18 ديسمبر، 2024 7:19 م

القضاء ما بعد الموصل

القضاء ما بعد الموصل

تتقدم القوات المسلحة العراقية بشكل مذهل في المرحلة الثالثة من عمليات قادمون يا نينوى التي تهدف لتحرير كامل محافظة نينوى من سيطرة الجماعة الإرهابية داعش ، و بختام هذه العملية ستوصد مرحلة سيطرة هذه الجماعة على مدن عرقية سقطت بيدها في حزيران 2014 ، و لذلك يفتح الباب واسعا على موضوع ما بعد الموصل في إشارة إلى إعادة رسم صورة المشهد العراقي على مستويات متعددة

تشريعيا و تنفيذيا ستكون انتهاء عمليات التحرير قريبة زمنية من موعد الانتخابات المحلية و النيابية ، و حتما أن معطيات سقوط المدن و تحريرها سيكون له تأثير في رسم صورة المشهد السياسي برلمانيا و حكوميا و غير ذلك ، إلا أن التفكير بمرحلة ما بعد الموصل على الأغلب ينظر بها إلى موضوع الدولة العراقية ، و هو بعد أوسع من التحولات التي تصنعها الانتخابات الدورية ، أي ما يرتبط بالمؤسسات الدائمة ؛ و تتمثل هذه المؤسسات ببعد القوانين و أجهزة الدولة ، و لعل أبرز عناوين هذا المعنى هي السلطة القضائية الاتحادية فضلا عن رمزية القانون التي تحملها مؤسسات و أجهزة هذه السلطة ، و لهذا سنسأل في هذا المقال  : ماذا ينبغي أن يحصل للقضاء العراقي لمرحلة ما بعد الموصل ؟ و هذا السؤال يشتمل على بعدين : الأول ماذا على السلطة القضائية أن تفعل لنفسها ؟ و ماذا على الآخرين من واجب تجاه القضاء ؟

تشريعيا من زمن ليس بالقصير تقدمت السلطة القضائية بما أطلقت عليه مدونة التشريعات القضائية ، و هي مجموعة مشاريع قوانين ضرورية لمؤسساتها ، و قد صوت مجلس النواب مؤخرا على بعض هذه القوانين و رغم الجدليات السياسية التي أنعكست على هذه القوانين ، و هنالك قوانين أخرى لا زالت تنتظر خروجها للنور و أبرزها قانون المحكمة الإتحادية العليا .

أما فيما يرتبط بالبعد التنفيذي ، فكانت و لا زلت تؤكد السلطة القضائية على أن تدرك الاطراف السياسية أن حماية أستقلالها كمؤسسة و كقضاة واحد من أهم عناصر صيانة القضاء و بالنتيجة صيانة الدولة ، و أما  ماذا ينبغي على الآخرين من واجبات تجاه القضاء ، فالأمر هذا يرتبط ارتباط وثيق جدا بالأزمات ، فالقضاء يحمل الآخرين مسئولية ما يرتبط بقوانينه و كذلك يحملهم عدم تنفيذ الأوامر القضائية خاصة تلك المرتبطة بقضايا النزاهة و حتى القضايا الجنائية و الإرهاب ، و عليه فمن أراد أن يضع مشروعا وطنيا سواء تحت اسم التسوية أو أي عنوان آخر ، إدراك أن الإستماع الى القضاء العراقي أحد أبرز الأعمال المهمة التي ينبغي أن تحصل .