18 ديسمبر، 2024 11:26 م

القضية الفلسطينية: منصة لتجميل وجوه الانظمة العربية

القضية الفلسطينية: منصة لتجميل وجوه الانظمة العربية

طالما كانت القضية الفلسطينية؛ المنصة التي يسوق النظام العربي، وهنا اقصد اي نظام عربي؛ المقبولية، امام شعبه. وقد كان هذا الوضع؛ هو السائد، قبل سنوات قليلة. مع ان الاوضاع في المنطقة العربية، وحتى في جوارها؛ لاحقا قبل سنوات، قد تغيرت ولاتزال هي في الطريق الى تغيرات اخرى، ربما هي اكبر من التغيرات التي نلمسها ونشاهدها الآن، في الساحة العربية، وفي جوارها. اؤكد حتى الانظمة التي طبعت مع اسرائيل في الوقت الحاضر والاخرى التي هي في الطريق الى التطبيع المجاني مع اسرائيل؛ اكدت عند قيامها في عملية التطبيع؛ بانها سوف لن تتخلى عن حق فلسطين في دولة ذات سيادة، وان هذه العلاقة مع اسرائيل محكومة بهذا الشرط. لكن الحقيقة كانت على الضد من هذا؛ فقد توسعت العلاقة بين هذه الانظمة واسرائيل في الاشهر السابقة وهي اي هذه العلاقة لا تزال تتطور في هذا الاتجاه؛ واكبر مثال على هذا التطور؛ القمة الثلاثية بين الرئيس المصري وولي عهد ابو ظبي ورئيس وزراء اسرائيل في شرم الشيخ. وحسب ما سرب او ما تناقلته وسائل الاعلام سواء العربية او العبرية؛ بان هناك طرح عن ناتو عربي اسرائيلي لمواجهة التحديات في المنطقة العرية وفي جوارها، وهنا ما هو مقصود بهذه التحديات هو مواجهة التغول الايراني في المنطقة العربية بحسب وجهة نظر هذه الانظمة واعلامها. أما الدول التي تدعي انها في محور المقاومة او الممانعة او سمها بما تريد ان تسميها؛ بان هذا النظام لن يطبع مع اسرائيل الا بعد حصول الفلسطينيين على حقوقهم، أو يقول بالتسوية التي يقبل بها الفلسطينيين؛ جاء هذا القول على لسان وزير سوري سابق او حالي لا اعرف على وجهة الدقة واليقين، كما انه عضو في القيادة المركزية للحزب البعث في سوريا، واكمل بان سوريا لن تطبع مع اسرائيل حتى لو تخلت اسرائيل عن الجولان، وهي اي سوريا لم تتخلَ عن فلسطين، وهي تتعرض لحرب كونية عليها، كيف بها ان تتخلى عنها في هذه الظروف.( المقتبس بالمعنى وليس حرفيا، ومنقول من ايضاح للكاتب والاعلامي الفلسطيني، كمال خلف.. على صفحات الراي اليوم) ان هذه المواقف والتي من وجهة نظري المتواضعة؛ لا تمت بصلة من اي نوع كانت، للمواقف الداعمة للفلسطينيين، بل ان العكس هو الصحيح، اي ما يجري هو تمييع لهذه القضية والالتفاف عليها بطرق مختلفة ومتنوعة، وربما لا تخطر على بال اي احد. ان هذا الالتفاف على حق الفلسطينيين في دولة ذات سيادة، حسب ما جاء في المبادرة العربية والتي طواها النسيان او ان الانظمة العربية وضعتها على رف الانتظار او الاصح على رف الاهمال، وطبقا لمقتضيات قرارات مجلس الامن الدولي: 338، و442 اللذان لم يجر الحديث عنهما ولو بحرف واحد. ان هذه المواقف المخادعة تقود الى ان نسأل الاسئلة التالية:
اولا: هل قامت تلك الانظمة، سواء المطبعة، او التي هي في الطريق الى التطبيع؛ بالضغط على اسرائيل بالتوقف عن بناء او اقامة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وفي القدس، وهنا ما اقصده بالضغط هو التطبيع مقابل هذا التوقف، وغير هذا الذي سو ف نأتي عليه تاليا في هذه السطور المتواضعة. ان الجواب على هذا السؤال هو ان هذه الانظمة لم تقم او لم تشر الى ذلك مع اسرائيل حتى لو اشارة لا غير. بل انها استمرت في توسيع مجالات التعاون الى ابعد مدى، وفي جميع الاصعدة، وفي تزامن مع جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
ثانيا: اقامة مشاريع بالتعاون مع اسرائيل او انها اي اسرائيل طرفا اساسيا فيها؛ سكك حديد تربط اسرائيل بدول الخليج العربي، ترتبط بأوروبا عن طريق تركيا، وبالموانيء الاسرائيلية، وعلى الموانيء على البحر الاحمر، وبالعكس؛ بحسب ما تناقلته الصحافة العبرية قبل سنوات، ولم ينفها اي مسؤول عربي في حينها والى الآن.
ثالثا: صفقة مضائق تيران على البحر الاحمر بين السعودية ومصر؛ لا تنفصل عن هذه المشاريع.
رابعا: التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي مع اسرائيل، والاهم في هذا التعاون هو اقامة حلف عربي اسرائيلي اي ناتو عربي اسرائيلي لمواجهة ايران كما يقولون.
خامسا: الدعم اللامحدود للسلطة الفلسطينية في مواجهة المقاومة الفلسطينية اي الجهاد وحماس، ومنظمة التحرير الفلسطينية بقادتها المقاومين، مروان البرغوثي مثلا؛ حسب ما يقول الفلسطينيون الرافضون، او المعارضون لسياسة السيد محمود عباس. اضافة الى تغذية الانقسام الفلسطيني على حسب وحدة الموقف في المقاومة، سواء في السياسية او في غيرها من وسائل المقاومة المشروعة.
سادسا: محاربة المقاومين في المنطقة العربية وهنا اقصد بالمقاومين الذي يرفضون الهيمنة والتسلط الامريكي على مقدرات الشعوب العربية، بحجة مقاومة النفوذ الايراني في المنطقة العربية. هنا اود ان ابين بان هذا النفوذ او الوجود ما كان له ان يكون لولا؛ وقوف هذه الانظمة الى جانب التسلط الامريكي على شؤون المنطقة العربية، أو كانوا كما الوكلاء بالإنابة الى تثبيت هذا التسلط؛ مما دفع الشعوب العربية تحت ضغط الحاجة الى الدعم والاسناد في مواجهة التغول الامريكي في اوطانهم وشعوبهم.
اقول وحسب رؤيتي المتواضعة للأوضاع في المنطقة العربية واتجاه حركتها في القادم من الزمن؛ ان هناك مخطط تصفية للقضية الفلسطينية وللأوضاع الملتهبة في المنطقة العربية. وان هذا المخطط هو على العكس تماما مما نسمع ونقرأ ونشاهد، بل هو هناك في النفق الامريكي الاسرائيلي الغارق في الظلام. لكن ان هذا المخطط ومهما بلغ من القوة والقدرة والتأثير؛ سوف لن يكتب له النجاح؛ لأن إرادة الشعوب هي الاقوى مهما طال الزمن واشتدت الاعاصير عليها. أما الوضع في سوريا، أو تطبع ام لا، أو هل هناك طريق اخر؟ لا يمكننا الاجابة على السؤال، فالإجابة عليه سابقة لأوانها.. انما هناك حول هذا السؤال الكثير من علامات الاستفهام، والزمن القادم هو من يتولى الاجابة وتوضيح المشهد والصورة.