23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

الى .. زميلتي في رحلة القشلة سحر الطائي
 
القشلة
وقف بأزاء الساعة القديمة وابحر معها الى عمق مائة عام ماضية وتسائل : ترى كم مرة ترك الجنود الاتراك اماكن الراحة وهرعوا الى ساحة التدريب عند سماع دقاتها ؟ وكم مرة نظر الملك الى ساعة معصمه وهو يسمعها تعلن عن الوقت ؟ وكم عاشق ضبط موعده الغرامي على عقاربها ؟ ثم التفت فرأى زميلته مشغولة باجراء تحقيق صحفي عن القشلة وساعتها فقال لها : هذا المكان عبارة عن محفظة تضم بداخلها مائة عام باحداثها .. ردت بهدوء : اطمح ان تكون وقفتنا هذه ضمن محتوياتها .
 
ضريح
لفت نظرها وجود ضريح يتوسط حديقة القشلة يشبه نبتة (الفطر ) لكن بقبة زرقاء وقادها فضولها اليه فتابعها هو وعند الباب تساءلت بدهشة : لماذا لايكتظ به الزوار كبقية الاضرحة ؟ اجاب : ربما احترم الاخرون عزلته .
 
قصر الملك
 
قادهم الفضول الى اول قصر سكنه ملك العراق بعد تتويجه فأذهلهما الطراز المعماري والنافورة والقرب من النهر وعند الدخول احزنهم الاهمال وعبث جنود الاحتلال وترك الجيش الوطني مخلفاته في المكان  فتساءل بحزن : ترى ماذا لو كان هذا القصر في مكان اخر ؟ ردت هي بألم : ربما زاحم قصر فرساي شهرة .
 
بيت الوالي
 
وقفا وسط بيت الوالي الذي غادره مرغما قبل قرن وبضع سنوات من الزمان فتثاءبت وقالت : ما ضر الوارثين لو انهم حافظوا  على المكان واحتفظوا بداخله على مآسي أربعمائة عام من الاحتلال لتبقى شواهدا ؟ اجاب هو : امتاز الوارثون بعدم امتلاك ذاكرة .