18 ديسمبر، 2024 10:17 م

القصف المجهول وزوبعة تهديد تركيا واتهامها ،،(أين الحقيقة)

القصف المجهول وزوبعة تهديد تركيا واتهامها ،،(أين الحقيقة)

نحن كمواطنين لا اجهزة استخبارية لدينا ولا مضادات دفاعية ولا رادارات ولا علاقات دبلوماسية ولا سفارات ، لذلك نتحرك حسب الاخبار تباعا ، ولا عتب علينا في العاطفة لانه امن بلد منتهك اصلا ومستباح و آلام كثيرة تلف بنا فنخرج بهذه الانطباعات العفوية والمتطرفة احيانا طبقا لما يصلنا من أخبار ، فلا تلمني اذ خرجت بمنشور اهجم فيه على تركيا عندما تداولت الاخبار ان سبب موت السياح العراقيين قصف طائرات تركي (خطأ) ، فانا اول من فعل ذلك ،، و أعترف .
و لكن ،،،
الدولة بمؤسساتها السالفة الذكر وظيفتها تعرف الحقيقة بتان وتتخذ اجراءات ، فان كانت فعلا من تركيا فان ردة فعلنا في محلها ولابد من اتخاذ خطوات صارمة على الاقل مقاطعة اقتصادية تؤثر كثيرا في دولتهم التي لديها ميزان تجاري كبير مع العراق ، طالما لا تستطيع ان ترد عسكريا ، فبعد كل شيء تركيا ليست ايران ، اقصد انها ليست حاكمة للعراق او محتلة له كإيران او امريكا ولاتسيطر على مركز القرار فيه ولاتبعية لدينا اليها باستثناء صور فوتوغرافية جميلة لرئيس بلادهم مع ممثل البرلمان لدينا ورئيس كتلته “السنّية” تعطف عليهم ووقف معهم للتصوير لخمس دقائق ثم طردهم .
لهذا فيمكننا بسهولة ان نتخذ قرارا اقتصاديا او دبلوماسيا تجاه تركيا وايقافها عن حدها ودفع تعويضات عن ذلك واعتذار رسمي وما الى ذلك او اشد .
لكن الذي يحدث ويشعرك بالعجز والصدمة ان تركيا هي التي دعت الى فتح تحقيق ودعت للتعاون لكشف الحقيقة , يعني في الاعراف الدولية (لا يمكن التملص او الاخفاء) فلايمكنك حينئذ الا التوقف عن الانفعال الآنيّ ، فتركيا واثقة اذن ان جهة اخرى داخل العراق قامت بهذا الفعل ولتركيا مصلحة في كشفها لتقوية موقفها ، ولكن هناك جهات عراقية ليس لها مصلحة في ذلك ، ولذلك ستتجاهل (وتغلس) على الموضوع ، وحينئذ و لان تركيا هي التي في الجانب السليم البريء الان (من الوجهة الدولية والسياسية والعسكرية) ، فينتج ماياتي :
اولا : (الفنطزه) التي نقوم بها كمواطنين من قبيل “انعل ابو تركيا بگد ابو ايران” (جملة صدّام القوي القديمة) التي يرددها اهلنا في الغربية الان -حسرةّ- ، او “والعباس اذا انطونا امر نصبح بانقره ” الجملة التي يرددها بعض المسلحين خارج الدولة و اهلنا في الجنوب الان -وهما وتمنيا-، هذه الجمل والعبارات قيمتها بقيمة (كيس الزبالة) تماما ،-وعذرا -في منظور السياسة والعسكرية ، فتركيا اليوم دولة قوية اقليميا وعالميا ايضا ، ونحن في الاساس لانستطيع ان نحارب الصومال الشقيقة ، وان كان لابد ولأكون منصفا فانه يمكننا محاربة جزر القمر او بوركينا فاسّو ولكن للاسف الدولتان ليستا جارتين.
وعليه ، تحشيد الناس امام السفارة التركية مسبقا وقبل معرفة الفاعل هو فعل مقصود وله غايات منها صرف النظر عن الفاعل الحقيقي وايضا صرف النظر عن قضية التسريبات وكذلك التاثير على محاولة تركيا تنفيذ ما اتفق عليه امس مع ايران وروسيا بخصوص حدود تركيا و”الارهاب” .
ولتغير الروايات حول مصدر القصف علامة استفهام كبيرة ، اولا طائرات ثم تبين انها مدفعية ، ومعروف ان مدفعية تركيا لاتصل هذا الحد ، وبعد المدفعية لاندري ماذا سيظهر؟ اما ذهاب الكاظمي هناك بزي “الطلائع” الذي يظنه زيا عسكريا فهي تماما فرصة للتصوير لا اكثر ولن يحترمها احد ، لا تركيا ولا ايران ولا حتى حزب العمال ولا حزب “اللادا الخضرة”
و لحزب اللادا الخضره هذا قصة سارويها لكم لاحقا.
و رحم الله الضحايا.