20 مايو، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

القطاع السياحي صناعة مدرة للدخل ولكنها مهملة

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجميع رسميون وغير رسميين منشغلون في البحث عن افضل الوسائل للخروج بالاقتصاد الوطني من ازمته ، من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب الى اقتصاد متوازن بين قطاعاته المختلفة . وفي اطار هذا البحث تركز المؤسسات واغلب الاقتصاديين على القطاعين ، الزراعي والصناعي ، ولا يعطون الاهمية المناسبة الى الرافد الدائم الذي لا يقل عن القطاع النفطي الا وهو القطاع السياحي الذي لا ينضب وبلدان كثيرة لديها اقل مما لدينا تعتمد موازناتها وشعوبها عليه .

ان القطاع السياحي في بلادنا يمكن الاستفادة منه من موردين وبكلف بسيطة ولا تتطلب تمويلاً ، بل هي السياحة تمول ذاتها ويمكن تقسيمها الى:

اولاً السياحة الدينية ، ففي بلادنا مزارات للمسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم يؤمها سنوياً ملايين الزائرين اكثر من اعداد الذين يؤدون فريضة الحج ، ولكننا لا نستغل ذلك . نستطيع من هذا القطاع ان نعمل على منحنيين :

الاول : الضرائب والرسوم على سمات الدخول كي نوفر ظروفاً ملائمة للزائرين لاداء الشعائر الدينية من خلال تطوير المراقد المنتشرة في عموم البلاد .. للأسف الحكومة تعمل على العكس من ذلك ولا تعامل رعايا البلدان الاخرى مثلما يفعلون مع العراقيين والمقابلة بالمثل ، فهي في كل مناسبة تعفي هؤلاء من رسوم سمة الدخول وتوفر لهم الطعام والسكن والنقل مجاناً .. صحيح في ذلك ثواب ولكن للمناطق حق على زوارها ان يقدموا اليها شيئاً لاسيما ان اعدادهم غفيرة وبالملايين .

ثانيا : الصناعة المرتبطة بالسياحة الدينية ، من المؤلم اننا نستورد ما يرتبط بهذه المناسبات من بلدان الجوار ، بل ومن بلدان جنوب شرق اسيا فيما معاملنا وتجارنا يتفرجون وتمر مواسم الزيارات ولا يحصدون من غلتها ما يقتاتون به عامهم او يرفدون خزينة الدولة منه للتطوير والبناء .. فعلى سبيل المثال نحن نستورد الاعلام التي تشير الى المناسبات ، والصور للائمة الاطهار المطبوعة على الورق والاقمشة ، بل حتى ( الترب ) نترك ارض النجف الطاهرة والمباركة ونذهب الى استيرادها من بلدان اخرى ، فيما نحن قادرون ان نبدع في صناعتها ، وهناك الكثير مما يرتبط بذكرى الزيارة والمناسبة الذي يمكن صناعته محلياً وتسويقه والاستفادة منه في توفير فرص للعاطلين ، واقامة ورش ومعامل لا تتطلب رأسمالاً                     كبيراً.  والامكانية الاخرى الاثار الحضارية والمتاحف التي تزخر بها البلاد في جهاتها الاربع ، وما يثير الاستغراب اننا نوقع برتوكولات مع بلدان اخرى ونقدم حوافز على تشجيع السياحة فيها ولا نطالب بالمثل ، او نشترط استقبال افواج من السائحين من تلك البلدان .. ونحن نمتلك اكثر منها ارث حضارة وادي الرافدين واقوامها والتي تدرس في جامعاتها .

رب قائل يقول ان الوضع الامني يعيق ذلك ، وهذا ليس عائقاً حقيقياً ، فاغلب محافظات البلاد تشهد استقراراً امنياً وهي تحوي الكنوز الرئيسة للحضارة العراقية ، والتي يمكن تنظيم الزيارات اليها ، وضمان امن الجماعات السياحية .. الم تتمكن القوات الامنية من ضمان امن ملايين الزائرين ؟

فهل تعجز عن توفير الامن للأفواج السياحية الاجنبية في بغداد والجنوب والاقليم ؟

ان هذا القطاع مدر للدخل وبنسب ارباح عالية من رأس المال ، ويحفز الاقتصاد الوطني ويستوعب عمالة واسعة ويوفر عملة صعبة نحن احوج ما نكون اليها واذا ما احسنا صناعة السياحة وهيأنا مستلزماتها قد نلحق بركب الدول التي تعتاش عليها

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب