ذات يوم اجتمعت الاسود لتتفق على ادارة مملكتها العظيمة وتوزيع المناصب والسلطات بينها فالغابة كبيرة وخيراتها عظيمة ولا بد لها اليوم من قائد يرعى شؤونها !
كل متحدث ادعى انه الملك فاختلفت واشتد الخلاف بينها ولكنها اتفقت ان تبعث كل قرية من قراها العشرة اسدا واحدا ممثلا عنها في الاجتماع اللاحق.
اجتمعت الاسود العشرة وقررت ان تختار زعيما لها. وبعد جدال عنيف قال اكبرهم سنا, انا اعلم الاسود واحكمهم واكثرهم اولادا واعرفهم بأحوال الغابة واسرارها, واوسع الحاضرين خبرة في اصطياد الفرائس وكسب الغنائم وانا خير من يستحق هذا المنصب. صمت الجميع, لكنهم اعلنوا بعدئذ ان اكبر الاسود قد صار ملك الملوك!
وفي اليوم التالي توافدت الاسود جميعا وصار كل اسد يقدم فريسة منه قربانا لملكه المبجل.
تعود الملك على اكل القرابين الجاهزة وبعد فترة اصبح عاجزا عن العمل وصار ياكل كما تاكل القطط الاليفة.
طمعت الاسود التسعة بالترف والنعيم الذي اصاب صاحبها وصار كل منهم يتسائل ماذا لو كنت انا ملك الملوك!
عادت الى قراها واخذ كل اسد منها يحدث قومه. انتم من اصطفيتموني من بينكم لأني انطقكم لسانا واكثركم قوة وبطشا
 وقد كنت وفيا لعهدكم دوما ولولا صغر سني لما صار ذلك القط الخرف ملكا علينا, نحن اولى من غيرنا بالزعامة والرئاسة فنحن اشجع الاسود واكثرها عددا واشرفها نسبا ولولا اخلاصي وخوفي وحرصي على قريتي لما دعوتكم ان تجعلوني ملكا عليكم!!
وهكذا صارت الاسود التسعة ملوكا لتستحيل بعد ذلك الى قطط اليفة تماما كصاحبها العجوز!!
بدت المطامع تدب في قلوب الاسود جميعا وكل منها صار يرى انه اهلا بالملوكية من غيره.
لم تمض سوى ايام قليلة واذا بالغابة قد اصبحت تغص بالقطط المتطفلة والقليل من الاسود العاملة!
المشكلة ان هذه الحيوانات بالرغم من انها تتصيد وتنتهز الفرص من اجل الحصول على الطعام, وانها تعتاش على بعض فضلات الاخرين, وتنتظر الويلات والمصائب وتفتعل المشاكل حتى تشبع بطونها الجائعة تماما كما تصنع القطط الخبيثة الا انها لم تزل تظن انها اسودا ضارية, وتفتخر ان اجدادها كانوا يساوون الارض اذا ما مشوا عليها !!
لذلك قررت الغابة ان تجتمع من جديد لتعلن عن قراراتها الاخيرة !
فاطلقت على نفسها تسمية القبيلة وعلى القط العجوز امير القبيلة وعلى كل قطة من القطط التسعة شيخ العشيرة. اما القطط الاخرى فهي رؤساء الافخاذ ووجهاء العشيرة !