من أكثر الحيوانات المظلومة هي القطط ( إسمها البزازين في العراق) ورغم أُلفتها وما تحمله من محبةٍ لبني البشر، ترجَمته إلى تبنيها مطاردة الفئران داخل المنازل وفي المزارع والمشافي والمطاعم والمدارس والشوارع منذ آلاف السنين .. لكنها تتعرض لمطاردة الإنسان وقتله لها بإستمرار وبلا مبرر لأعداد كبيرة منها ، وفي ديننا الحنيف نهى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن أذيتها وقتلها في أحاديث مسندة .. وتواجد القطط غير مزعج وغير مخيف وغير مؤذ .. والأطفال أكثر من يتقرب للقطط لإنها صغيرة الحجم وتتناسب مع حجم الطفل وتتابع حركاته أملاً في الحصول على جرعة حليب أو قطعة لحم نيئة أو مشوية ( لا فرق ) أو بقايا علبة طعام ولا تبحث عن مناصب أو عقود أو إتفاقات أو إنتخابات أو تصويت أو رواتب أو عقود أو لجان ( أقصد القطط طبعاً ) فهي مقتنعة جداً بما يرزقها به الله .. وفي العراق تتواجد ملايين القطط وأكثرها داخل البيوت أو بين أروقتها أو فوق السطوح أو حدائق تلك البيوت تقفز من سطحٍ إلى آخر أو تتسلق الجدران وهي تموء ! والمواء صوت القطط حين تجوع أو تخاف أو تهرب ، وفي العراق يُطلق على المواء ( ميو) بفتح الميم ومد الياء قليلاً وتسكين الواو .. وهو الصوت الحقيقي لصوت القطط .. ميو وليس المواء .. وفي السنين الأخيرة وبخاصة في تبادل الكلام بين الأصدقاء أو الحوارات الأخوية مع البعض أو تعليقات الكثير ممن أسمعهم تُستخدم هذه الكلمة على ما يبدو للتعبير عن حالة رفض وشجب وتنديد وإستهجان وإحتجاج لشخصٍ منافق كذاب منبوذ مرفوض لا دور ولاوجود له .. أو تلخيص الإجابة عن سؤال معين وإستخدام ميو بدلاً من شرح مفصل وإسهاب عن هذا الموضوع .. فإذا سُألت عن شخص معين ولا تعجبك تصرفاته فأكيد ستكون إجابتك بميو ! أو عدم حصولك على ماوعدك به صديق أو مسؤول فأكيد ستكون ميو .. مع بداية أزمة النازحين تم تشكيل لجنة عليا أكرر عليا .. للجنة النازحين والمهجرين يرأسها الدكتور صالح المطلك وعدد من كبار المسؤولين ، بينهم وزراء وأعضاء في مجلس النواب .. وخُصصت لهم ميزانية مالية تُقدر بمليارات الدولارات أي ما يعادل بالعملة العراقية تريليونات ( التيرليون مليون مليون ) وخرج المطلك وخرج أعضاء هذه اللجنة وهم يبشرون النازحين والمهجرين بتخصيص بيوت وكرفانات وتأجير شقق لهم .. وبشروهم بتوزيع منح شهرية وموسمية وسنوية وإنشاء مدارس وكليات ومشافي ومراكز صحية .. وتدافعت الفضائيات ووسائل الإعلام يوماً بعد آخر مع زيادة أعداد النازحين وبخاصة كارثة نزوح أبناء مدينتي الرُمادي للإستفسار من المطلك وغير المطلك عما سيقدموه ويفعلوه وينفذوه من وعود ؟! فإذا به يخرج مبتسماً على سواحل البحر الميت ( في المؤتمر الإقتصادي العالمي الأخير الذي عُقد في الأردن ) في لقاء مع فضائية لإحدى الفنانات يتحدث عن حاجة العراق لمساعدة العالم والمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين .. وبعدها بأيام خرج الناطق بإسم اللجنة مدافعاً زوراً عن نفسه من إتهامات موثقة ضده تدين عمله وعمل لجنته الفاشلة التي تبخرت الأموال منها والنازحون يتلقون المساعدات من كذابي ومنافقي وضباط مخابرات وعملاء الأمم المتحدة وجواسيسهم في العراق .. ماالذي قدمته اللجنة والخيام مختومة من دول العالم مجاناً والهلال الأحمر ومنظمات تُسمى إنسانية تعمل كبنك لمعلومات دول عدة وضعت أسماءها فوق صناديق تكفي وجبة واحدة .. أين الأموال التي خُصصت لكم ؟! لا أقول لرئيس لجنة النازحين والمهجرين السفلى وليست العليا سوى ميو وإلى زمرة النصابين معه ميو والناطق المتخلف بإسم اللجنة الذي لا يُحسن قراءة حتى إسمه ميو وإلى من أمر وساهم وأعد وتعاون مع هذه اللجنة من رئيسها وحتى قططها الصغار بألف ميو لكم وأذكرهم بمثل عراقي شعبي يُطلق على القطط لكنَّ المقصود هم اللصوص والسراق ( وَدَّع البزون شحمة ) ويالها من شحمة بالمليارات ..