22 نوفمبر، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

القسوة لدى صدام حسين … ” شوارب ونرجسية “

القسوة لدى صدام حسين … ” شوارب ونرجسية “

السكرتير الصحفي -السلام عليكم خطوها وفق السياق ووافوني بها مطبوعة.
“كان العرب عبر تأريخهم المجيد وانتم فيهم يجعلون من شوارب الرجال محط التزامهم ورمز استعدادهم لتحمل مسؤولية جنسهم حيثما كان التفرد على أساس هذه الصفة من واجبات الرجال وحدهم في كل ما يعز الأهل والشعب والوطن …ولقد أعزنا الله واعز فينا شواربنا وكل شارب غيور على أمته والوطن والشعب ومع كثرة وتعدد أنواع والوان المنازلات حتى صارت بعضها وكأنها عندما تذكر نوع من أنواع خيال العقل ، وليس واقعاً قد حصل فعلاً ضد العراق وخرج من امتحانها العراق عزيزاً معافى بأذن الله ، واخفق العدو بأذن الله أيضاً أن يلوي شجاعة أهل العراق وهذه الشعيرات في شوارب من قادهم في محناتها وسوح الوغى مثلما قادهم في سوح البناء والاعمار والفضيلة والمجد. واليوم اذ أضع هذه الشعرات من شواربي وديعة لديكم في جامع أم المعارك ، فأنني في هذا أردت أن تتذكرون الى جانب كل المعاني التي اودعتها اليكم تأريخي وهو جزء من فضائل فعلكم وجليل أعمالكم ، ولكي تنتخون بها وبمعاني ما تتحمله بعد أن تتكلون على الواحد الأحد القادر الصمد كلما حاول أجنبي ضد معانيكم الجليلة وهمكم أو انحرف منحرف عن طريق العزة والكرامة والايمان والمجد ، طريق الشعب والامة ، وان تحموا شعرات هذه الشوارب مع حماية العراق وان تعزوها بعزه وبعز أمتكم ودينكم، والله أكبر….الله أكبر….الله أكبر…”
صدام حسين ٢٠/٥/٢٠٠٢
تميز عهد الرئيس صدام بظاهرة ، وهي وان وجدت في سنوات سابقة لحكمه ، لكنها تميزت في عهده بوصولها الى مستويات غير مسبوقة في تأريخ العراق الحديث وربما غير مسبوقة في تأريخ أي بلد آخر وهي ظاهرة عبادة الشخصية.
دراسة هذه الظاهرة تتطلب استعراض ثلاثة عوامل لعبت دوراً في بناء هذه الظاهرة، الاول رغبة الرئيس نفسه وحاجته المتأصلة لأعلاء الذات على الأخرين ، والثاني تملق أجهزة الدولة والحزب واعلامها الرسمي والعامل الثالث دور العوام في ارساء صرح عبادة الشخصية.
١- دور الرئيس
لعب الرئيس دوراً في ترسيخ عبادة الفرد ,ابتدأ ذلك بخطوات محسوبة في السبعينات عندما كان بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ,فمثلاً أورد ابراهيم الزبيدي في كتابه دولة الأذاعة هذه الحادثة “زارنا صدام حسين واجتمع برؤساء أقسام الأذاعة والتلفزيون في الصالة الكبرى الواقعة فوق الكافتيريا. كان مايزال في أول السلم ولايفقه شيئاً من أمر الأجتماعات وغير معروف من أغلب الناس. لكنه كان عازماً على مباشرة طريق صعوده نحو القمة. كان يشغله آنذاك أمران : الأول حمل الناس على اعتباره الرئيس القادم ، ومعاملته بما يليق بهيبة الرئيس ، وهذا لا يأتي ألا بالمزيد من الجدية والصرامة والعبوس وتصنع الوقار. والثاني عكس ذلك تماماً. اغراء الناس بحبه والتعلق به كمنقذ ومخلص طيب القلب يعطف على الصغير قبل الكبير ويساعد الضعيف قبل القوي.
بدأ الأجتماع بطلب منه بأن ينطلق الحاضرون في عرض مشاكل الأعلام والعقبات التي تحول دون انطلاق مسيرة أعلامية مزدهرة ناشطة. والح على ألا نتهيب أو نتردد في المصارحة ، باعتبارنا خبراء وصناع القرار في مجال الأعلام – على حد قوله- فنهض رمضان قاطع ، وكان يومها رئيساً لقسم الريف في الأذاعة ، وبعثياً متزلفاً ، منافقاً ، أمياً في علم الأذاعة وفي شؤون الريف على حد سواء.
فخاطب صدام قائلاً : أبا عدي .
فرد عليه صدام لست أبا عدي.
فقال رفيق صدام.
فرد عليه : لسنا في اجتماع حزبي لتناديني ب(رفيق) .
فاحتار رمضان وقال له : أستاذ صدام.
فرد عليه أنا لست أستاذاً .
وازداد ارتباكه وحيرته ، وهنا بادر محمد سعيد الصحاف قائلاً : قل السيد النائب ،
فقال سيادة النائب .
فرد صدام بابتسامة خفية : تفضل”.
وبعد صعود نجمه التدريجي أجتمع النائب مع مجموعة من الكتاب فخرجت رواية الأيام الطويلة لعبد الأمير معلة التي تتحدث عن حياته ودوره في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم .كانت أسماء شخصيات الرواية مستعارة اختارها عبد الأمير معلة عدا أسم بطل الرواية فقد أختاره السيد النائب نفسه وكان محمد الصقر. فالصقر في رأيه هو طائر مفترس شجاع يقوم بمهاجمة الطريدة فاختار التشبه به.
وبعد أن اجرت مجلة المرأة لقاء معه وعائلته في عام ١٩٧٨ خصصت مجلة الف باء ١٨ صفحة لحوار معه تحت عنوان ١٠٠ ساعة مع صدام حسين وذلك في عام ١٩٧٩.
عندما كان بمنصب النائب كان الرئيس صدام يركزفي أحاديثه على مبدأ القيادة الجماعية للحزب لكن هذا المبدأ اختفى بصورة كاملة بعد ازاحة الرئيس البكر وحل محله مبدأ القائد الرمز.
وبعد أن تولى منصب الرئيس تطرق في عدة أحاديث له عن دوره ورغبته في تخليد عصره بعد رحيله ولآلاف السنين حيث قال في المرات «المنهج الذي بنيناه نحن، ليس منهجاً لعشر سنين او عشرين او ثلاثين سنة. من الممكن ان يصل عمر صدام حسين الى سبعين، ثمانين سنة، اكثر، اقل ـ وان كان لدينا واحد من أعمامنا عاش ١٢٥ سنة وهو يمتطي الفرس وظهره غير منحن. اذا عاش صدام سبعين او ثمانين سنة، او عدنان خير الله، او طه الجزراوي، او عزة ابراهيم او فلان رفيق… فلن ينتهي هذا المنهج بانتهاء اعمارنا. اذا انتهى بانتهاء اعمارنا، فلا خير فينا. هذا المنهج سيرفع عمله الذين لم يولدوا بعد في العراق. هو الحالة المستخرجة من ضميرنا ومن عقلنا الانساني بكل عمقها عبر ٦٠٠٠ سنة ماضية، والى ٦٠٠٠ سنة قادمة”.
وفي مرة أخرى قال” نحب ..نفرح…. لمن شعبنا يكول علينا شي زين بس نفرح أكثر لما نعتقد انو بعد ٥٠٠ أو ستمئة سنة أو اربعمئة سنة راح يقال عنا واحنا في ذمة التاريخ… يقال عنا شي أيجابي..واظن مثل هذا الطموح مشروع ..محد يزعل علينا ولا أحد يعتبرو طموح غير مشروع “.
وورد أيضاً في حديث له في جريدة الثورة الصادرة بتأريخ ٢٥/٦/١٩٨٣ “نحن أهم ما نعني به هو ليس الحاضر بكل مميزاته التي نعتز بها فحسب وانما الأساس هو ما سيقوله التاريخ بعد مئات السنين من الان…هذا يهمنا أكثر من الحاضر.”
لفت الأهتمام الأعلامي بالرئيس انتباه عدة صحفيين ففي مقابلة مع صحفيين كويتيين عام ١٩٨٢ وجه برجس البرجس هذا السوأل “سيادة الرئيس أرجو أن تسمح لي في التعقيب ولو أنه انتقاد للذات..نحن نجلس مع السيد الرئيس صدام حسين وهو واحد منا وهو على قمة الهرم في العراق ولابد أن يطلع على مايدور في الساحة والقاعدة..أنتم بحاجة الى أراء القاعدة..واريد أن اتحدث عن الأعلام العربي العام والاعلام العراقي بصيغة خاصة..وانا اعتبره انتقاداً ذاتياً أرجو أن يقبل مني..من الملاحظ أن كل الأعلاميين في العراق هم اخوان واعزاء واحبة…لكن الاعلام العراقي مسخر لابراز السيد الرئيس صدام حسين مع العلم أن الذي يدير المعركة وضحى وحمل السلاح كل فرد في العراق سواء كان امراة أم رجل..الكل سخر امكانياته لخدمة المعركة..فينبغي على الاعلام العراقي أن يبرز هذه الناحية.
صدام حسين ماهو الا منفذ لطلبات الشعب ورغباته..والقيادة العليا مسخرة أيضاً لتنفيذ طلبات الشعب ورغباته..وماهو حاصل قد يكون بسبب المشاغل والمسووليات الكبيرة فالاعلام بيد الدولة ولكن تسمع حتى في الغرب مع الأسف الشديد حيث كنت في زيارة لاوربا أن أجهزة الأعلام تعتم على أخبار العراق وبشكل مقصود..في حالة حرب صحيح هناك جانب ضروري ابرازه قد يصدقون ما أقول طبعاً نحن في الكويت نتبنى جميع الأخبار العراقية ونتائج المعارك بصياغة قد تختلف عن الصياغة التي يصاغ بها الخبر أنما يجب أن يسخر الأعلام لابراز دور الشعب العراقي في هذا الموضوع آسف لهذه النقط.
الرئيس : أبداً أبداً أنا مسرور جداً طبعاً الأعلام العراقي من الموكد أن الأعلام الكويتي انجح منه في تناول الموضوعات بسبب أن الاعلام الكويتي ليس أعلام دولة وانما يتفاعل مع الدولة والاعلام العراقي أعلام دولة ويتفاعل مع الدولة..فثقل الدولة عليه موجود بقدر أو بآخر..هذه حقيقة وطالما أنه أعلام دولة يجب أن نتوقع أن هناك ثقلاً واقعاً عليه من حلقات الدولة..ترتيب الوظيفة والموظف..هامش الأبداع فيه ليس كهامش الأبداع في اعلامكم لكن يبقى العراقيون في الأعلام هم مواطنون من الشعب يتصرفون مثلما يتصرف الشعب.
ليس المهم أن أجيب وانما المهم أنت كعربي تريد اجابة تصل الى عقلك وتريدها أن تضيف معلومات في الحركة للامام في ضميرك المتفاعل مع العراق في عقلك أو في يدك. الشيء الأكيد أن الاعلاميين في موضوع صدام حسين يتصرفون كمواطنين والشيء الأكيد أن صدام حسين قال لهم انكم تسيرون أكثر
مما ينبغي ومنذ زمن.. من سبع سنوات كنت قد ضغطت عليهم وهم يحاولون الأفلات من هذا الأطار في الحديث عن صدام حسين ودخلت معهم نقاشاً وفتحت معهم الموضوع كما نتحدث الان أنا عندي انتقادات على الأعلام كمواطن عراقي أسمه صدام حسين في هذا الموضوع في نقطة صدام حسين اجاباتهم هي أن صدام حسين ينبغي أن يكون رمزاً لكل العراقيين لأن العراقي يحتاج للرمز أكثر…ربما مما تحتاجه موسكو الأن ذلك لأن حالة التكون حالة جديدة وحالة التخلف حالة عميقة. ولأن في العراق أدياناً وطوائف وقوميات أذن ينبغي في الأعلام أو في التصرف أن يكون لصدام
حسين حصة لكل هولاء..فاذا ما رأينا أن كل هولاء يعتبرونه حصتهم لابد من ابرازه كحالة تزيد عملية التفاعل بين الأحساس والواقع..ويناقشونني..يقولون لي طيب اعلامنا لا يتحدث عن صدام حسين..نحن نقول أن الكاتب الفلاني يكتب مقالاً على الأساس أنه موظف دولة..هل رأيت طفلة في يوم ما قرأت نشيداً ليس فيه أسم صدام حسين طيب هل هذه موظفة في الدولة..أقول لا طيب هل رأيت شاعراً قرأ قصيدة لايوجد فيها صدام حسين كذا مرة..وهل رأيت فلاحاً يتحدث عن الثورة دون ذكر صدام حسين أو عامل بسيط أو أمرأة فقدت زوجها في المعركة أو فقدت ابنها..الحرب ليست دفاعاً عن صدام حسين..هي دفاع عن العراق..دفاع عن الأمة..في كل مكونات الحالة..أنت اذهب الى النساء الى أرامل الشهداء لن يقلن لك زوجها فداء للوطن أول ما تقول فداء لصدام حسين..ثم يأتي الوطن ثم الثورة”.
وفي لقاء مع الصحفيين الأسبان والبرتغاليين بتأريخ ٢٦/١/١٩٨٣ دار هذا الحوار
“الصحفي : لدي معرفة بهذا البلد منذ عدة سنوات ونود أن نعرف اسلوبكم بالعمل فقد قرأت خطاباتكم واريد أن أفاجكم مفاجأة صغيرة، ما يبدو لنا بسبب عقليتنا الغربية ، بما يشبه نوعاً من احترام الزعامة ، مثلاً أحياناً يدعونكم سيدي الرئيس ، الزعيم الموهوب، الزعيم البطل وهذه الصفات لم تذكر سابقاً في هذا البلد. وفي أسبانيا يقال أن هناك اناساً هم أنصار البابا، أكثر من البابا نفسه، هل هذا صحيح وينطبق على العراق؟
الرئيس : بشكل أو بآخر…نعم…منذ أكثر من ثمانمائة سنة عاش العراق في ظلام دامس حتى ثورة تموز عام ١٩٦٨..فكان أما تحت الاحتلال الأجنبي أو تحت حكم أنظمة تقود السلطة على أساس أنها أنظمة عراقية وطنية، الا أن الشرار الذي يتطاير من مركز السلطة من الكثافة بحيث يحرق مناطق واسعة من العراق، تسفر عن نتائج مماثلة للنتائج التي يحصدها العراق عندما يحكمه الأجنبي بصورة مباشرة.
