبمناسبة الذكريات : هل تتذكرون ( العبور الناجز ) الذي صدع به رؤوسنا الديكتاتور صدام حسين وأعضاء حزبه، ونحن نأن تحت ضغط الحصار والجوع وانعدام الامل، الا يشبه ( القفزة الكبيرة ) التي يعدنا دوما بها السيد المالكي، دون أن ينفذها، ثم يعود ليعدنا بها ولن ينفذها مطلقا طبعا.  فقد أصبحت المسألة – عنده – مثل : ( حبالة حيهن ) !  التي تصدع – هي الأخرى – رؤوس اهلها بين فينة واخرى بدعوى أنها حامل، وبعد شهور تظهر المسألة مجرد ( غازات ) لا أكثر ولا أقل.
كلام السيد المالكي في البصرة، سبقه بيوم واحد حدث لافت في شمال افريقيا، وتحديدا في تونس ، فقد إعتذر رئيس الوزراء فيها السيد حمادي الجبالي عن عدم قبوله بتشكيل حكومة جديدة ، بسبب رفض مطالبه بتحديد موعد نهائي لصياغة الدستور واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وقال مخاطبا شعبه : ” إعتذرت وأنا آسف، أنا أعلم أن بلادنا وشعبنا ينتظران حلا، أريد أن أؤكد أن هذا الرفض ليس رفضا متعنتا ولا غلقا للابواب، ولكن رفض من أجل التأكيد على بحث حل آخر”.
اعضاء حزب النهضة لم يصرحوا بأنه : لا بديل للجبالي سوى الجبالي، ولا طلبوا استنساخه، وانما تم فورا ترشيح أكثر من أربعة بدلاء، جميعهم من وزراء حكومته المستقيله.
في أمان الله