كثــيرة هي محاولات المفكريـن ، والأدبــاء ، والسـياسـيين ، الطامحة للوصول الى تعريـف واضح للحريـة .
بعضـهم تـأتـأ وتـلعـثم وأخـفـق ، وبعضهـم لوح برايات النصـر مزهـواً ، ولكن تعريفاتهـم على الرغم من كثرتها
واخـتلاف مضامينهـا ، ظلت مجـرد كلمـات جميلة على الـورق، في البلدان العربيـة عموما والعراق خصوصا .
الحـريــة ليسـت ان نـسب ونشـتم الرئيس الامريكـي او الروسـي .. الخ .. الحريـة ليسـت جـوعـاً أو شــبـعاً .
الحريــة ليســت أن نســرق الـوطــن بـغير حسـاب ، وكـأن الوطــن بلا أبــواب أو حــراس .!!
الحــــريـة ليسـت أن نـقـتـل ، فيـكون عـقـابـنـا أوسـمة ومنـاصـب وأكاليـل غـار وثـنـاء في كتب التأريخ .
الحـرية ليسـت أن نختـار بـين بحـر ونـار ، وبـين غــرق أو احــتراق .
الحريـــة التي يريـدهـا الانسـان العراقــي هـي أن يســتطيـع التعبـير عـن أفـكاره وآرائــه وفـي أمـور تـتـعلـق
بمصـيره ومصــير بلـده من غــير أن يـدخــل في سـجن او يصبح انسان مجــهول المصــير .
الحـريـة التي يـريـدهـا الانسـان العـراقـي هـي أن تـتاح له خـدمـة بـلده لا خـدمـة الأفـراد أو الأحزاب أو الحاكم
وتلك هـي الحـريــــة المنشـودة والمطلوبــة ، ولكـن الحريـــة عنـدنا ومـع شـديـد الأســف قــد حُــكـم عليهـــــــا بان تبقــى حلمـاً، وفي الظروف الراهنـة تـنبـيء بان الحريـة سـتبقى بعيـدة المنال وهي مصدر الهام الشعراء.!!
بعضهـم يزعـم ان الحريـة متواريـة عن الأنظار خـجلاً واشـمئـزازاً ممـا يرتـكب بإسـمها ، وبعضهـم الآخــر
يـزعـم انهـا قـتلـت على أيــدي الـجن وانتظـار النتــائج عقيـم .. وهو كأنتظار عـودة ميــت الى الحيـاة .
لا تـزال المزاعـم حول مصير الحريـة محتلفـة ، ولكن ماهـو مؤكــد ان الحريـة ما زالت غيــر مـوجـــودة ،
وما يقـدم علـى انـه حريــة هـو مجـرد أقـنعـة ، وأيــة يـــد جريـئــــة تمـزق تلك الاقـنعــة ، سـتكشـف وراءهـــــا
أقبــح الوجــوه .
فيمـا مضـى مـن الـسنين ، كانت الحريــة شـعاراً فقـط ، أما الآن فالحريـة الوحيــدة هي حريـــة القتـــــــــــل
وحريـــة الانـتـحــار بـغيـــر اسـتئـذان ، ولكنها لن تظل طويـلاً ، وإذا لــم يــتـوقف الـقـتل ، فسيكون الوطـــن
بـــلا نـاس .