لقد دفع العراقيون ثمناً غالياً في هذه التجارب المرة على حساب كرامتهم وما ينبغي تهيئته للشخصية الوطنية المستقلة..ومن هنا يبدو أن العراقيين وجدوا أن صدام حسين يختلف عن كل التجارب التي مروا بها، وانه جزء منهم، يفكر لمصلحتهم، وان أخطأ لا يخطىء بقصد مسبق، كما أنه لا يأخذ استشارة من أجنبي، ويريد للعراقيين العز والمجد والرفعة والحياة السعيدة المستقرة الهانئة.
هذا هو تفسيري وبامكانكم أن تجدوا هذا التفسير بأنفسكم، فعندما تسألون الناس البسطاء، الفلاح، العامل، سائق التاكسي، طالب الابتدائية، الصغار، الشيوخ العجائز، سوف ترونهم يجيبونكم بنفس الأتجاه، وان أخذت تعبيراتهم شكلاً آخر”.
وكان جوابه في لقاء مع دايان سوير من محطة ABC عام ١٩٩٠ عن سؤالها لكثرة صوره في الشارع العراقي “صدام حسين موجود في أي كمية حليب تعطى للطفل ، وموجود في أي جاكيت نظيف وجديد يرتديه العراقي ألان وكان محروماً منه قبل الثورة ، وموجود في أي وجبة غذاء أفضل مما كان يتناولها العراقي قبل الثورة وموجود في القرار الذي حول نفط العراق للعراقيين بعد أن كان يذهب الى الأجانب ، وموجود في كل التسهيلات التي تقدم للمرأة العراقية التي تضع طفلها في مستشفى بينما كان ترمي طفلها على الأرض في مزرعة “.
“ولذلك هم يضعون الصور وليس نحن الذين نجبرهم على وضع الصور”. أما هاديا سعيد فكتبت في مذاكرتها ” سنوات مع الخوف العراقي ” عن تعليق صور كل من الرئيس البكر ونائبه صدام في بيوت الناس ” في المكاتب كان الولاء يترجم بعبارات وقياسات في نشر الصور ومواقع الأخبار للزعيمين ، أما في الاحياء السكنية فكانت تصلنا الأوامر بطرق واساليب لا أعتقد أنها موجودة في أي بقعة في العالم، فهناك في كل حي أشخاص من معارف أو أقارب أو أنسباء لاصحاب البيوت ، نعرف أن لهم علاقة ما بالمخابرات . كيف؟ لأنهم كانوا يسهلون للسكان معاملاتهم ، من توقيع على وثيقة أو حصول على رخصة بناء أونقل مدرسي أو تجديد طلب الخ…هولاء كانوا يعرفون كيف يمررون أوامر عجيبة ، منها كلام عابر ، لكنه مركز : ففي زيارة احدهم -مثلاً- لأهل الدار وامام صينية الكباب والتمن والمرق يرفع رأسه ويجول بنظره على الجدران : أرى انكم لا تضعون صورة الرئيس والسيد النائب في الصالون ؟ لماذا ؟ ” يا معودين كلهم ديعلقوها ” يعني…أنا أقول أفضل…احتياط يعني…شلكم بوجع الرأس ؟! وكان الذكي -وكل الشعب العراقي ذكي ولماح، ومعظمه مقهور- يعرف ما وراء هذا الكلام ، وهكذا تضطر الأم أو الأخت أن تطلب من الناصح والمرشد صورة.. أعني صورتين لتعلقهما وتخلص !
ولعل القبضة قد خففت نفسها ذات فترة ، اذ صدرت صور الرئيس أو النائب داخل ساعات حائطية وكأنها تقول : معكم كل دقيقة! “.
عندما فر زوج ابنته حسين كامل الى الأردن قارن نفسه وشبهها بالمسيح حيث ورد في خطابه في عام ١٩٩٥ “تعرفون كيف خان يهوذا السيد المسيح ، مع أنه كان الشخص الحادي عشر من الحواريين ، وربما توهم ، والطمع والغيرة يأكلان فيه الضمير والوجدان والعنوان بأن مجرد أن تحقق في مظهره بارادة الله ، مايجعله يشبه السيد المسيح يكفي ليجعله خليفة السيد المسيح عن طريق الخيانة فيصعد درجة فت سلم الدنيا ، بعد أن يكون قد تلطخ بالعار وهكذا خان يهوذا. وقد يكون الجواب المختصر الدال على سبب خيانة يهوذا ، مع أنه من الحواريين ، هو أن يهوذا خان لانه من الحواريين. ذلك لأن طمعه قد قتله عندما أصبح من الحواريين ، وجعل الأعداء يستهدفون فيه ثغرات في النفس والعقل ، والضمير فاهتز ايمانه فطبع على السيد المسيح قبلة الرياء الكاذبة ، فكانت اشارته الى الكفار والضالين ، ليعرفوا من هو السيد المسيح ، بعد أن أختلط عليهم الشكل في القرار ألفصل”.
” وقد يقول قائل منكم ولكن لماذا لم تحسنوا الأختيار ، في معناه المطلق ، لمن تختارون ؟، فنقول لكم أن المعنى المطلق والدراية المطلقة هما حصة الجليل ، الرحمن الرحيم وحده ، وان انحراف المنحرف ومرض المريض ، بالنتيجة النهائية، قد لا يلغيان دائماً صواب اختيار البداية أو موضوعية ودقة أسسها ، وأن نوحاً عليه السلام ما كان مخطئاً عندما تزوج من لم تطعه فكانت في الهاوية وليس لابراهيم عليه السلام من خطيئة لأن أباه كان من الضالين ولم يهتد”. وفي خطاب له قبل بدء المؤتمر القطري الثامن عشر لحزب البعث في عام ٢٠٠٠
عدد الرئيس صفات من يجب على المجتمعين اختياره لقيادة قطر العراق فقال
“اذا اخترتم قائدا او حاديا في جمعكم، فاختاروه من الذين اذا تعبتم ينتخي لكم ليقويكم، واذا تمكنتم انتخى بكم ليدافع عن حقكم، واذا ضعفتم يسندكم ويقويكم بما ترونه من قوة همته، واذا طمعتم عف، واذا تخليتم، او ضعف تمسككم بما هو اساس، ازداد تمسكا به والدعوة اليه.. يحفظ الامانة، ويرعى الذمم، تفتخرون به في الملمات، ويفتخر بكم بين الامم والشعوب، لايعجزه طول الطريق، ولايعييه كثرة الاعداء، ولاتصيب مباهج الحياة عيونه وضميره وعقله، بغشاوة، او صدأ، او عشو، ولايقدم عليكم من لايصلح ليكونه مقدمكم، واذا تعذر عليكم ان تتبينوا فاختاروا من هو الافضل في الصفات بين من تعرفون صفاتهم المميزة.
وفي كل الاحوال، ليكن من تختارونه قائدا في جمعكم اعلى صفات منكم، او مثل من هو الافضل بينكم بسيفه وعقله، وعفة نفسه، وان يخجل من الدنية، ويعتبر الهزيمة عارا، وليس من بين من يغالط ليقلب وصف الالوان والحقائق، فيخلط بين الابيض والاسود، او يساوي وفق قياساته بين الشريف وغير الشريف.. او بين المناضل وغير المناضل، او لايجفل من طمع الاجنبي في الامة، وحقها لتكون وفق اختيارها.. او يتخلى عنها عندما تكبو، وينتسب اليها عندما ترتقي.. او ينسب الى نفسه ميزة ليست فيه.. وان لايكون كلامه مناقضا لفعله.
وفي ادنى ما يتوجب، ينبغي ان يكون قوله دستوره، وقراره ملزما لنفسه اولا، والا فالافضل نسبيا، والحامل من هذه الصفات ما هو افضل من غيره، واقلهم هنات بينهم.. واضحة خلفيته ومواقفه، لايعيبكم الاعداء به، او يستصغرون شأنكم عندما يمثلكم او يتولى دور القائد فيكم.
على من يحمل صفة قائد او موجه في المجتمع، ان لايتحرك مدا وجزرا في قناعاته وموقفه في ضوء حركة العامة من الناس، حسب متغيرات الهوى، او ما يصيب النفس من اضطراب جراء صعوبات الطريق، او يصيب العقل من بلبلة جراء اشاعات او دعايات يطلقها من يطلقها عبثا او لاغراض بعينها، وانما في ضوء كنز الحقيقة الذي يستند اليه مما يعرف عن موقف حزبه الاصيل، ومسيرة ثورته الشجاعة الامينة، وان يتذكر انه، وليس غيره، بوصلة الطريق، اذا تاه التائهون في صحارى الجدب الذي يصيب روح من يصيبه او فكره او بناءه النفسي، او تصاب عيناه بغشاوة..وعليه ينبغي ان لايتخلى عن دوره وموقفه، ويركض مع الراكضين الى امام او ارتدادا الى الخلف وليس غير اهلها من يتوجب عليهم اصلاح الحياة او مركبها اذا ما اصابهما عطب وليس من بين واجبات وسمات اهلها التخلي او الوقوف مع المنتظرين او المبهوتين بموقف او حال لم يكونوا يتوقعونه.
وفي كل الاحوال ليس لمن هو بهذه الصفة ان يكون ممن يقفز من مركب الحياة او الموقف خارجهما، وانما عليه تقع مسؤولية الاصلاح، ليستمر الابحار موفقا وامينا، فانه يحرك الاخرين، بعد ان يرسم لهم ببوصلته المعهودة خط المسيرة واهدافه، وليس من يحركه الحال من الخارج، سلبا او ايجابا، بما يبعده عن علامات الطريق الذي اختاره لنفسه، او تختاره له قيادته، التي منحها ثقته، وفق اختبار الزمن الصعب، والطريق الطويل.”
بعد هذا الخطاب “اكد المؤتمر بالاجماع تجديد الثقة والمحبة للقائد المنصور بالله لمواصلة مسيرة البناء والجهاد”.
وهوان لم يتحدث عن نفسه فيشير الى غيره من السياسيين على أنهم أقل مرتبة منه أو قدرة على الجدال أو الاقناع فقد تحدى الرئيس بوش عام ١٩٩٠ للدخول في مناظرة تلفيزيونية معه ، وهاجم السياسيين من غيره ووصفهم باصحاب العنوانين الكبيرة في العالم كله قائلاً ” يصعب علي أن أقول أن هناك خيراً أو مؤمنا فيها ، وربما يأخذ بعضهم علي هذا ، خصوصاً من الناحية الدبلوماسية” وشدد على أنه من الخيرين وان قيادته من الشعب مضيفاً ” عندما ينظر المرء للسياسة في العالم يجد أنه يشمئز منها واحيانا يتكبر عن الحديث فيها ، أي أن ينأى بنفسه عن الايغال في سياسة هذا الزمان والسياسة هي الحكمة في تصريف الأمور في الداخل على القياسات الداخلية الوطنية، وفي الخارج وفق قياسات التعامل مع الشعوب والامم طبقاً لاستحقاق المرؤة والانصاف والحق ، أما ألان فلم تعد هناك سياسة وانما صارت كلها لعباً ودجلاً ، وكل واحد يتربص بالاخر ليغلبه واصبحت فرصة وقدرة وليست حقاً وفق المعاني التي نفهما نحن وليس طبقاً للمعاني التي يفهما الأخرون “.
وحقر خصومه من العراقيين فوصف محمد باقر الصدر بالمقبور ولم يعترف بوجود معارضة له فهم خونة وعملاء وبعد انتفاضة عام ١٩٩١ وجهت الشتائم تقريباً لكل فئة من المجتمع واتهم فئات عديدة من الناس بأنها سبب الهزيمة في أم المعارك ، وخير ما يعبرعن رأيه الفعلي في المواطن والمواطنة ماكتبه في رواية زبيبة والملك قائلاً “ان يخلص (المواطن) لك ولا يخونك, وان يطيع أوامرك, وإذا دعا داعي القتال تطلب منه ان ينظم الى جيشك, وان يقاتل ولا ينهزم, وبذلك يحمل صفة الشجاعة, بل وتطلب منه ان لا يحتج عندما تأخذ ارضه وتمنحها للامراء, او توسيع قاعدة ملكيتك, … تطلب كل هذا من المواطن ليحمل صفة المواطنة في مملكتك”.
حساسيته المفرطة من توجيه النقد له تتجلى في اصداره قرار اعدام من ينتقده
فقرار مجلس قيادة الثورة المرقم ٨٤٠ في ٤/١١/١٩٨٦ الذي ينص على “يعاقب بالسجن المؤبد ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة من أهان باحدى طرق العلانية رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه أو مجلس قيادة الثورة أو حزب البعث العربي الاشتركي أو المجلس الوطني أو الحكومة. وتكون العقوبة الأعدام اذا كانت الأهانة أو التهجم بشكل سافر وبقصد اثارة الراي العام ضد السلطة. ويعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات أو بالحبس أو الغرامة من آهان باحدى طرق العلانية المحاكم أو القوات المسلحة أو غير ذلك من السلطات العامة أو الدوائر أو المؤسسات الحكومية”.
كردة فعل للاهانة يشعر الرئيس باحقيته بالحاق العقاب بالاخرين. يمكن وصف ردة الفعل تلك بانها نرجسية لكونها تتضمن ميزتان رئيسيتان: الأولى شعور ألعظمة المفرط والمتخذ في تلك الحالة عند احساس الذات بانها أهينت. والميزة الثانية من النرجسية أن من قام بالاهانة من الاخرين سيقيم على أنه من دون مستوى البشر.ونتيجة لردة الفعل النرجسية الغاضبة تلك لايرى الرئيس أن لأولئك الافراد أحقية في الحياة ولديه استعداد مدمر لعقاب الأخرين “تكون العقوبة الأعدام اذا كانت الأهانة أو التهجم بشكل سافر” و ”مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة ” فهم مسخ ليس لهم حق الوجود.
