18 ديسمبر، 2024 8:24 م

القصف التركي على سنجار .. مداخلات متشابكة !

القصف التركي على سنجار .. مداخلات متشابكة !

نُذَكّر ونعيد التذكير , فقد سبق دخول داعش الى العراق , كان هنالك اتفاق بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني – التركي الذي يرمز له ” ب . ك . ك ” , بأنْ ينتقل مقاتلو هذه الحزب من الاراضي التركية الى شمال العراق .! وقد تمّ ذلك فعلاً في حينها وغطته نشرات الأخبار وفيديوهات السوشيال ميديا الموثقة , وتنبغي او تتطلب الإشارة هنا أنّ ذلك الأتفاق وسواه ايضا , لم يكن ليتم دونما تنسيقٍ مسبق مع السيد مسعود البرزاني , وكذلك الأمر بدخول وحدات عسكرية تركية محدودة الى منطقة ” بعشيقة ” قبل بدء معركة الموصل , حيث دخلت القوات التركية بضوءٍ اخضر من البرزاني وكأنّ السجاد الأحمر مفروشٌ تحت سرفة الدبابات ودواليب المدرعات التركية .!
وبغضّ النظر عن أنّ التدخل التركي العسكري او غير العسكري أمرٌ مرفوضٌ سياسياً ومعنوياً ولا تتقبله ايّ دولة , وحيث لابد من اعتراض الحكومة العراقية على ذلك , لكنه يمكن لحكومة السيد اردوغان أن تتذرع وتتحجج [أنّ على بغداد إخراج ” ب.ك.ك ” من اراضيها وبعكسه فلن نقصف سنجار او سواها ! , ولا ريب أنّ المعضلة الكبرى في ذلك أنْ الحكومة العراقية لا تمتلك اية سيطرة على شمال القطر بسبب حكومة الأقليم وقوات البيشمركة وخصوصاً دور السيد البرزاني وتحكّمه بأدارة الأقليم وإدخاله في دائرة النفوذ الدولي المحدد .! وبالطريقة التي تمكنه من تجاوز مسألة ولايته المنتهية اصلاً , بالإضافةِ الى إملاءاتِ بعض الدول على الأقليم والتي تلقى استجابةً وترحيباً من الأستاذ مسعود .!
القوات العراقية ليست ببعيدةٍ كثيراً عن منطقة جبل سنجار , لكنّ انهماكها في معركة الموصل الصعبة , قد اتاح الفرصة لكلّ من دبَّ وهبّ للأيغال في التدخل في الشأن العراقي , وسطَ حالةٍ ضبابية من الصراع بين مراكز القوى المتحكمة بمجمل الساحة العراقية , وبجانب ذلك فأنّ وسائل الدفاع الجوي العراقية بمقدورها ” من الناحية التقنية ” إسقاط اية طائرة معادية تدخل الأجواء العراقية , ومن غير المعروف اذا ما سيتخذ السيد العبادي مثل هذا القرار السياسي – العسكري الذي يتطلب التحسّب ودراسة ردود الأفعال التركية المحتملة وسبل مواجهتها .!
المسألة معقّدة بالفعل , لكنّ أحد اسبابها الرئيسية يكمن في فشل الدبلوماسية العراقية وخصوصاً وجود السيد ابراهيم الجعفري على رأس وزارة الخارجية واجتهاداته الفكرية واللغوية .! , ويعزز هذا الفشل ايضاً إعلام وتصريحات قيادات الأحزاب الأسلامية التي لا تترك مجالاً لوزارة الخارجية في التعامل مع الأزمات الأقليمية او مع بعض الدول المختَلف معها سياسياً او ايديولوجيا  .
انتهاء معركة الموصل التي تتطلب ” انسانياً ” التمهل في ادارة وقيادة المعركة , سوف يفرز مستجداتٍ سياسية وعسكرية قد لا تكون في الحسبان , وقد يقلب الطاولة مع الجالسين حولها او بعضهم على الأقل .!