في خضم المتغيرات الكبيرة التي حصلت في عالمنا المعاصر من خلال الحروب والثورة الصناعية واسقاط ركود العقل واستجاباته المتوارثة . برزت اساليب ومعطيات جديدة تحولت الى صدمة ايجابية لافراغ الواقع من ركوده وسباته العقيم الى آفاق جديدة معاصرة , ومن هذه الاساليب والمدارس إتسعت ونشأت فكرة اللامعقول لتسقط ثوابت العقل ومداركه الحسية لتتجه نحو عالم اكثر اتساعا , وتجسدت هذه الافكار في الادب والفن ولعل ابرزها ماقدمه الكاتب الانكليزي صاموئيل بيكت في مسرحية ( في انتظار غودو ) وكذلك اعمال الكاتب اوجين يونيسكو من خلال عمله في مسرحية ( المغنية الصلعاء ) وتجارب عديدة في الفن التشكيلي والشعر والرواية والسينما . وكما وصف احد الاصدقاء بطريقة بسيطة مفهوم اللامعقول واساليبه بمطعم جميل يتخلله ديكور وطاولات وكراسي جميلة وجدران ملونه واضاءة خافتة , ولكن لندخل هذا المطعم من بابه الخلفي لنجد كل شيء ينتمي الى الفوضى من ادوات المطبخ التي يغطيها الصدأ واللون الاسود من كثرة الاستعمال والزيوت داخل الفرن والصحون السيئة وفضلات الاكل والاوساخ على الارضية تغطي كل ارجاء المكان .. ذلك هو اللامعقول
اسدل الستاره الان على هذا المشهد لأدخل الى اللامعقول في دوائر القضاء العراقي وذلك من بابه الخلفي لأرى هناك نتوءات لقوانين ودساتير واكوام من محاضر الجلسات تعم فيها الفوضى ويعلو رفوفها القرف والزيف وبالتالي تكون طاقتي البصرية فاحصة لإرادة هذا القضاء وسلوكه المستتر خلف احجية لاتمت لكرامة الانسان وكينونته بشيء , فهل يعقل مثلا ان تكون المرأة وهي نصف المجتمع وهي الام والزوجة والاخت ( عورة ) وحمالة للاوضاع الصعبة والالم وفي جيدها حبل من مسد يلتف حول رقبتها ولاينفصل عن حبلها السري منذ ان وطأ جسدها حاضنة الارض وتتحول بالتالي الى صماء مسلوبة الارادة ومكبلة بشرائع القوانين الوضعية ومفاهيم القبيلة .. وهل يحق للرجل إهانتها وإنتهاك إنسانيتها وحقها الطبيعي في الحياة لتكون بذلك راضخة مستلبة الارادة ومستكينة لإرادة هذا الجلاد وسلطان العرش الذي لاينازعه في ملكه لهذه الجارية التي تم تجميل وضعها في بطاقة الاحوال المدنية لتتحول الى صفة زوجة وهي في الحقيقة لن تكون في هذا القبو الجديد الذي يسمونه بيت الزوجية الا سلعة بيد الرجل الذي لايناله القانون ولايقترب من صومعته مهما طالت يده من اهانة وبطش , وكما يقال آخر الدواء الكي حيث ذهبت هذه المخلوقة الى القضاء العراقي بحثا عن العدل والخلاص لتعرض لولي الامر ماتعانيه من ظلم واضطهاد , فتحال اوراقها الى الباحثة الاجتماعية لتشرح لها كل المسببات التي تدعوها للطلاق والبحث عن حريتها .. ليكون رد الباحثة الاجتماعية لها ان القضاء العراقي لايعتمد على المسببات الانسانية وان دعوتك للطلاق في غاية الصعوبة .. حسنا هنا سأدعو صاموئيل بيكت ان يرفعنا الى عالمه اللامعقول .
والسؤال الاهم والخطير للقضاء العراقي الذي يدخل في خانة اللامعقول في محاولة لإسقاطه على المعقول .. هل وانتم تحكمون على فصيلتنا بأسباب موجبة تنصف انسانيتنا وتحكم بيننا حفاضا على جنسنا الآدمي من الانقراض تحتاجون اكثر من مسبباتنا الانسانية واضطهادنا المبرمج ؟!! اذن لم يبقى لنا وانا كاتب السطور ايضا وصديقتي صاحبة الدعوى إلا دعوتنا الى الله كي نتحول الى حمير ببطاقة شخصية مكتوب عليها
الاسم واللقب : حمار الحميري
مكان وتاريخ الولادة : العراق ومنذ الازل
الحالة الاجتماعية : متزوج مع سبق الاصرار والترصد
اسم الزوجة واللقب : حمارة المحيمير
لاتزال الدعوة قائمة في دوائر القضاء العراقي حتى يبت الله في امرنا ودعوانا