من الصعوبة معرفة عدد الأشخاص الذين أعدموا استناداً الى القانون أعلاه والذي عرف بقانون التهجم لكن عرف منهم الدكتور اسماعيل التتار أخصائي الجلدية والدكتور هشام ماهر السلمان أخصائي الأطفال وتهمتها الضحك على نكتة عن صدام حسين، والفريق عمر الهزاع وولديه وقيل أن سبب اعدامه هو قوله أن صدام مجهول الأب وقامت البلدوزرات أيضاً بهدم داره في اليرموك ، والمطرب صباح السهل.
وبالطبع تم تنفيذ حكم الأعدام بمن فسر كلامه تهجما على الرئيس حيث “بتاريخ ١٢/٩/١٩٨٨ ارسلت الينا قيادة فرع السليمانية للحزب المتهم جمال أحمد طه خان وذلك لتهجمه على شخص السيد الرئيس القائد “حفظه الله ورعاه” وتشكيكه بقرار مجلس قيادة الثورة الموقر الصادر بتاريخ ٦/٩/١٩٨٨ المتضمن العفو العام والشامل عن أبناء منطقة الحكم الذاتي بقوله “مجبور صدام حسين أعطى العفو وان العفو جاء بقوة مام جلال طالباني” ثم عرض موضوعه الى انظار الرفيق المناضل علي حسن المجيد عضو القيادة القطرية المحترم الذي أمر بقطع رأسه وهدم داره وحجز عائلته وتم تنفيذ ذلك. علما بأنه لاتوجد مدة محددة لفترة الحجز”.
كانت دايان سوير قد سألته عن هذا القرار فدار هذا الحوار ” سيادة الرئيس مادام هناك قراراً ثورياً يبيح استخدام عقوبة الإعدام لإهانة الرئيس فحياة أي شخص ستكون عرضة للخطر ؟
الرئيس صدام : في بلدك القانون لايعاقب كل من يهين الرئيس ؟
ديان سوير : لا ..بالطبع لا. نصف البلد سيكونون في السجن..ثلاث أرباع البلد سيكونون في السجن..
الرئيس صدام : أنا أقول لا يحاسب الذي يهين رئيس الدولة؟
ديان سوير : على العكس سيكون لديهم برنامج لهم في التلفزيون ؟
الرئيس صدام : في العراق رئيس الدولة يعتبروه العراقيين كرمز .”
كان ذلك الحوار من أغرب النماذج للمنطق الذي ضاعت به الحدود بين الرئيس و الدولة ، فأصبح الرئيس هو الدولة والدولة هو الرئيس.
لقد عاش في عالم من صنعه. عالم ليس فيه الا رمز وحده ، وليس هناك مكان فيه على الأطلاق لأي شخص يتجاسر على مناقشته أو على معارضته.
ذلك الحواريوضح ,عدا نفوره من أي انتقاد يوجه ضده , كما وصفت الصحفية عزلته وعدم معرفته بآلية عمل الصحافة في الغرب.
٢- دور أجهزة الدولة واعلامها في تعظيمه
لم يكن الخوف هو العامل الوحيد في مساهمة الكثيرين في حملة التمجيد بل كان هناك عامل آخر لايقل تأثيراً عن الخوف وهو الطمع في منصب أو حضوة لدى الرئيس .وكان للرئيس أيضاً دوراً في تشجيع أجهزة الدولة لتنفيذ تلك الحملة فقد كانت أكثر آية قرانية حفظها الرئيس صدام عن ظهر قلب ويرددها في اجتماعاته مع كبار الحزبيين هي “لئن شكرتم لازيدنكم” .
والتي لم يكتف بترديدها في أجتماعته مع كبار الحزبيين بل كان يذكرها في لقاءات بثت في التلفزيون أو كتبت في الصحف بل حتى ذكرها أثناء محاكمة الدجيل.
عند سماع كبار الحزبيين ومسؤولي الدولة وهو يردد تلك الاية فهموا المقصود فتسابقوا
لاظهار الشكر . من الصعب تدوين دور كافة مؤسسات الدولة في تمجيد الرئيس لكن لابد من الأشارة الى دور الأتحاد العام لنساء العراق ودور وزارة الثقافة والاعلام. ربما أول من بدأ في دور التعظيم كان الأتحاد العام لنساء العراق عندما اجرت مجلة المرآة أول مقابلة مع السيد النائب وعائلته ونشرت في في عام ١٩٧٨ كما سبق الأشارة أعلاه ,ثم كانت أول اغنية تمجد الرئيس بعد توليه سدة الحكم كانت اغنية “غالي صدام غالي” لفرقة الأتحاد العام لنساء العراق.
بعد ذلك انضمت وزارة التقافة الأعلام لتلك الحملة ومن ثم كافة مؤسسات الدولة والاجهزة الحزبية لها واتخذت صور التعظيم عدة أشكال منها

١- تعظيم نسبه
في اواخر السبعينات وفي زيارة لمدينة النجف ذكر الرئيس ولاول مرة أنه حفيد الأمام الحسين ، بعد ذلك نشرت شجرة نسب الرئيس التي تظهره كسليل النبي محمد. فقد طبعت تلك الشجرة في كتاب أمير اسكندر “صدام مناضلاً ومفكراً وانساناً”.
قد تعود أسباب هذا الأدعاء ربما الى الرغبة بالانتساب والتفاخر , كعادة العرب , الى
عائلة ذات نسب شريف كتعويض عن فقر عائلته المدقع.
فهو تفاخر بذلك النسب في رسالته الى الرئيس المصري حسني مبارك بعد غزو الكويت قائلاً “قبل أن ينعم الله علينا أو تسوق الظروف في مساقها الحوادث ، لنصل الى رئاسة الجمهورية في العراق ولتكونوا على رأس السلطة في مصر.. كنا مواطنين عاديين ، وكان عبدالله المتكلم أبن فلاح مات والده قبل أن تلده أمه باشهر ، وانه من أسرة كريمة شرفها الأساس في عملها وكونها من الدوحة المحمدية القرشية حيث يمتد نسبها الى سيدنا الحسين ، جدنا الذي هو أبن علي بن أبي طالب وعلى حد ما أعرف انكم ياسيادة الرئيس من عائلة مصرية ليست من الأمراء أو الملوك الذين سبقوا ثورة تموز عام ١٩٥٢ “. شكك الكثيرون من معارضي الرئيس بصحة ذلك النسب فقد ذكر جليل العطية في كتابه فندق السعادة “في تشرين الثاني ١٩٧٩ زرت الأمام الخوئي في داره العامرة وكان معي عبد الرحيم كالمعتاد ، واذا بنا نجده على غير عادته …كنا نقدر الظروف القاسية التي يمر بها العراق ، فمضايقات العلماء مستمرة ، والاعتقالات مستمرة.. كان كل شيء يوشر الى قرب اندلاع القادسية السوداء… صمت الأمام قليلاً ، ثم قال: أنهم لا يخجلون !… بالامس ارسلوا لي أحد النكرات وبيده كتاب عنوانه : النجوم الزواهر في شجرة الأمير ناصر ، كله أفترءات واكاذيب! يزعم هذا الكتاب أن صدام وخير الله طلفاح وغيرهما ينتسبون الى بيت النبوة.. لقد قدم لي هذا الشخص شجرة مرتبكة الأغصان وطلب مني أن أباركها ومقابل ذلك ترك لي تقدير الثمن. قال هذا ثم حوقل وقال : النبي بريء من هولاء المجرمين عديمي الأصول والجذور”. وذكر طالب الحسن أيضاً في كتابه حكومة القرية “جرى حديث بيني وبين الأستاذ عبدالله رمضان التكريتي وهو سيد ينتمي الى الشيخ عبد القادر الكيلاني أكد فيه أن البيجات ليسوا سادة. وحتى الشجرة التي نشرتها لاول مرة مجلة ألف باء العراقية لاعلان نسب الرئيس صدام حسين كانت مسروقة ومزورة ، وأن خير الله طلفاح هو الذي قام بسرقتها وتزويرها عندما كان محافظاً لبغداد ، وتترس بهذا الموقع الكبير ، اضافة الى مناصب قريبيه البكر وصدام ، فهو في عز قوته عندما أحضر السادة الرفاعية الذين ينتسبون الى السيد أحمد الرفاعي ويسكنون في مناطق قريبة من العوجة ولهم في تكريت تكية للذكر والدروشة ومنهم السيد محمود عجة الرفاعي وتحت الضغط والتهديد سلموه شجرة نسبهم ، ليكتب فيها أخر جد يضم البيجات جميعهم ومنه يتفرعون ، ويبتدع له مكاناً مناسباً مع الأسماء في الشجرة الرفاعية “. أما نبيل الكرخي فعقد مقارنة ما بين شجرة النسب التي نشرت في الثمانيات واخرى نشرت بعد سنوات وعند المقارنة ما بين الأثنتين لاحظ الفروقات التالية :
١. هناك أسماً قد أضيف في السنين اللاحقة في داخل سلسلة النسب
ففي ثلاثة مصادر مطبوعة في فترة زمنية طويلة (من سنة ١٩٧١الى ١٩٨٩) اجمعت على نسب واحد للرئيس صدام.
“ـ ففي كتاب النجوم الزواهر (المطبوع سنة
١٩٧١) : صدام بن حسين بن عبد المجيد بن عبد الغفور بن عبد القادر بن عمر الثاني.
ـ في مجلة ألف باء الحكومية (الصادرة في
٢٥ نيسان ١٩٨٤ : صدام بن حسين بن عبد المجيد بن عبد الغفور بن عبد القادر بن عمر بك الثاني.
ـ في كتاب القبائل العراقية (المطبوع سنة ١٩٨٩: صدام بن حسين بن عبد المجيد بن عبد الغفور بن عبد القادر بن عمر بك.” في حين في كتاب طبع في فترة لاحقة للدكتور خاشع المعاضيدي عام ١٩٩٠ وفي شجرة نشرت في صحيفة بابل أضيف أسم (سليمان) للنسب ، وكالآتي: صدام بن حسين بن عبد المجيد بن عبد الغفور بن سليمان بن عبد القادر بن عمر بك الثاني.
فقد” أتضح بعد تلك الفترة الزمنية الطويلة أنَّ عبد القادر ليس له أبن يدعى عبد الغفور فأدعوا من جديد أن عبد الغفور هو أبن سليمان بن عبد القادر”.
٢. الأختلاف في أسم جد العشيرة ففي الشجرة الأولى كان أسمه الأمير ناصر أمير عبادة أبن الأمير حسين العراقي وفي شجرة النسب الثانية أسمه أحمد ناصر الدين .وعند مراجعة مصدر أخر يتضح لم يكن لحسين العراقي أبن يدعى ناصر ، وقيل بأن لحسين العراقي أبنان فقط هما أحمد وحسن ، فعمدوا الى أحمد واطلقوا عليه أسم (ناصر الدين) ليداروا هذا الخطأ.
٣. الأختلاف الأخر هو في الشجرة الأولى نقرأ فيها أن عشيرة آل ناصر ينتسبون فيها الى (عبد الرحمن بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة) أما في الشجرة الثانية فعدل الى عبد الرحيم بن سيف الدين عثمان الرفاعي والسبب أيضاً لأن (سيف الدين عثمان الرفاعي لم يكن لديه أبن يدعى (عبد الرحمن) إنما كان له ثلاثة أولاد هم: علي مهذب الدولة وعبد الرحيم ممهد الدولة وعبد السلام.
وقد انتبهوا الى هذا الخلل فتم تعديل النسب في السنوات اللاحقة الى (عبد الرحيم بن سيف الدين عثمان الرفاعي” .
دافع اصدار قرار مجلس قيادة الثورة المرقم ٢٠٦ بتاريخ ٢٧/١١/٢٠٠٠
والذي نص على “يعاقب بالسجن او الحبس مدة لا تزيد على (٧) سبع سنوات ولا تقل عن (٣) ثلاث سنوات كل من نسب نفسه زورا الى نسب السادة من سلالة الامام علي بن ابي طالب وذريته، عليهم السلام، او دخل في شجرتهم او التحق بعشيرة من عشائرهم او انتحل القابهم او انسابهم وهو ليس منهم، وتصادر امواله المنقولة وغير المنقولة”, غير معروف .
٢-قصة حياته
نشرت رواية الأيام الطويلة عندما كان بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، وكان الرئيس قد قصها على الروائي عبد الأمير معلة وعظمت تلك الرواية دور الرئيس في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في حين دوره كان في تلك المحاولة كان ثانوياً، اضافة الى ذلك فقد اظهرت الرواية الحزب بمظهر الحزب الضعيف ومجدت دور العائلة في دعم بطل الرواية محمد الصقر وهو الأسم الذي قام الرئيس باختياره لنفسه كما سبقت الأشارة الى ذلك.
حولت الرواية الى فلم الأيام الطويلة وعهد الى قريب الرئيس وزوج ابنته صدام كامل بتمثيل دور الرئيس، كان الفلم يعرض سنوياً في ذكرى محاولة الأغتيال الى أن توقف ذلك بعد انشقاق صدام كامل وهروبه الى الأردن.
قام كل من فؤاد مطر وامير اسكندر بكتابة سيرة ذاتية للرئيس وبدعم من الحكومة العراقية.
ثم نشر عبدالامير معلة سيرة أخرى للرئيس بعنوان “نهر يشق مجراه” ويبدو أن ذلك لم يكف الرئيس فقام هو بكتابة سيرته الذاتية في رواية رجال ومدينة.
