18 نوفمبر، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

القضية الأحوازية والأنظمة الأيرانية

القضية الأحوازية والأنظمة الأيرانية

كتبت في مقالتي السابقة؛ عن الظلم والاضطهاد الذي مورس ويمارس؛ كل يوم من قبل السلطات الفارسية المحتلة؛ على شعبنا العربي الأحوازي اما
اليوم ساتحدث؛ عن نوعا اخر من الممارسات التعسفية؛ التي تمارس من قبل الدولة الفارسية على شعبنا الأحوازي.
منذُ أحتلال رضا شاه للأحواز عام 1925؛ لم تشهد الأحواز سوى القتل والأضطهاد؛ حتى بعد قدوم محمد رضا أبن الشاه لسدة للحكم؛ لم تفتك الأحواز من الأضطهاد ومطاردة أبنائها؛ فهو امتداد لأباه الشاه لا بل اكثر؛ وحشيةً وقساوةً من أباه.
لم يكتفي الشاه وأبنه في؛ الأستيلاء على أرض الأحواز والغاء؛ ثقافة ولغة هذا الشعب العربي الأصيل؛ بل عمدوا على الغاء جوهر؛ وتكوين الانسان الأحوازي.
كل الأفعال التي مارسها الشاه وأبنه؛ على الشعب العربي الأحوازي؛ لا تصل ذرة الى ما فعله ويفعله؛ اليوم نظام الملالي فلهم طريقتهم الخاصة؛ فحينما كان الخميني في المنفى؛ وبالتحديد في العراق الشقيق ورفع راية الإسلام؛ لمحاربة الشاه وأسقاط نظامه؛ أستبشر الشعب الأحوازي خيراً؛ والتحق بعض ثوار الأحواز بمعارضة الخميني؛ للشاه وساندوها على أساس ان يكون الإسلام؛ هو الفيصل لحل الخلافات الأحوازية الايرانية؛ ووافق الخميني بهذا الشروط؛ وبما أن الثوار الأحوازيين يؤمنون؛ أيمانا قاطع بان الإسلام؛ اذا حكم بلاد فارس سوف يعطي حد ادنى؛ لما فعله الشاه وعلى أقل أعتبارا اللغة العربية؛ كونه نظام أسلامي يقوم على العدل والمساواة؛ وأرجاع أرضنا المغتصبة وحقوقنا التي سلبها الشاه؛ والسماح لنا بممارسة عاداتنا وتقاليدنا العربية؛ وكل ما له صلة بالعرب والعروبة؛ لانها هي جوهر الإسلام؛ وبالتالي سوف يكف الشعب الفارسي عن عدواته؛ وحقده للعرب ولاسيما للأحوازيين.
ماذا حدث بعد نجاح الثورة في ايران؟ بعد ما نجحت ثورة الخميني عام 1979؛ وبمشاركة قوية من قبل الشعب الأحوازي؛ ومناضليه وثواره الأبطال؛ ما حدث هو عكس ما كنا نتوقعه؛ حيث أول مافعله الخميني؛ هو الأنقلاب على الأتفاقيات التي؛ ابرمت بينه وبين الثوار الأحوازيين؛ وكان مناصرين الخميني اكثر قساوةً؛ من الشاه وابنه محمد رضا تعاملاً؛ مع أبناء الأحواز ومن هنا بدأت؛ معناة اخرى من نوع اخر على شعبنا؛ وتهماً اخرى كانت جاهزة؛ على طاولة قضاة الملالي؛ والتي يصل عقابها حكم الاعدام؛ وهي التسنن والوهابية وما شابه ذلك.
أصبحت هذه التهم جاهزة؛ لتلصق بكل مناضل أحوازي؛ مهما كانت عقيدته ومذهبه؛ ان كان سنيا او شيعيا او حتى ماركسياً؛ يتهم بانه يروج للمذهب السني الوهابي؛ على حد تعبيرهم وبالنتيجة حكم واحد جاهز وهو الاعدام.
نستخلص من ذلك بان الانظمة المتعاقبة؛ على سدة الحكم في ايران؛ منذ رضا شاه وابنه محمد رضا؛ وصولا الى نظام الملالي الحالي؛ لم ينصفوا ويعطوا حق الشعب الأحوازي حقه؛ اذ لم يختلفوا بشي في ما يتعلق بالأحواز؛ لم ولن يتغيير شي في تعاملهم مع الشعب الاحوازي؛ لا بل كل ما تغير من نظام يلبس؛ الأفندي الى نظام يلبس العمامة؛ اكثر شراسةً وعداوةً من سابقه وبالتالي؛ أثبت لنا بان قضيتنا لا علاقة لها؛ بالانظمة الحاكمة ولا نوع الحكم في ايران؛ بل لها علاقة بأطماع الدولة الفارسية؛ او الكيان الفارسي مهما كان نظامه.
المؤامرة واضحة والنوايا واحدة؛ لا حاجة للأيضاح أكثر، فالمستهدف هو المواطن العربي؛ والإسلام بالتحديد فهم وبهذه أفعالهم لايمتون؛ للإسلام بشيء بل جاءوا للأنتقام من الإسلام والمسلمين؛ فقط نقول أصحوا ياعرب؛ فمازلتم نائمين واليوم قريب الذي؛ ستعضون فيه أصبع الندم.

أحدث المقالات