يمكن الجزم بأن جميع القصص الصحافية الإخبارية تتكون من حقائق وتفاصيل وجزيئات ومعلومات. وغالباً ما يكون الصحفي المنهمك في جمع المعلومات وحشدها لقصته الصحفية نازعاً بفطرته لتضمين هذه المعلومات جميعا في بنية قصته الامر الذي يشكل عقبة حقيقية في في ترويج قصته وبالتالي لا تستحوذ على اهتمام المتلقي
يرى المختصون إن من الصعب على القارئ أو المستمع فهم التقارير الإخبارية المحشوة بالمعلومات بشكل مفرط. والصحفي الذي يحاول أن يشرح كل شيء قد لا ينجح إلا في تشويش الجمهور. وعلاوة على ذلك فإن الصحف تشتمل على مساحة محدودة، ولا يخصص للبرامج الإخبارية في الإذاعة والتلفزيون سوى فترات زمني+ة محدودة. كما أنه ليس لدى القراء والمستمعين والمشاهدين سوى وقت واهتمام محدودين لمتابعة الأخبار
ويفضل البعض ان تكون القصة الصحفية التي تلتزم بقواعد المهنية، رافضة لإستخدام التشبيهات والتوصيفات الأدبية، مع ضرورة بقاء الصحفي “جندي مجهول” يعي عدم أهمية رأيه الشخصي، والتركيز على أراء أبطال قصته.وهناك من يعتمد في الكتابة بالبدء برأي لأحد شخصيات القصية تحت علامتي التنصيص، ومتابعة بنائه الهرمي لها في الجزئية الثانية الذي يليه بالقول : هكذا عبر فلان بن فلان عن رأيه عن الأوضاع التي تشهدها … إلخ. حتى تتضح الصورة.
وهناك من يعتمد أسلوب إيصال الفكرة مباشرة من خلال رأس القصة بإستخدام أسلوب التناقضات، وإكمال حالة التناقض في القصة في الجزء الثاني بالمادة، وتخصيص الجزء الثالث لشرح الخلفية التي يعود لها الموضوع.
ولا تنحصر إختلاف الأساليب في كتابة القصة الصحفية على رأس المادة، ولكنها تختلف من شخص لأخر في طريقة التناول والبناء للمادة، وكذلك في الختام النهائي للمتن، والذي يفضل البعض إنهاء قصته برأي أحد شخصيات القصة في شكل حلول للمشكلة التي تقوم عليه القصة، ويفضل آخرون إثارة نوع من التسأول لما سيفعله المتضررون أو المنتفعون إتجاه القضية، وفريق ثالث يستخدم أسلوب التناقض الذي بدأ به قصته لينهي فيه.
كما ان كتابة مقدمة صحفية جيدة للقصة مدار البحث ، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية
*جمع معلومات جيدة عن الموضوع قبل الكتابة
*عدم التعجل في كتابة المقدمة
*وضع سيناريو مسبق للموضوع بأكلمه، أو ترك المقدمة بعد كتابة الموضوع حتى تتضح لك الرؤية
*الاستعانة بقول مأثور أو جملة على لسان أبطال
*اختيار لغة بسيطة ورشيقة
وبرى أخرون “إن أفضل المقدمات الصحفية هي ما يتوافر فيها ثلاث صفات رئيسية وهي “الاختصار، والجاذبية، والوضوح”. فالقارئ في أيامنا هذه لا يملك الوقت الكافي ليضيّعه في قراءة مقدمات طويلة أو مملة أو غامضة، ولذلك فإنت قصصها الصحفية بعرض الفكرة الرئيسية بشكل واضح ومركز، وتوضيح السبب “لماذا اخترت الحديث في هذا الموضوع في هذا الوقت تحديدًا؟ً”
وغالبا ما يبذل الصحفي مجهوداً كبيراً وشاقاً في الإعداد للموضوع الذي اختاره لقصته ، الا انه يقف طويلاً أمام بضعة سطور هي التي تشكّل مقدّمة القصة التي ينوي على كتابتها. فهي تمثل جواز المرور والبداية ليستطيع بعدها أن يحتفظ بالقارىء حتى السطر الأخير، واذا فشل في جذب القارئ فسينتقل سريعاً إلى قصة أخرى باحثاً عن المعلومة التي تُقدّم له بوضوح والتي لا تخلو من الإبداع أيضاً.
.ولهذا فعلى الصحفي الفطن ان ينتقي المعلومات ويتعين عليه أن يستعمل حنكته الصحفية ليقرر أهم ما يجب تضمينه في القصة الخبرية ثم يدخل لعملية الترتيب مما يضفي إلى مادته مزيد من العمق والتألق في التناول الخبري، بعيدا عن السرد الخبري السريع
ومن الطرق المتبعة اختيار نقطة رئيسية أو فكرة رئيسية للقصة الخبرية ، وهو ما يعرف أيضاً بنقطة التركيز أو محور القصة
وهنا قد يطرح السؤال الاتي .ماهي محاور الفكرة الرئيسة للقصة المراد كتابتها ويمكن ان نستعين بأستاذ الكتابة في معهد بونتر، الامريكي تشيب سكانلان، الذي طرح خمسة أسئلة إضافية لتحديد المحور:
· ما هو الخبر؟
· ما هي القصة الإخبارية؟
· ما هي الصورة؟
· كيف يمكنني أن أرويها في ست كلمات؟
· وما هي أهمية ذلك؟
يقول تشيب سكانلان …
تخيل أنك تغطي نبأ حريق هائل ينتشر بسرعة. وقد أمضيت النهار في التحدث مع الناس ومشاهدة الأضرار التي سببها الحريق. وعليك الآن تحديد المحور الذي سيدور حوله تقريرك الإخباري قبل أن تبدأ في الكتابة. يمكنك استخدام أسئلة سكانلان على النحو التالي للتوصل إلى المحور الذي سيركز عليه تقريرك ويدور حوله:
· ما هو الخبر؟
دمر حريق منزلين في الجبال شرق المدينة، إلا أن أحداً لم يصب بأي أذى ولم يمس الحريق المنطقة التجارية.
· ما هي القصة الإخبارية؟
أصبحت أسرتان بدون مأوى ولكنهما سعيدتان لأنهما على قيد الحياة.
· ما هي الصورة؟
أفراد الأسرة يعانقون بعضهم بعضاً قرب ركام منزلهم الذي ينبعث منه الدخان.
· كيف يمكنني أن أذكرها في ست كلمات أو أقل؟
حريق يقضي على المنازل لا الأرواح.
· وما أهمية ذلك؟
كانت الأضرار التي أصابت الممتلكات من حريق خطر محدودة
ولديناملاجظة مهمة ونحن نستعرض هذا الصنف من الفنون الصحفية وهي إهمال الغالبية العظمى من الصحف العراقية المطبوعة والالكترونية على السواء هذا الغن الا ما ندر حيث ان صحف ومواقع الكترونية قليلة تكاد تعد بالاصابع هي من يسخر طاقاته في فن القصة الصحفية منها صحيفة الزمان وصحيفة المشرق وصحيفة المدى وموقع المسلة الاخباري وصحيفتين او ثلاث اخرى وهو أمر علينا معالجته خصوصا في صحافتنا الورقية التي يتناقص عدد قراءها يوماً بعد يوم.