ابتدأت رواية الرئيس لقصة سيرته
“من جوف ليل بهيم، ومعاناة روح وجسد، وإصرار على نيل المطالب، تحديا للبغي والطغيان، خرج فارس مغوار غير هيّاب، يلوّح للمجد لكي يدنو منه، بعد أن انتزع قدرة الحركة على طريقه فما كان من هذا الفارس إلا التحدي والإصرار، ومغالبة ذلك الواقع، وقد قيل أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلابا، فراح يخوض الصعاب مستحضرا روح التأريخ، وما ورثه من شجاعة أهله وقومه الفرسان، وتألق بما يملكه من مواهب. “
و أيضاً “تقدم لنا الرواية جزءا من حياة نجم سطع في فضاء العراق، حتى كاد، هو وحركة فعله ومعاناته وحياته، أو هو هكذا، يرسم صورة مرحلة كاملة عن المعاناة، وحياة ونضال شعب العراق الوفي الأمين.. ولعل أهم ما يميز هذه الرواية – عزيزي القارئ- أنها تفصح بثقة عن شخصية كاتبها، كون أحداثها لم تكن نصباً من الماضي، أو رمزا تاريخيا مجردا، وإنما هي مسيرة ناطقة لحياة شعب من خلال حياة فارس، تعفف منذ نعومة أظفاره عن التورط في اللامبالاة، وترك الوطن (يحترق)، فكانت حياته النذر الذي درأ الحريق المنتظر آنذاك.. أو أنها حالت دون استمرارية الحريق الذي كان سيحوّل الحياة رمادا لو استمر وكبت الهمة ومنعها من أن تنطلق”.
ولم تكتف المقدمة بوصف شخصية بطل الرواية ومديحه بكونه ” فارس مغوار ونجم سطع في فضاء العراق، ” عادت لتمدح كاتب الرواية “الراوي” بالقول أن الرواية ” بدا سفرها على لسان راوٍ شهد وجودها، وأقام بناءها، وعلاّه، وقدّم لها ما لم تقدمه حقب الزمان المختلفة، فأعزّها هيبة، وكرّمها تطورا، لتصبح قلاع تحدٍ تحكي صور ولادة فارس، ليس ككل الفرسان، وولادة جيل ليس ككل الأجيال، بل ولادة زمن ليس ككل الأزمان”.
ومدحت مقدمة الرواية ، الرواية نفسها “يبدأ توازي القابليات لدى شخوصها، التي ما تلبث أن تتجمع وتتسق في شخصية ثرة، ماهرة في رؤيتها لمفتاح الخلاص، وجدوى الدفاع عن الفضيلة، والحنو الشديد عليها. ولكي يعمّق الكاتب ذلك الشعور، تراه لم يدّخر وسعا إلا ورسخها بإطار حكمة تلو حكمة، لتصبح فيما بعد قوانين بناء للشخصية التي لا تهاب المنايا، ولا تخشاها، بعد أن يحصّنها من هواجس التراجع والتخاذل.. كأن الكاتب يدعو القارئ ليكون جزءا من شواطئ التاريخ وأعماقه، ليقبض بضميره ووجدانه على قوانينه، وليحقق ألفة بينه وبينها.. يمخر بها عباب الحياة… يحصّن نفسه عبرها، ويقدم الدليل على أن الموروث يمكن أن يكون محفزا لبناء الأمل، لا احتوائه، أو صهره و تذويبه، لتتوارى الخشية من إفساد الآخرين له مهما بلغوا من عتو.” “أراك أمام حالة كأنها سيرة تنطق باسم النضال، بعد أن نقّب كاتبها عن منابعه الأصيلة، وتفيّأ بوهج الأمل، لتنفض عن كل خذول دواعي التقوقع، بعد أن تزوده بمهاميز العثور على ذاته… إنها رسالة مفاضلة بين الحق والواجب. وبين الوجود والتضحية، وتلك هي روح الفضيلة، توأم النضال، وبها لا يمكن لزمن، أو لما هو معاكس من رغبات ومناهج غير مشروعة تدجينها. ومتى ما امتلكها فارس وانتزع طريقه إليها، زحف المجد باتجاهه، ليعانقه.. وهكذا هي حال النضال”.

٢- الأحتفال بعيد ميلاده
في عام ١٩٨٣ ابتدأت اقامة الأحتفالات بعيد ميلاده ، وهو احتفال كان يقام في كافة محافظات العراق وسفاراته في الخارج ، في الداخل كانت الفرق الحزبية تسهم في تنظيمه ، كان الرئيس يحضر الأحتفال في القصر الجمهوري حيث يجلس مستمعاً لفرق من الأطفال ممثلة لكافة محافظات العراق حيث يقمون بالرقص والغناء والقاء القصائد في حبه وتمجيده، ويقوم بعد ذلك بزيارة لهدايا المواطنين له وهي في أغلب الأحيان صوراً أو لوحات شخصية له ، حيث يقف متمعناً فيها واحدة بعد الأخرى.
في الحروب وفي أشد المعارك دموية وحتى بعد الهزيمة التي مني بها الجيش العراقي أمام قوات التحالف وبين المدن المخربة والقتلى الذين بقوا على رمال الصحراء ، وفي عز المجاعة التي واجهها البلد ، لم تتوقف الأحتفالات بعيد ميلاد صدام . بل بالعكس فقد وصلت هذه الأحتفالات ذروة البذخ عام ١٩٩٣ بظهوره راكباً عربة ذهبية تجرها ستة أحصنة بيضاء.
وفي عام ٢٠٠٢ في مناسبة عيد ميلاده اقيمت وقائع الأحتفال في تكريت
وجرى أيضا “تزيين تكريت وصبغ أرصفتها وتخطيط شوارعها ونصب ٣٥٠ لوحة جدارية من الألمنيوم في جميع أنحاء المدينة تحمل صور الرئيس صدام”.
وذكرت صحيفة الحياة نقلا عن مصادر عراقية “إن تكلفة احتفالات عيد ميلاد صدام تناهز خمسين بليون دينار عراقي “٢٥مليون دولار” تم صرفها على أنشطة في المحافظات، فيما شهدت بغداد احتفالاً خاصاً نظمه ديوان الرئاسة وحضره صدام شخصياً واستعدت له وزارة التربية التي دربت تلاميذ المدارس الابتدائية على عروض فنية قدموها أمام الرئيس”.
وكان جزء كبيراً من تكاليف الأحتفال خصص “لدعوة ثلاثة آلاف شخصية سياسية ونقابية وبرلمانية وحكومية وصحافية من دول أجنبية وعربية، من بينها ٣٥٠ شخصية مصرية و٤٨٠ شخصية أردنية”.
و تعبيراً عن وفاء العراقيين لـ “قائدهم المجاهد”، بحسب صحيفة الثورة، فإن ٢٠تمثالاً للرئيس صدام حسين سيتم نصبها في المحافظات وفي بغداد، فيما أعلنت دائرة الفنون التشكيلية تنفيذها نصب ١٠٠ جدارية جديدة تضاف إلى مئات أخرى تصور الرئيس العراقي في مشاهد وملامح مختلفة.
وقالت وكالة الانباء العراقية في حينها “ان وفدا روسيا يضم رجال اعمال وفرقا فنية وصل جوا الى العراق اليوم الاثنين للمشاركة في احتفالات العراق بعيد الميلاد الرابع والستين للرئيس العراقي صدام حسين.
وقالت الوكالة ان الوفد الذي يضم ١١٠ اشخاص وصل على متن طائرة روسية حطت في مطار صدام الدولي في بغداد”.
واضافت ان “الوفد يضم اعضاء الفرقة الشيشانية الفنية للاطفال وفرقا رياضية وعددا من رجال الاعمال جاؤوا الى العراق في رحلة تضامن تأكيدا لوقوف الشعب الروسي الى جانب الشعب العراقي لكسر طوق الحصار المفروض عليه منذ اكثر من عشر سنوات”.
وشهدت بغداد في حينها “تظاهرات ومسيرات وتجمعات بالمناسبة “يشارك فيها مليونان ونصف مليون نسمة تعبيرا عن تمسك العراقيين بالقائد صدام حسين وتعبيرا عن التحدي للادارة الأميركية”. واكدت الصحف العراقية ان الاحتفال بذكرى ميلاد الرئيس صدام حسين هو تعبير عن “بيعة جديدة من الشعب العراقي”.حيث قامت وزارة الاعلام في حينها بنقل “العشرات من ممثلي وسائل الاعلام الدولية الى مدينة تكريت منذ الصباح لمشاهدة فعاليات هذا المهرجان الكبير، الذي يقام سنويا في تكريت. ورعى الاحتفال الفريق الاول الركن علي حسن المجيد، عضو مجلس قيادة الثورة نيابة عن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم.
وفي ختام الاحتفال الذي استمر ثلاث ساعات وشهد مسيرات من مجاميع من مختلف المحافظات ودبكات ورقصات شعبية، اطلق علي حسن المجيد “الرصاص من مسدسه تحية للمحتفلين وتعبيرا عن صمود العراق بوجه المخططات العدائية”.
وقالت صحيفة الثورة “الشعب يريد ان يجعل من هذا اليوم يوم بيعة جديدة يتحدى بها اعداء العراق واعداء الامة”.
واكدت صحيفة العراق على ضرورة جعل هذا اليوم “يوم بيعة نؤكد فيها نحن العراقيين تمسكنا واختيارنا المحسوم واستفتاءنا النهائي وصوتنا المدوي الواحد نعم للقائد صدام حسين”.
واعتبرت صحيفة القادسية الاحتفال بعيد الميلاد “تعبيرا عن صمود وابناء شعبنا المجاهد بوجه الحصار الجائر والعدوان الغاشم وكسرا لشأفة الهيمنة الاميركية على العالم”.
فيما أوصى رئيس البرلمان ان يصبح يوم الميلاد عيدا وطنيا .
تضمن جزء من مهرجان الأحتفال “طلاء أرضية ساحة الاحتفالات بالنقوش والورود والزخرفة وإنارتها ورفع الزينة واللافتات والشعارات وتجديد الجداريات التي تحمل صور الرئيس صدام حسين”.
وبالإضافة إلى الأضواء البراقة والشعارات وصور الرئيس الكثيرة المنتشرة في كل مكان، فقد غيَّرت قناة تلفزيون الشباب، التي دارها عدي صدام حسين، اسمها إلى “تلفزيون الميلاد” احتفاء بالمناسبة.
وفي عيد ميلاده الخامس والستين، أعلن في بغداد أن صدام حسين هو “الهدية النفيسة للعراق” وأن بوجوده يستمر “ربيع العراق خالد”. واحتفاءا بعيد ميلاد الرئيس افتتح في بغداد مسرحية اعتمدت على قصة “زبيبة والملك” التي كتبها الرئيس .
وقد أعدت بالمناسبة كعكعات عملاقة، كما أقيم تمثال جديد لصدام حسين، واحتفل ٥٠٠ عريس وعروس بعقد قرانهما في حفل زواج جماعي تزامن مع عيد ميلاد الرئيس.
وفي جامعة بغداد، وُزعت على الطلاب ملازم لخطابات صدام حسين مترجمة إلى لغات عديدة. وتشتمل هذه الملازم على خطابات صدام في ذكرى “أم المعارك” ضد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام ١٩٩١، وكذلك خطاباته في السنوات اللاحقة.
وقد جاءت هذه الخطابات تحت عنوان “سيُهزم أعداء العراق وسيكون الشر حصادهم”. وفي ذلك اليوم كان الرئيس قد استقبل كعادته كل سنة مجموعة من الأطفال وكانوا “تلاميذ مدرسة النيل الابتدائية النموذجية التابعة لمديرية تربية بغداد حيث قدموا “فعالية جذور الالق العراقي ابتهاجا بعيد الميلاد الميمون لسيادته نصره الله”. “وعكست الفعالية التي تحكي قصة حضارة العراق ومسيرته عبر التاريخ دور السيد الرئيس القائد رعاه الله في بناء العراق واعلاء مجده لتاخذ عاصمته الجميلة بغداد دورها المتالق كنقطة اشعاع حضارى في العالم والانسانية”.
وجسدت الفعالية حب اطفال العراق لسيادته حماه الله واعتزازهم برعايته الكريمة “
واستقبل أيضاً “السيد الرئيس القائد نصره الله مجموعة من تلاميذ مدرسة الشبيبة الابتدائية في بغداد لمناسبة عيد ميلاد سيادته الميمون.
وعند تشريف سيادته القاعة المخصصة للاحتفال ارتفعت اكف البراعم الصغيرة وهي تحمل راية الله اكبر وصورا لسيادته وتنشد نشيد الميلاد ياسيدى بيك منصورين وكان سيادته خلال ذلك يربت على رؤوس الصغار الاحباء ثم اذن سيادته بعد ذلك ببدء فعاليات الاحتفالية حيث القى التلميذ قيس نافع كلمة نيابة عن تلاميذ المدرسة حيا فيها سيادته وبارك الميلاد سائلا الله ان يمد في عمر القائد الحبيب” .
ثم ادى التلاميذ الفعالية المعنونة ” حضارة العراق” وتسابق الاطفال في التعبير عن مشاعر الفرح الغامر من خلال كلمات وقصائد واهازيج كان التلاميذ خلالها متوقدين املا زهوا في حضرة القائد الوالد وراحوا يتسابقون في تقديم الزهور الى سيادته في مهرجان الحب الخالد بين القائد وابنائه.
وفي نهاية الاحتفالية ادى الاطفال نشيدا جماعيا تغنوا فيه بالميلاد الاغر وبراية الله اكبر رمز القدسية والوطنية والقومية بعدها ودع سيادته” حماه الله ” بنشيد الميلاد من قبل ابنائه الاعزاء”.
