18 ديسمبر، 2024 9:20 م

القضية العراقية وموت الضمير  

القضية العراقية وموت الضمير  

الدفاع عن القضية من صميم أولويات الشرفاء، وما يحدث في بلادنا كان عاملا رئيسا في جعلنا كعراقيين نركز اهتمامنا على القضية، قضيتنا إحدى القضايا العادلة التي يجب ان ندافع عنها ونناصرها ونعمل في سبيلها. 
عاش أصحاب القيم والمبادئ الأنسانية أصحاب الضمائر الحية بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم للدفاع عن قضاياهم ومبادئهم، هؤلاء هم البشر الحقيقيون يعلموننا كيف يجب أن نقف مع الحق والقضايا العادلة، ونتمسك في المبادئ الأنسانية وكيف نعمل من أجل نشرها عالمياً حتى ننتصر من أجل الحرية والعدالة السياسية والأقتصادية والأجتماعية. 
ان المتأمل في القضية العراقية يرى كل فرد منها ينظر الى المصلحة الفئوية فقط لكى ينجوا بنفسه ولا يخطر بباله وطنه وترابه الغالى واهله الخيرين الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الوطن، بعد هذه التضحيات يبقى التساؤل، اين الصف الواحد ؟هل يستمر المسئ للوطن وراء المصالح الشخصية التى يسعى لاجل تحقيقها ؟ 
ان الشعب العراقي لم يكن ابدا طائفيا، ولن يكون، انه من الشعوب الحرة عاش وما يزال يؤمن بالتعايش السلمي والاعتراف بالآخر وعدم إلغائه،ويتمسك ابناءه بعقائدهم وثوابتهم الوطنية إيمانا بالله وبالوطن، فالايمان بالوطن بعد الله سبحانه وتعالى هو السبيل الذي علينا أن نسلكه لتحقيق أهدافنا المشروعة لقضيتنا العادلة كان وما زال الشعب العراقي يعيش الفسيفساء المتنوع في المكونات، الذي لا مثيل له في أي بلد آخر في العالم، حيث العرب، والكرد، والتركمان، والأرمن، والمسلمون، والمسيحيون والصابئة، والأيزيديون، ولم يحدث ولا مرة واحدة أن تعرضت شريحة من هذه الشرائح الى عملية إبادة، وقتل، وتهجير، ونزوح بسبب الارهاب، الارهاب الذي وجد طريقا نفذ منه الا وهو الاستهزاء بالوطن واسترخاص ارضه (بيع القضية ) من قبل بعض القتلة الهمجيين الذين لا يعرفون قيمة العراق، هذه القلة القليلة التي لابد من اجتثاثها والتخلص منها لينعم المجتمع العراقي بالامان الذي يستحقه.
نعم لكي ننهض ببلادنا كما نهضت الدول الاخرى، لابد من يقظان الضمير في انفسنا، نعم الضمير الحي اليقظ الذي يمثل صوت الحق الذي يوقظ صاحبه من غفلة فيرده عن ظلم أو يدفعه لعمل صالح ينفعه . 
إن تربية الضمير وتقوية الوازع الديني في نفوس الناس، فيه سعادة الأفراد والمجتمعات والدول، وبدونه لن يكون للبلد إلا مزيدا من الشقاء ومحط للمؤامرات وتقديم المصالح الشخصية الضيقة على مصالح المجتمع والأمة.
فما أحوجنا في هذه الأيام إلي يقظة الضمير وإلي أصحاب الضمائر الحية حتي نبني هذا الوطن.
ان منظومة القيم الاخلاقية، تمثل قمة الهرم للبناء الاجتماعي، والسياسي، والقانوني ،والاقتصادي، ويظل هذا البناء قويا ومتماسكا وفاعلا اذا سادت قيم العدل والحق والمعاني الانسانية، اذن لكي نفهم قضيتنا نحن بحاجة الى صحوة الضمير ومواطنة عراقية وطنية شجاعة. 
نتمنى أن تبقى مسيرتنا قائمة، ومستمرة في الدفاع عن قضيتنا العادلة بضمير حي ، ولا نريد لأحد أن يغرد خارج السرب من جميع الاطراف المعنية، تجاه القضية العراقية ونحن بحاجة الى الشرفاء من بلادي للدفاع عنها، وعلينا ان نكون واعيين كشعب عندما تاتي الانتخابات ونرشح من نراه قد حمل القضية على عاتقه، ودافع عنها الدفاع المطلوب وكان عادل مع جميع المكونات العراقية، وجعلها جميعا في صف واحدا، والابتعاد عن اختيار اشخاص قاموا بالبحث عن مصالحهم الشخصية وابتعدواعن مصالح الوطن العليا وبذا نضمن حقوق الامهات الثكالى والارامل والايتام والمعوقين التي خلفها ارهابي الداخل من المسؤولين الفاسدين وارهابي الخارج من الدواعش الانجاس.