٣- القصور والمساجد
عدا المنهج الفكري كان هناك حاجة مادية تبقى خالدة تذكر الأجيال القادمة بدوره ففي زيارة لمدينة بابل عندما بدأت حملة لاعادة بناء مدينة بابل الأثرية في عام ١٩٨٧ استخدمت حوالي ,حسب الاحصاءات الرسمية, ٦٠ مليون من أحجار البناء ، كتب على احدى تلك الأحجار ” في عهد المنصور صدام حسين رئيس الجمهورية حامي العراق العظيم ومجدد نهضته وباني حضارته ، تم اعادة بناء مدينة بابل المرحلتين الأولى والثانية ١٤٠٧-١٤٠٨ هجرية ١٩٨٧-١٩٨٨ ميلادية واعادة بناء هذا القصر الذي شيده الملك نبوخذنصر الثاني ٦٠٥ -٥٦٣ قبل الميلاد ” ، لاحظ الرئيس ,عند زيارته لمدينة بابل, أن ذلك الحجر استخدم في البناء أعلى الأساس ولم يستخدم في بناء الأساس تحت الأرض ، فظهر عليه الانزعاج وطلب من البنائيين أن يستخدموا ذلك الحجر في بناء الأساس تحت الأرض ” كي يعرف من سيحفر بعد ١٠٠٠ عام في عهد من بنيت المدينة”.
وفي عام ١٩٨٥ ، وفي ذروة الحرب مع ايران ، أمر ببناء قوس النصر والذي تأخر افتتاحه حتى ٨ آب ١٩٨٩ فربط الأفتتاح بمرور عام على “النصر العظيم”. كان التصميم الأولي للمشروع من بنات افكاره بل رسم التخطيط الأولي له . أما المخطط النهائي فوضع بمساعدة النحات خالد الرحال، ونفذ تحت إشراف دقيق من قبل الرئيس نفسه . ولما توفي الرحال في وقت مبكر من بداية تنفيذ المشروع كلف بمهمته نحات آخر من النحاتين المرموقين في العراق وهو محمد غني حكمت.وصنع النموذج التمهيدي المصغر من قوالب الجبس التي تمثل ذراعي الرئيس من أعلى المرفق مباشرة ، وقد أمسكت كلٌ من قبضتيه بسيف.
كانت الفكرة التصميمية للنصب حسب بطاقة الدعوة الرسمية لأفتتاح النصب : ” تفجرت الأرض وانهالت اليد التي تمثل القوة والعزيمة ، حاملة سيف القادسية ، وهي يد السيد الرئيس القائد صدام حسين (حفظه الله ) مكبرة ٤٠ مرة . لتزف بشرى النصر للعراقيين النشامى ، وتجر الشبكة التي مادت بخوذ جنود الأعداء وتناثر قسم منها متمرغاً بالوحل ” . أما مكونات قوص النصر فإنها توضح كما يلي ” ١- الأرض المتفجرة : من مادة الكونكريت المسلح وبشكل غير منتظم تتناثر فوقها خوذ جنود الأعداء .
٢- الساعد والقبضة : صُبّت من مادة البرونز والوزن الكلي ٢٠طناً لكل منها وثبتت على هيكل من الحديد يزن (٢٠) طناً .
٣- السيف : استخدم سيف القادسية مع إنحنائة بنسبة بسيطة لغرض إعطاء شكل القوس . وقد صنع من حديد غير قابل للصدأ ويزن ٢٤ طناً لكل سيف ، أما قبضة السيف وقبة الشهيد فقد صبت من مادة برونز وتزن ٤ أطنان لكل منها.
٤- شبكة الخوذ : تم تصنيعها من مادة البرونز وقد وضعت في داخل كل شبكة حوالي ٢٥٠٠ خوذة من العدو الإيراني .
٥- سارية المعلم : تم تصنيعها من مادة الحديد غير القابل للصدأ وبارتفاع ٧ أمتار من نقطة إلتقاء السيفين . تم تصنيع مادة الحديد غير القابل للصدأ ( السيوف ) من سلاح الشهداء ويزن ٤٢٫٦ طناً.”
أفتتح الرئيس هذا القوس ممتطياً حصاناً أبيض في عام ١٩٨٩ في الذكرى الأولى لانتهاء الحرب مع ايران، وحسب كتاب وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية أن ياسر عرفات كان صاحب فكرة أمتطاء الحصان.
عدا تخليده باحجار البناء في بابل ، وتكبير نموذج لساعديه في قوس النصر فقد ابتدا ببناء قصور له ، مناقشة بناء القصر الاول بدات في عام ١٩٨٧ حيث أجتمع الرئيس مع مجموعة من المعماريين العراقيين ونشر ذلك اللقاء في الصحف في حينه فعن فكرة بناء قصر جمهوري أخر قال الرئيس
“لماذا نبني قصراً جديداً بالرغم من وجود قصر رسمي لرئيس الدولة ..وهو القصر الجمهوري ؟
نبني قصراً للاسباب التالية
السبب الأول لأن القصر الحالي لايتسع لمهام رئيس دولة العراق ومن خلال التطبيق العملي أثبت بأنه قاصر عن ذلك….”
” الجانب الأخر هو أن هذا القصر يرتبط بمرحلته أي أن القصر الذي نمارس واجباتنا فيه الان يرتبط بمرحلته ويرتبط بتاريخ اشخاصه وان كان هو ملك دولة العراق وشعب العراق.وهنالك اعتبارات معنوية ومعان تاريخية وثقافية تدخل في أهمية أن يكون أيضاً لمرحلتنا ما تعبر فيه ومن خلاله ومن بينها ماذا عملت فيما يتعلق بنشاط الشخص الأول ونشاطه في الدولة. بموجب هذين الاعتبارين الرئيسين الأساسيين فكرنا..هل نقيم قصراً لنضيف به رقماً الى رقم في المنشآت الموجودة أصلاً في الدولة سواء التي انشئت بعد ثورة تموز عام ١٩٦٨ أو التي انشئت قبل هذا التاريخ..
أم اننا ننشىء منشأ ذا دلالات خاصة يعبر عن مرحلته في الوقت الذي عمقه كل تاريخ العراق وكل ثقافة العراق وكل ما يتسع لاطلاع المرء عليه أو معرفته من تأريخ الأمة العربية.” ” لابد أن يتميز هذا المنشأ بشيء وامور ومسائل حيوية بعضها أعتبارية وحتى بعضها مادية ملموسة تتصل بالعلم والفن المعماري والامكانيات الأخرى”.
” قلنا ينشأ أو تدخل في حديد التسليح للقصر في ما هو مشيد منه فوق الأرض أسلحة الشهداء..فتكون قيمة أعتبارية ويشاهدها المشاهد بعد خمسمائة سنة.
اننا ننظر في الأقل بعد خمسمائة سنة فما فوق في مسائل من هذا النوع فعندما يأتي زائر يقال له في هذا كذا طناً من أسلحة الشهداء الذين قاتلوا في القادسية في سنة كذا في حربنا مع الفرس.”
بعد ذلك ابتدات حملة لبناء عدة قصور رئاسية الملاحظ أن أغلبها تم تنفيذها في فترة الحصار منها قصر الفاو ، قصر السلام ، قصر السجود ، قصر تكريت ، البصرة ، بابل ، الموصل .
عن هذه القصور كتب رياض رمزي في الدكتاتور فناناً “أهم هذه القصور قصر الفاو في بغداد . مدخله ضخم يبلغ ارتفاعه ١٨ متراً ينفتح على بهو كبير تعلوه قبة تتدلى منها ثريات عملاقة ، تنافس ماهو موجود في ضرائح الأولياء والقديسين ، لا بل تتجاوزه. تبنى القصور بالمواد النفيسة . هناك أحتفالية بالذهب والرخام الخالص : أثاث مطعم بالذهب ، ستائر مخيطة بالذهب ، ارضيات مفروشة بالرخام النفيس. وبدلاً من أسماء الله الحسنى نقشت تسعة وتسعون من صفاته على جدران القصر. كثيراً ما تتميز القصور بمعلمة مصممة كي تغرس ملحمته في الذاكرة : فأمام قصر تكريت ، تمثال لتنين مطعون برمح على شكل الله اكبر. أما قصر الفاو فأنه يتألف من مداميك ضخمة على شكل أيدي ترفع السقوف ، وهي كناية عن قوة الأرادة التي طلى بها كل زوايا قصوره. هناك في كل قصر مقتبسات من أشعار تشهد على ارادته ، اختيرت بعناية وليست منتقاة أملاها هوى عابر.
يشهد تاريخ الطغاة والمتسلطين أن ما يقومون به من بناء صروح ضخمة ومميزة ، لا يأتي من رغبة في السيطرة على الحيز فحسب ، انما الرغبة في السيطرة على الأحداث على الأرض. يمكن ، من خلال المباني ، استقراء شكل ارادتهم ، أنهم بواسطتها ، يعيدون تشكيل العالم”.
وذكر جلنك باشا في مقالة في جريدة الزمان في ١٩/١١/١٩٩٩ أن الرئيس صدام أمر بوضع شكل النجمة الثمانية في كافة المشاريع لتبين بأن هذه المشاريع بنيت في عهده ، وتكون هذه النجمة ضمن هيكل البناء بحيث يتعذر رفعها ، بهذا انتشرت النجمة في كافة أنحاء العراق .وتم وضع الحرفين الأولين من أسم الرئيس صدام وهي (ص ،ح) بالخط الكوفي وسط مقاطع عديدة بجدران أو سقوف القصور الرئاسية .
“هنا تربعت عبادة صدام تماماً كما يقتضي التربع: جزءًا من المكان محفوراً فيه حجراً وصخراً وحديداً والنشاط الفني كما هو معروف ، أبقى من السياسي ، لا سيما متى كان نصباً لايفنى فيخلد بهذا صاحبه وحقبته”.
بعد مرحلة بناء القصور ابتدات مرحلة بناء الجوامع وعنها كتب أيضاً رياض رمزي ” لم يكن السيد الرئيس يفضل تصميمات معمارية معينة ، ولكنه كان يتمتع بحس داخلي أتاح له ادراك أهمية البناء وذلك لغرضين تمجيد مقامه وارهاب أعدائه. فمسجد أم المعارك الهائل الحجم الذي يحتوي على أكبر صحن في العالم كان له هدف واحد : اقناع المتشككين في صحة انتصارته في معاركه ، وارهاب القائلين بعكس ذلك. أنه يوظف البناء لكي ينسى المرارة التي تحييها فيه ذكريات هزيمته في المعركة التي سمي الجامع بأسمها، فيصبح الجامع لا المعركة ، مصدراً لذكرياته ، اذ ما ان يزداد البناء ضخامة ويصبح الأعظم حتى تختفي الكارثة ويتم الاستبدال : نسيان الواقع من طريق تشييد واقع أعظم.
فما أن يذكر أسم أم المعارك حتى يشرع في التحرك صاعداً صوب سطح الذهن ليس سجل ذكريات المعركة ، انما منظر الجامع الكبير.
جامع أم المعارك بناء حافل بالرموز. فالمنارات الشاهقة الرفيعة الشبيهة براجمات الصواريخ يبلغ ارتفاعها ٣٤ متراً بعدد أيام القصف في أم المعارك. يشبه تصميم الجامع خريطة الدول العربية. وتشير المنارات الأربع في القوس الداخلي الى شهر ولادته. ويدل أرتفعأهة البالغ ٣٧ متراً الى سنة ولادته. أما الفسقيات البالغ عددها ٢٨ فتشير الى يوم ميلاده. هذا أذن عنوان الجامع الحقيقي ٢٨/٤/١٩٣٧.
في الوقت الذي كان الأطفال يموتون جوعاً بسبب الحصار ، كان هو منهمكاً ببناء قصوره وجامعه العظيم.
ماهو الهدف من بناء قصوره الفخمة ؟ أنه يريد أن يبين ليس عظمة الفرد الذي قام بالبناء بل سطوته هو ، للتذكير بقوة الباني ، كرمز لشيء لا يقاوم ، لفرد منتصر على الدوام.
عندما اطلقت عليها تسمية قصور الشعب ، كان يقصد بذلك أنها أضحت مقاماً ومزاراً لولي القصور ملكية شخصية ، لا تنفصل عن مالكها ، تعطيه المنعة والعزة. وتشعر الناظرين اليها ، من وراء الأسوار ، بصغر الحجم.
يرمز تعدد طبقات بناء قصوره ، والذي يضاهي بعضه شكل الزقورة في البناء ، الى أستحالة الوصول اليه. فالاسيجة العالية المحيطة بالقصور تقوم بدور الحماية. أما في الداخل فالبناء أشبه بملف حي لمعرفة قدراته في أدخال الرعب الى قلوب الزوار. أنها عبارات حافلة بالدلالات، كي يتذكر الحضور ما لا يجب نسيانه : نوافذ عالية، غرف واسعة تنتهي بسقوف بعيدة ، تشي بالانكشاف ، بعدم وجود ملاذ آمن.
أما الزخارف فغير متقشفة لا يتجلى ذوق فني لافت. أنها توحي بتعقيد وصعوبة العالم المحيط، لتشويش التركيز، وجعل الذهن أكثر انصياعاً لدوافع الأثارة الخارجية ، فلا يعود يخضع الا لسلطان هواه”.

٤-الصور والجداريات والاعلام
لم تكفه المشاريع الضخمة والعظامية فبنيت جداريات ضخمة على مداخل الدوائر والمؤسسات . كانت تلك الجداريات عبارة عن لوحات له مرتدياً ملابساً مختلفة رسمت في مداخل مخلتف الوزارات والمؤسسات ومداخل المدن. كانت هذه الجداريات هدفاً لبعض المعارضين لسلطة الرئيس ، وكان المطلوب من أجهزة الدولة المختلفة
تأمين الحماية لها كما ورد مثلاً في
في كتاب وزارة الداخلية ، مديرية شؤون أفواج الدفاع الوطني المرقم ١٢٥٠٣ بتأريخ ٢١ تشرين الأول ١٩٩٠
” نرجو تأمين الحماية اللازمة للجداريات التي تحمل صور السيد الرئيس القائد حفظه الله ضمن قاطع فوجكم واعلامنا أجراءتكم”.
من القي القبض عليه بتهمة تشويه صور القائد كان مصيره الأعدام كما ورد في كتاب مديرية أمن محافظة ديالى المرقم ١٠٦٣٢ في ٢٥/٨/١٩٨٦ “في الساعة التاسعة من صباح يوم ٢٤ آب ١٩٨٦ وحسب موافقة السيد مدير الأمن العام المحترم تم اعدام المجرمين كل من أحمد حميد محمد الخزعلي ومحمد علي فاضل الربيعي اللذان قاما بتشويه صورة رمز العراق الرفيق المناضل صدام حسين حفظه الله ليلة ١٧ تموز ١٩٨٦ في ناحية أبي صيدا. تم اعدامها من قبلنا بحضور السيد المحافظ والرفيق أمين سر قيادة فرع ديالى لحزب البعث العربي الأشتراكي والرفق أعضاء قيادة الفرع وجمهور من أهالي ناحية أبي صيدا وفي نفس المكان الذي نفذ به المذكوران عمليتهم الجبانة”.
وتم حجز شخص آخر وفقاً للمادة ٢٢٥ عقوبات أي “قانون التهجم” وذلك لقيامه بضرب صورة الرئيس بالحجارة كما ورد في
محضر تحقيق معاونية أمن الصديق في ١٢/٧/١٩٨٧ “احالت الينا شرطة خليفان بكتابها ١٢٢٩ في ١١/٧/١٩٨٧ المتهم صلاح الدين حسين اسماعيل والذي تم القبض عليه من قبل شرطة خليفان في الساعة الخامسة من صباح يوم ١١/٧/١٩٨٧ والذي كان يقوم بضرب صورة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله في خليفان بالحجر عليه فتح المحضر.افادة المتهم صلاح الدين حسين اسماعيل عمره ٣١ سنة من سكنة ناحية خليفان قرية هروته المحذورة أدارياً يفيد ما يلي : س ١ بين لنا أسباب قيامك بضرب صورة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله في ناحية خليفان بالحجارة افدنا مفصلاً
ج ١ أني قمت بضرب صورة السيد الرئيس بثلاث حجارات وذلك لكونه قام بتهديم القرى التي نسكن فيها وانه ضد الدين الأسلامي.
س ٢ من الذي قام بتحريضك على هذا العمل
ج ٢ لم يقم أحد بتحريضي حول ضرب صورة السيد الرئيس ولكن قمت أنا بنفسي لأنه هدم داري واسكنني في خيمة.”
في التسعينات تشكلت لجنة مركزية مهمتها تنظيم جداريات الرئيس كما ورد في كتاب ديوان الرئاسة المرقم ٣١٧٦١ بتأريخ ٢٠/١١/١٩٩٣ ” لغرض تنظيم جداريات الرئيس القائد حفظه الله في اطار فني وجمالي راق وعلى أسس فنية سليمة تأخذ بنظر الأعتبار عوامل البيئة وغيرها بما يليق بمقام سيادته ومكانته السامية في نهضة شعبنا وتقدمه وبما ينسجم بكون هذه الجداريات هي تعبير عن حب الشعب لقائده تقرر ما يلي

١- تشكيل لجنة مركزية برئاسة مدير عام دائرة الفنون وعضوية ممثلين من مكتب أمانة سر القطر وجهاز الأمن الخاص ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ومحافظة بغداد وامانة بغداد وبعض الفنانين من الذين تختارهم وزارتكم ولهم خبرة في هذا المجال تتولى مهام الكشف على الجداريات المقامة وبيان الرأي بشأنها وتقديم الأستشارة الفنية على جميع الجداريات المراد نصبها ولا يجوز تنفيذ اية جدارية قبل حصول موافقة اللجنة المذكورة عليها وتحديد صلاحيتها للعرض وتعمل اللجنة تحت أشراف السيد وزير الثقافة والأعلام .
٢- تشكيل لجان فرعية في المحافظات برئاسة المحافظ وعضوية الجهات ذات العلاقة
لهذا الغرض وبالتنسيق مع اللجنة المركزية المشار اليها أعلاه”.
كانت هدايا المواطنين الى الرئيس في مناسبة عيد ميلاده عبارة ، في أغلب الأحيان ، عن لوحات له يقوم هو نفسه بتأمل معارض لتلك الصور واللوحات في ذلك اليوم في كل سنة.
وكان من النادر أن يظهر أي موظف رسمي أمام الكاميرا بدون صورة للرئيس صدام في الخلفية . وتشاهد صوره في أي محل أو مدرسة أو نقطة شرطة أو ثكنات الجيش والمباني العامة ويمكن أن تشاهد في مكاتب الناس وحجرات المعيشة في جميع أنحاء العاصمة وكذلك باقي أنحاء العراق. ووضعت صوره في التقويم السنوي وفي الساعات وفي الطوابع الرسمية وفي قاعدة أقلام توضع على المناضد وفي كل الصحف والمجلات.
واصدر مجلس قيادة الثورة قرار رقم ١٢ لسنة ١٩٨٥ باصدار عملة نقدية من فئة خمسة وعشرين ديناراً تحتوي على صورة الرئيس صدام حسين رئيس الجمهورية .
وكرست الصحف العراقية الافتتاحيات ، سواء في الجمهورية أو الثورة، لوصف الخصائص الفريدة لصدام حسين. وكان يصور بوصفه امتداداً لشخصيات تاريخية من أمثال حمورابي ،واشور بانيبال ونبوخذنصروقورن بكلكامش وسرجون الأكدي وصلاح ألدين الأيوبي وموسس بغداد أبو جعفر المنصور.
واعيد كتابة دوره في انقلاب عام ١٩٦٨ فقد شطبت أدوار النايف والداوود واضمحل دور البكر في الأستيلاء على السلطة.
وعظم الدور القيادي فهو “العقل المخطط ، والمدبر والمحتاط وفي صبيحة ١٧ تموز كان ، وهو المناضل المدني ، يقود الدبابة الأولى التي اقتحمت القصر الجمهوري واعلنت شرارة الثورة.”
وذكر زهير الجزائري في كتابه المستبد ” كان ثلث مدة البث التلفزيوني البالغة ١٢ ساعة يومياً على القناتين الأولى والثانية مكرساً لتغطية نشاطات القائد واحاديثه التي تعاد بالكامل خلال النشرات الأخبارية ، أو لاظهار صوره مع الأغاني المكرسة له وحروبه. ومن خلال اخباره المتوالية طوال النشرات ، لا ينقسم اليوم الى ساعات ودقائق ، انما الى دورات أخبارية مصورة يعيش خلالها المشاهد كل لفتة وكلمة يقولها الرئيس. في قناة الشباب التي كان يشرف عليها عدي يبدأ البث الصباحي ببرنامج شموع في دروب الماجدات المكرس للمرأة في أقوال القائد، ومع كل أذان دعاء للقائد. وتفتح النشرات الأخبارية بفعالية جديدة أو معادة للقائد ، وبعد كل نشرة أخبارية اغنية للقائد. خارج البث التلفزيوني تحتل صورة الرئيس ثلاثة أعمدة وسط الصفحات الأولى في الصحف اليومية والأسبوعية حتى لو لم يكن هناك أي خبر عنه.
وقد اخترت عشوائياً عدداً من جريدة الثورة وهو العدد المورخ في ١٨/٤/١٩٨٤ ، فوجدت أن أسم صدام مع القابه تكرر ١٤٧ في صفحات الجريدة، وتكررت صوره ٢٧ مرة. وفي العدد نفسه أخبار عن ازاحة الستار عن خمس جداريات تحمل صورته في مداخل المدن والموسسات .
بالاضافة الى خبر عن افتتاح دورة صدام للمصارعة التي تقام في قاعة صدام الرياضية ويشرف عليها مرافق صدام صباح مرزا ، نيابة عن أبن صدام رئيس اللجنة الأولمبية عدي صدام”.
كانت أحاديث الرئيس تطبع وتوزع على الجهاز الحزبي لتتم دراستها من قبلهم كما ورد في كتاب مكتب تنظيم الشمال قيادة فرع دهوك العدد ٢٨/٣٣٠ بتاريخ ١٦/١/١٩٩٠ ” نرفق طياً ٥٠ نسخة من حديث الرفيق القائد المناضل صدام حسين حفظه الله في الأجتماع المشترك لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية بتاريخ ٣٠/١٢/١٩٨٩.
للتفضل بالاستلام وتوزيعها على منظماتكم الحزبية للاستفادة منها واتخاذ ما يلزم.”
وكتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ١٦/٦٤٦٢ في ٢٩/٨/١٩٨٣ “تقرر أن يكون حديث الرئيس القائد المناضل صدام حسين مع نخبة من الضباط والمقاتلين من أبناء شعبنا الكردي أثناء تقليدهم من قبل سيادته نوط الشجاعة والمنشور نصه في جريدة الثورة الغراء الصادرة في يوم الأثنين الموافق ٢٩/٨/١٩٨٣ موضوعاً لللتثقيف الحزبي لعموم منظماتكم وتنظيماتكم الحزبية”. وكذلك في كتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ٦٠١٩ في ١٠/١١/١٩٨٩ “طياً نسخة من محاور حديث الرفيق القائد المناضل صدام حسين حفظه الله ورعاه مع رئيس واعضاء المجلس التنفيذي لمنطقة كردستان للحكم الذاتي . تنسب قيامكم بتثقيف الجهاز الحزبي وفق المحاور الواردة فيه.”

٥- الألقاب والاسماء.
اضافة الى وضع صورته في الصفحة الأولى للجرائد وفي أحياناً كثيرة على أغلفة أكثر المجلات فقد صدر ملصق كبير عنوانه ” الأسماء الخالدة للرئيس القائد صدام حسين” في جزئه العلوي صورة للرئيس صدام أما بقية الملصق فقد أدرج فيه ٩٨ أسماً وصفة له واسمه الأصلي يكمل العدد٩٩ وهو رقم مماثل لأسماء الله الحسنى… وتم وضع تلك الأسماء في أشكال هندسية وزخارف كالتي تكتب بها أسماء الله على جدران المساجد. من الاسماء التي وردت في ذلك الملصق ” القائد ، ، العظيم، التاريخي، المنقذ، الملهم، الفذ، الضرورة، المحنك ، المظفر، المنتصر، الأمين ، المنصور، المفدى، الشجاع، المفكر، المعلم ، قرة عين العراقيين، هبة البعث للعراق، هبة السماء في الزمان الصعب، خلاصة عبقرية الأمة ، قمة الأنسجام بين القيادة والعبقرية ، الرائد ، الفارس العربي، سيف السيوف ، سيد الرجال، العين الساهرة ، رمز الشموخ والاقتدار” وكذلك ” رائد الديمقراطية الأول. وبعد كل ذكر لأسمه ذكرحفظه الله ثم تحولت الى حفظه الله ورعاه .
وفي عام ١٩٨٢ وعندما توالت الهزائم العسكرية مع ايران عقد المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث والذي كرس تقريره لعبادة الشخصية حيث ورد فيه أسم الرئيس صدام أكثر من الف مرة ونسب له كل منجزات الحزب السابقة ” فهو صاحب الدور القيادي في تحقيق الأنفجارات التاريخية ، خالق الجبهة الوطنية وقائدها، ومصمم بيان اذار التاريخي والقائد الفعلي لعملية تأميم النفط، والمخطط الأول لعملية التنمية الشاملة،وواضع أستراتيجية البحوث النووية، والقائد الموجه في حقل الفكر والثقافة والاعلام”.
وهو”لأول مرة في تاريخ الحزب وضع بدقة وبأسلوب خلاق ومتجدد نظرية العمل البعثية في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والتنظيم”.
وفي مقدمة التقرير ابتكر أسم أو صفة جديدة له كانت مرادفة له
في تلك الفترة وهي صفة القائد الضرورة حيث وصفه التقرير بأنه ” قائد من طراز خاص ظهر وتطور في ظروف فريدة”.
وان الرئيس صدام صار مع الزمن «الضرورة الوطنية»، لأنه القائد الذي انتظره العراقيون مئات السنين، وقد وُلد العراق بولادة هذا «القائد الضرورة» ولادةً جديدة.
عدا هذه الصفات المرادفة لأسمه فقد تم تغيير الاسماء لتسمى بأسمه حيث صدرت عدة قرارات بتغيير الأسماء الى أسمه مثلاً قرار مجلس قيادة الثورة رقم ١٣ لسنة ١٩٨٥ بتبديل أسم المنشأة العسكرية لبناء المصنع بأسم منشأة صدام العسكرية لبناء المصنع، وغير أسم مدينة الثورة في بغداد الى مدينة صدام حسب كتاب أمانة العاصمة المرقم ٦٢٢١ بتأريخ ٢٥/٣/١٩٨٢ والذي ورد فيه ” اعتزاز ومحبة بالقائد الفذ بطل التحرير القومي المهيب الركن صدام حسين وتثميناً لم قدمه أبناء مدينة الثورة من بطولات وتضحيات في معركة الشرف والكرامة معركة قادسية صدام. فقد قرر مجلس أمانة العاصمة بكل فخر أطلاق أسم القائد على مدينة الثورة وتسميتها مدينة صدام” .
وعلى ضوء هذه التسمية الجديدة لمدينة الثورة ورد في كتاب وزارة الصحة ٩/٥/٩ بتاريخ ٢٠/٢/١٩٨٢
بالنظر لابدال أسم مدينة الثورة الى أسم مدينة صدام قررنا أبدال أسم المؤسسات الصحية المدرجة أدناه بالاسم الجديد المبين ازائها.
١. مستشفى الثورة الجمهوري الى مستشفى صدام الجمهوري
٣. مستشفى الأطفال في الثورة الى مستشفى الأطفال في مدينة صدام.
٣. المركز الوقائي في الثورة الى المركز الوقائي في مدينة صدام.
٤. مجمع صحة الأسنان الوقائي في الثورة الى مجمع صحة الأسنان الوقائي في مدينة صدام.
٥. مستوصف الرافدين للصحة المدرسية في الثورة الى مستوصف الرافدين للصحة المدرسية في مدينة صدام”.
وانشأت كلية للحقوق سميت كلية صدام للحقوق وانشأت كلية للطب سميت كلية صدام للطب ، وسمي مطار جديد في بغداد بأسم مطار صدام الدولي . وسميت الحرب العراقية -الأيرانية بقادسية صدام. وكثيراً ما عبر أعلام السلطة عن العراق بعراق صدام حسين.
وعند احتلال الكويت سميت منطقة المطلاع بصدامية المطلاع ، وعند بناء مدينة سياحية في الثرثار لكبار المسؤولين أطلق عليها أسم مدينة الصدامية في الثرثار، و في عام ١٩٩٢ سمي النهر الثالث بنهر صدام ، وعند أعادة بناء برج المامون للاتصالات أطلق عليه أسم برج صدام ، واستحدثت جائزة للعلوم والفنون عام ١٩٩٦ أطلق عليها وسام صدام. واعيد تسمية مستشفى أبن البيطار الى مركز صدام للقلب ، وسميت مستشفيات عديدة في المحافظات بمستشفى صدام العام. ثم افتتحت جامعة سميت جامعة صدام ضمت كلية صدام الطبية وكلية صدام للحقوق وكلية صدام للعلوم وكلية صدام السياسية وكلية صدام للدراسات الأسلامية.
٦- الشعر والاغاني والكتب
الاغنية الأولى التي مجدته كانت,كما أشرنا أعلاه, “غالي صدام غالي” لفرقة الأتحاد العام لنساء العراق تلتها اغنية حسين نعمة “العزيز أنت” ،لا أعتقد بوجود احصائية عن عدد الاغنيات التي تغنت به لكن هذه قائمة ليست كاملة عنها
تقدم واحنه وياك اثنين صلاح عبد الغفور , عجيد القوم سوزان عطية، بأسمك صدام على الموت ندوس المجموعة ، قائد الأمة وجنوده فاضل وفوزية ، قرت عيونك سيدي المجموعة ، دقات القلوب غنت لك هلا نجاح سلام وصلاح عبد الغفور ، ياساري بينا للمعالي سعدون جابر ، حياك يابو حلا مائدة نزهت ، يحفظك الباري وينصرك يا صدام ، يا وجه الخير سعدون جابر وياس خضر ، صدام هو الفارس عبدالله رويشد وعبدالكريم عبد القادر ، صفن يالبيض شهود النه المجموعة ، حب القائد حسين نعمة ، أنت الغالي رياض أحمد ، هذا الفارس قائدنا يا نور العين المجموعة ، هيبة وطننا الغالي صدام كاظم الساهر ، سيدي شكد أنت رائع ياس خضر ، فارسنا كال احنا العرب سعدون جابر ، أي والله نحبك يا ريس صلاح عبد الغفور ، هله يانور العين ياصدام حسين رياض أحمد ، حبيناك ويشهد الله محمود أنور ، مساء الخير ياسيدي فرقة المسرح العسكري ، هلا ياسيدي علاء سعد ، حيوا صدام مجموعة مطربين ، صدام حسين باب المعالي بابه عادل عكلة ، يا أبو عدي حبك للأبد باقي عادل عكلة، نريدك والله نريدك عبد فلك ، لكطع النفس وياك باسم العلي ، صدام الأمة العربية فواد حجازي ، حياتك وحليب أمنا الرضعناه مهدي كاظم ، صدامنا الغالي هاشم الجبوري ، نضل وياك علي العيساوي ، معدل يلكلبك على شعبك مهند محسن ، بيتك ياصدام كلنا نواطيره سعدون جابر ، صدام أنت القائد الظافر ياس خضر ، يابو عدي محمد المدلول ، أشهد بالله ما مثلك يصير أحمد الصياد ، صادق ياصدام رباب ، صدام الحر عاهدنا داود القيسي ورياض أحمد ، منين طلعت هالشمس مناك من العوجة صلاح البحر ، هلة ياصكر البيدة محمد عبد الجبار ، ياحبيبي يا أطيب أب هيثم يوسف ، كلنا نحبك ونريدك ياصدام باسم العلي، الله يخلي الريس عادل عكلة ، الله الوطن صدام مي ووحيد,الله يا أبو عدي كريم محمد ، هين هين حدر هين حميد منصور ، صدام الفارس فرقة اتحاد النساء ، تسلم تسلم رياض أحمد ، ، قائدنا المحبوب سميرة توفيق ، ياريسنا قاسم اسماعيل ، هلا ياصكر البيدة نوفل عبد الجليل ، صدام أبو الحرية سعدي الحلي ، أنت الغالي مجموعة ، هله بصدام مجموعة ، نحبك ياصدام عماد مجدي ، حبيانك ياصدام هيثم يوسف ، صدام ياصدام جزائرية ، صدام أبونه هيثم يوسف ، كول ياعز العرب مائدة نزهت ، عزمك ياصدام المجموعة ، مساء الخير ياسيدي مجموعة فنانين ، قائدنا جبل عالي سعدون جابر ،ويقود الموكب صدام علاء سعد ، شعب وقيادة أسد ريس علينا المجموعة ، فرحانة الدنيا بصدام محمد عبد الجبار ، علمتنه أمل خضير ، عمود البيت هيثم يوسف ، يابو الفرسان هيثم يوسف ، حب القائد حسين نعمة ، سيدي وعونك احنه عماد مجدي، يبقى الريس ريسنا باسم العلي.
عدا الأغاني والشعرفقد ألفت كذلك كتب عديدة عنه وهنا قائمة غير كاملة عنها :
الحلقة النقاشية ١: العمارة والفنون في فكر القائد صدام حسين : ٢٠ صفر ١٤٢٢ ه‌١٣-٥-٢٠٠١ تأليف طلعت الياور. طلعت رشاد, دراسات في وصايا القائد المجاهد صدام حسين : بحوث المؤتمر العلمي الأول لقيادة فرع الأنبار لحزب البعث العربي الإشتراكي : للمدة من ٧ إلى ٨ آب عام ٢٠٠٨
شذرات من الأطروحات القيمة للسيد الرئيس القائد صدام حسين : في اجتماعات مجلس الوزراء الموقر للفترة من عام ١٩٩٥-٢٠٠٠ إعداد سندس عزيز, بعض حقول الفكر عند القائد صدام حسين : الدين، القومية العربية والقضية الفلسطينية،الديمقراطية إعداد عبد العزيز عرار, صدام حسين : مناضلا ومفكرا وانسانا تأليف أمير اسكندر,تاريخ الفكر القومي العربي : منذ البواكير الأولى لنشوء الامة العربية حتى عصر القائد صدام حسين تأليف ابراهيم خليل العلاف, الوصايا … قيمة لإستنباط المعرفة : بحث تحليلي في وصايا القائد صدام حسين تأليف أحمد عبد المجيد,
مع شاغل الأرض : عن تجربتي في العمل مع السيد الرئيس القائد الفذ صدام حسين … كمرافق صحفي لسيادته / هاتف الثلج, القائد وإدارة الصراع : صدام حسين وجمال عبد الناصر : دراسة نظرية مقارنة في الفكر السياسي تأليف أنمار لطيف نصيف جاسم , الفكر القانوني للسيد الرئيس صدام حسين تأليف آدم سميان الغريري, قاهر المستحيل : تفاصيل من السيرة الوضاءة لسفر النضال الخالد للقائد الرمز صدام حسين : بمبادرة من دار العراق للصحافة والنشر، صحيفة العراق المشرف العام، نصر الله الداودي ؛ المتابعة والاعداد، عادل الشوية, صدام حسين : عملاق في الرافدين تأليف عزيز السيد جاسم, صدام حسين، الرجل والقضية والمستقبل تأليف , صدام حسين وحقائق التاريخ العربي تأليف زهير صادق رضاالخالدي , صدام حسين : الرفيق والاخ والقائد تأليف طه ياسين رمضان , صدام حسين : قائد وتاريخ تأليف صباح سلمان,
الفكر الجيوبولتيكي لصدام حسين : دراسة تحليلية لموضوع “القدرات الوطنية والسياسية الدولية تأليف صباح محمود محمد, تغيير الواقع : دراسات في فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف مجموعة من الباحثين, التجربة الخلاقة : قراءة جديدة في فكر الرئيس صدام حسين تأليف طراد الكبيسي, تخطيط التنمية الاقتصادية في العراق في ضوء فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف حسين عجلان حسن , السوق والنصر العسكري في فكر القائد صدام حسين تأليف منذر عبد الرحمن إبراهيم,
نهر يشق مجراه : عرض تحليلي لنشأة القائد صدام حسين وبيئته تأليف عبد الأمير معله, الثورة الادارية في فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف صباح محمود محمد, ‏صدام حسين :‏ ‏نضاله وفكره السياسي تأليف ‏شفيق عبد الرزاق السامرائي, صدام حسين، قائد لا يعرف المستحيل : الدور الستراتيجي في معارك الفاو تأليف مشتاق محمود ,
الفكر الاداري عند القائد صدام حسين : دراسة تحليلية تأليف هشام عبد الله الغريري, العقيدة العسكرية في فكر القائد صدام حسين تأليف علاء الدين حسين مكي خماس , فکر الرئيس القائد صدام حسين : دراسة تحليلية مقارنة تأليف عماد الدين الجبوري, نحو نظرية اعلامية في فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف ماجد حسن قاسم الطائي , رداء الشجاعة : ثلاثون قصة قصيرة جدا في حب القائد صدام حسين تأليف عدنان احمد الربيعي , احتياطي العراق المضموم : من فكر القائد صدام حسين تأليف حازم عبد القهار الراوي, صدام حسين وقضايا في الثقافة والاعلام تأليف هادي حسن عليوي، وليد الحديثي, ‏صدام حسين ونظرية العمل البعثية :‏ ‏دراسة منهجية في الإطار النظري والتطبيق العملي تأليف ‏وليد خالد الجماس , الفكر الاستراتيجي لصدام حسين تأليف صباح محمود محمد, صدام حسين والرأي العام حسن طوالبة, صدام حسين ورجال الحضارة في العراق تأليف زهير صادق رضا الخالدي, التنبؤ العسكري في فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف عبد الرحيم طه أحمد, صدام حسين والنموذج الحضاري العربي تأليف هاني ابراهيم عاشور, القيم عند صدام حسين تأليف زهير صادق رضا الخالدي, رحلة مع صدام– إنسانا وقائدا تأليف كمال عبد الله الحديثي, العبقرية العربية بين الفاروق عمر و صدام حسين تأليف طارق حبيب بريسم, القضية الاقتصادية القومية في فكر صدام حسين تأليف عدنان مناتي, صدام حسين في مرٱة الشعر العربي دار الصحوة للنشر، , اسلوب الرئيس القائد البناء الخارجي والمضامين البلاغية تأليف محمد راضي جعفر, صدام حسين ، القائد المفكر تأليف هاني وهيب, المنظور الفكري عند الرفيق القائد صدام حسين تأليف فارس عبد الله بدر, صدام حسين والشعب تأليف زھير صادق رضا الخالدي, الدين والتراث في فكر الرئيس القائد صدام حسين تأليف محمود عبد الجبار عاشور, صدام وقادسية صدام تأليف جلال الحنفي , محطات في ذاكرة صدام حسين تاليف زهير صادق رضا الجالدي ,السياسية والدين في العراق القديم في ضوء مقولة السيد الرئيس المناضل صدام حسين : نظرة في الدين والتراث تأليف فوزي رشيد ,أيام من حياة صدام حسين تأليف: زهير صادق رضا الخالدي , القائد صدام حسين في صلب المعركة تأليف حامد أحمد الورد.
أما الشعر فإن كان في نصه الشعبي أم الفصحى فقد أنتشر كانتشار الفطر
كلها كرست للتهليل لعبادة الفرد ومن الصعب توثيقها لكثرتها .
لم يقتصر التمجيد على الكتاب العراقيين بل تعدى ذلك في فترة ما قبل غزو الكويت فشمل كتاب وصحفيين عرب واجانب ساهموا جميعهم بشكل أو بآخر في بناء تلك الظاهرة.

٧-كتابة القران بالدم وحفظ شواربه
عدا البناء المادي فقد تفتق ذهنه عن أفكار أخرى لتخليده ، وذلك بحفظ أجزاء من جسده بتخليد دمه أو شواربه
ففي عام ٢٠٠٠ أعلن عن كتابة القرآن بدمه تبرير ذلك الفعل كان
“عرفانا لله وشكراً له، سبحانه ، على فضله واحسانه ومنه، وبعد التوكل عليه وحمده بما هو له من الحمد ، أطلع السيد الرئيس القائد المجاهد قائد الحملة الأيمانية الوطنية الكبرى صدام حسين ، حفظه الله ورعاه، بحضور عدد من السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة والرفق أعضاء قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الأشتراكي ، على مصحفين شريفين الاول ، كتبه بدمه الطاهر الشريف لحفظ الله وتكريمه سيادته بنعمة الخلق والسلامة من المخاطر التي تعرض لها سيادته في حياته النضالية التي امتدت ريعان شبابه حتى ألان، أنعم عليه الله بدوام الصحة والعافية وجنبه كل مكروه، أنه سميع الدعاء”. بعد هذا الإعلان أستطلعت جريدة الزمان الصادرة في ٢٠/٩/٢٠٠٠ رأي اثنين من علماء الأزهر في القاهرة في جواز كتابة القرآن بالدم فأكدا أن ذلك حرام.
“وقال محمد عبد المنعم البري أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر وامين جبهة علماء الأزهر ويحيى اسماعيل حلبوش رئيس جبهة علماء الأزهر أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر أنه لايجوز كتابة القران بالدم لان الدم نجس والله قال في كتابه العزيز عن القران ” لايمسه الا المطهرون” كما قال تعالى ” حرمت عليكم المية والدم ولحم الخنزير” وبالتالي فأن القران لاتجوز كتابته بالدم. وسبق للأزهر أن أصدر فتوى وقعها شيخ الأزهر جاد ألحق نصت على تحريم كتابة القران بالدم رداً على استفسارت عدد من المسلمين.”
ونقلت صحيفة الخليج الأمراتية في حينها عن السيد علي الهاشمي مستشار الشوون الدينية والقضائية في ديون رئيس دولة الامارات وعلماء في الأزهر قولهم أن كتابة القران بالدم حرام شرعاً.
ونقلت الصحيفة عن الهاشمي قوله أن كتابة القران بالدم من علامات الساعة، فالدم نجس، والقران الكريم لا يكتب بالدم وكذلك الأسماء، مضيفاً أن بعض الناس يعمل في دين الله ما ليس من الدين شيء. وشدد الهاشمي على أن من واجب العلماء أن يستنكروا مثل هذه الأعمال التي فيها مضيعة للدين والدنيا معاً.
ونقلت الصحيفة عن المفكر الأسلامي الدكتور مصطفى الشكعة قوله أن القران الكريم كتاب طاهر، لايجوز أن يكتب بالدم، لأن الدم نجس مشيراً الى أن مثل هذا العمل يتنافى مع قدسية كتاب الله وطهارته.
ومن جهته وصف الداعية الأسلامي الدكتور محمد الراوي عضو مجمع البحوث الأسلامية والرئيس السابق لقسم القران وعلومه في جامعة الملك فيصل، الأمر كله بهراء لايليق برئيس دولة أو شخص عاقل.”
وهو لم يكتف بكتابة القران بدمه لكي يبقى شيء مادي من جسده ففكر في حفظ شعرات من شورابه فقد وجدت الرسالة أعلاه والتي يطلب فيها حفظ شعيرات من شواربه في جامع أم المعارك.
وبعد أن خطت رسالته حسب السياق أجتمع لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبدالله السلمان ليدرسوا كيفية حفظ شعيرات من شورابه وبعثوا ردهم الى سكرتيره وكان
“السيد السكرتير المحترم تحية حارة… وبعد فاشارة الى المكالمة الهاتفية مساء أمس الأربعاء ٢٢/٥/٢٠٠٢ أود أن أبين الأتي
١- اجتمع الرفاق لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبدالله سلمان وتدارسوا موضوع حفظ الشعرات الكريمة في جامع أم المعارك ..
٢- اتفق الرفاق على أن تكتب الرسالة بمعدن الذهب الخالص ، لأنه الوحيد من بين المعادن الذي لا يتأثر بعوامل التعرية الطبيعية ، على قطعة رخام من الغرانيت باعتباره أقوى الصخور المعروفة حتى ألان.
٣- أن توضع الشعرات الكريمة داخل صندوق صغير من الفولاذ غير القابل للصدأ وتكون واجهته من زجاج غير قابل للكسر..
٤- أن توضع الشعرات هي وصندوقها أمام عبارة (وهذه الشعرات منهما) في نهاية الفقرة الثانية ، كما موشر على الصفحة المرفقة..
٥- أن يوضع الصندوق الكبير الذي يحتوي على الغرانيت والشعرات الكريمة في مكان ما داخل جدار من جدران الجامع بحيث لا يمكن قلعه ألا بتهديم الجدار.. ٦
– أن تكون واجهة الصندوق الكبير من الزجاج غير القابل للكسر وجوانبه من الفولاذ غير القابل للصدأ ، على أن تملأ بالرصاص ليشكل ثقلاً يمنع حمله اذا زين الشيطان لاحد سرقته لما فيه من ذهب..
٧- أن تودع نسخة من الرسالة موقعة مع الغرانيت ، وان تكتب هذه الرسالة على بلاستيك شفاف (نايلون) لأنه أطول عمراً من الورق أو حتى الاقراص المكتنزة (الدسكات) …وأي شيء قد يتبادر للذهن في حينه تعزيزاً للحفظ والامان.”
٨- كتبه، رواياته ووصاياه
عدا المؤلفات عنه فقد طبعت مؤلفات له وباعداد كثيرة منها
“نضالنا والسياسة الدولية ، احادث في قضايا الراهنة ،‏حرب الخليج :‏ ‏وثائق وحقائق،الثورة والتربية الوطنية ،مقتطفات من أحاديث صدام حسين : في … التربية، المرأة، الشباب، الوطنية، القومية، الدين والتراث، التاريخ، القيم الجديدة … ومواضيع أخرى متعددة ، العراق والسياسة الدولية ، عن الثورة والمرأة ،التصدي، عن مواقف الحزب ومواقف الدولة ، نظرة في الدين والتراث، الملكية الخاصة ومسؤولية الدولة ، خطب و تصريحات السيد صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، الديمقراطية مصدر قوة للفرد والمجتمع، صدام حسين : المختارات، أقوال الرئيس القائد صدام حسين في العلم والتكنولوجيا والتنمية، الأسرة والنمو السكاني في أحاديث الرئيس القائد صدام حسين، خندق واحد ام خندقان : في قضايا الجبهة الوطنية ،معا لبناء العراق العظيم ، الخصوصيات– والخيمة الأكبر ، في نظرية العمل الثقافي : مختارات من أحاديث وكتابات الرئيس القائد صدام حسين في الموضوعات الفكرية والثفافية ،الحصانة المبدأية في العمل الجبهوي ، الثورة والنظرة الجديدة، التراث العربي والمعاصرة، الديمقراطية نظرة شمولية للحياة : النص الكامل لحديث الرفيق صدام حسين في مجلس التخطيط بتاريخ ٢٦ تموز ١٩٧٧، ‏نكسب الشباب لنضمن المستقبل ، ‏طريقنا خاص في بناء الاشتراكية :‏ ‏اربعة احاديث في التخطيط ، الشباب الصحيح– طريق الثورة الصحيحة : حديث الرفيق صدام حسين مع منتسبي وزارة الشباب في ٣١ كانون الثاني، ١٩٧٩, نخدم المبادئ ونصون الامانة، لا تراجع وإلى أمام ، هكذا نخاطب العقل الغربي ، ايماننا بالحكم الذاتي يتعزز ، التأميم بداية الدفاع الصحيح عن العراق ، نضالنا من أجل العرب والانسانية ،العلاقات العراقية الأيرانية من خلال خطب واحاديث السيد الرئيس القائد صدام حسين ، المناورة في العمل الثوري ، نحن متواضعون بدون ضعف واقوياء بدون غرور ، الشعب مصدر القوة والعطاء ، الرفيق صدام حسين في لقاء بكوادر الأتحاد العام للجمعيات الفلاحية ، استقلاليتنا تستوحي معانيها من تأريخ الأمة العربية ، حركة عدم الأنحياز هكذا نفهمها ، الأنسان العراقي الجديد انجاز الثورة الأعظم ، الأعلان القومي استجابة لدعوة المسوولية القومية ، الكيان الصهيوني أمام المأزق التاريخي ، النص الكامل لخطاب السيد الرئيس صدام حسين في المجلس الوطني العراقي ١٩٨٠، هكذا نتسب للعراق ، شعبنا وطريق الحرية ، حول القضايا العربية الراهنة ، من أقوال القائد في قادسية صدام ، رغبتنا في السلام من موقع الاقتدار المبدئي العادل ، امتنا والمبادى وروح النصر ، البعث والثورة والانسان ، الثورة والمرأة والشعب،
المؤلفات الكاملة والتي صدرت بثمانية عشر مجلداً عدد صفحات كل مجلد تجاوزت الخمسمائة صفحة .”.
وفي عام ١٩٩٨ اختار الرئيس في ذكرى انقلاب ١٩٦٨ أن يعدد مجموعة من الاقوال التي عرفت بالوصايا حيث قال
“لو أردنا الأسترسال في سرد تفاصيل مواقفكم ، ومواقف أبناءكم ، أبنائنا وأخواننا ، ورفاقنا الغر الميامين ، لعجز القلم عن أن يفي حق أصحاب الحق والموقف .. ولكننا وجدنا أن نغيّر الأسلوب في هذه المناسبة ، ولهذا العام، فنستحضر لكم دروسا أستنبطناها من قتال مشّرف ، وبناء يحمل كل معاني الفضيلة ، وأخلاص أبناء الوطن لوطنهم وشعبهم ، قد تعين من هو بحاجة اليها، لتزداد إشراقة المستقبل في روحه ، وتتعزز قدرات الحاضر ، ليستزيد بما يقوي موقف الحق ضد الباطل في مسيرة لن تنتكس أمامها الا راية الباطل وأصحابها ، ولتبقى إن شاء الله ، راية الحق خفاقة ، عالية ، مزهوة بكل زهو المؤمنين الصادقين .. فأليكم ما وجدنا أنه خلاصة دروس كبيرة من واقع شعبنا “.
“أليكم هذا ، والى كل المناضلين ، الصابرين ، المجاهدين في أمتنا المجيدة:
” لاتستفز الأفعى قبل ان تبيّت النية والقدرة على قطع رأسها.. ولن يفيدك القول انك لم تبتديء أن هي فاجأتك بالهجوم عليك ، وأعد لكل حال ما يستوجب ، وتوكل على الله “. “لاتجرح روح صديق بنصيحة ولاتحرمه منها ليعرف خطأه”. واستمر في خطابه حتى وصل عدد هذه الوصايا الى ٥٧ وصية. قام الجهاز الحزبي بعد ذلك بالطلب من منتسبيه بدراستها وحفظها ، وقامت الصحف بنشر تلك الوصايا في أعلى صفحاتها ، وطبعت تلك الوصايا في أعلى صفحات وثائق الدولة.
شبهت هذه الوصايا بالاحاديث النبوية ففي بحث للدكتور مصعب حسون الراوي نشر في كتاب “دراسات في وصايا القائد المجاهد صدام حسين” تحت عنوان
“وصايا الرفيق القائد المجاهد صدام حسين حفظه الله ورعاه مظهر عظيم من مظاهر التاسي بالحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم” ذكر الراوي “الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت الوصايا تحمل معناها كليا او جزئيا مؤكدا النظرة الايمانية للقائد المؤمن واهمية وصايا القائد في بناء الانسان بناء ايمانيا وتربويا مؤكدا ان ( التاسي بالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم لاسيما اولئك الذين ينعم الله عليهم بموقع القيادة او بامانة المسؤولية ) .
و في بحث بعنوان (الجانب الروحي في وصايا القائد صدام حسين) للدكتور عبد اللطيف هميم ذكر فيه “اهمية الحكمة فيقول عن خطاب الحكمة (اختصر فيه سيادته البلاغة العربية من الفها الى يائها كما لم يختصرها الف كتاب والف شاعر والف بليغ وهو يستلهم معاني القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف) ، وبعد ان يبين موقع الحكمة في كتاب الله العزيز والسنة النبوية الشريفة يمازج المعاني العالية في وصايا القائد مع ما عرضه فيقول (جاءت وصايا الرئيس القائد صدام حسين حجة ومنطقا في المستوى العالي من الجزالة والرصانة والسبك ، وكانت ديباجة في غاية الصفاء وبيانا في منتهى الاشراف) فكانت تنطق بروح الحكمة لتصنع (جيلا خالص القلب خالص العقل ، خالص التصور ، خالص الشعور ، خالص التكوين من أي مؤثر آخر غير المنهج الالهي).
وسرعان ما تحولت هذه «الوصايا»، التي اصدرها الرئيس في الثامن من آب ٢٠٠٠ لمناسبة الذكرى الـ١٢ «لانتصار» العراق في حربه مع ايران، الى «نهج» ينصح المسؤولون العراقيون وعامة الشعب باتباعه. فقد كتبت على ملصقات رفعت على ابرز تقاطع الطرق في بغداد وتقوم وسائل الاعلام الرسمية بتلاوتها قبل اي نشرة اخبارية.
وكل يوم تقوم الصحف الرسمية بنشر احدى هذه الوصايا على صفحاتها الاولى.
كما يتم تعليم وصايا الرئيس العراقي في المدارس وتكتب مواضيع حولها في الجامعات وتطبع على اعلى الاوراق المستخدمة في المراسلة الرسمية.
وترجمت الوصايا المستوحاة بحسب الصحف العراقية “من خبرة الرئيس قبل الثورة” الى اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية في كتيبات نشرتها وزارة الاعلام تم توزيعها على الوفود والجهات الأجنبية التي ترتبط بعلاقات سياسية وثقافية مع بغداد.
كما دونت هذه الوصايا بحرفيتها بطابع بارز على لوحات كبيرة امام مداخل عدة مبان رسمية في العاصمة العراقية. وارفق باحدى هذه اللوحات تمثال برونزي لصدام حسين وهو يرفع يده.
وذكرت جريدة الزمان في عددها الصادر بتأريخ ٦/١٠/٢٠٠٠ أن كلية التربية في الجامعة المستنصرية ” أعلنت أن وصايا الرئيس التي تضمنه خطابه في الثامن من آب أصبحت مادة دراسية في المنهاج الدراسي لكلية التربية . ونقلت عن عميد الكلية قوله ” قررت الكلية تدريس الوصايا في جميع أقسام الكلية ولجميع المراحل مشيراً الى أنه تم طبع هذه الوصايا في كراس سيتم توزيعه على الطلاب والملاك التدريسي. واضاف العميد تتهيأ كلية التربية أيضاً لتنظيم حلقة نقاشية موسعة لمناقشة الوصايا”.
وذكرت الجريدة أيضاً ” أن تعليمات سابقة كانت رئاسة الجمهورية قد عممتها على الوزارات والموسسات الحكومية تقضي بعدم ترقية أي موظف أو منحه علاوة وظيفية ما لم يجتز أمتحاناً في وصايا صدام، كما صدرت تعليمات تقضي بتخفيض محكومية السجناء ممن يحفظون هذه الوصايا.
كذلك طلب ديوان الرئاسة من مؤسسات الدولة بادراج وصايا الرئيس في كل اجتماع كما ورد في كتاب ديوان الرئاسة في ٢٧/١١/٢٠٠١ “حصلت الموافقة على ما يأتي قيام هيئات الرأي بادراج احدى وصايا السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه في الفقرة الأولى ضمن جدول أعمال كل اجتماع على أن يقوم المدير المختص ومسؤول اللجنة الحزبية أيها أعلى درجة حزبية بشرحها في ذلك الأجتماع لاتخاذ ما يقتضي .”
وفي سنين حكمه الأخيرة انهمك بكتابة الروايات وكانت ” زبيبة والملك” و “القلعة الحصينة” و ” رجال ومدينة” .
الإشارة العلنية الصريحة الأولى التي تؤرخ لبدء انشغال الرئيس صدام بالعمل الروائي تم تثبيتها في مقدمة رواية (زبيبة والملك), والتي تحدثت عن لقاء تم بين الرئيس صدام وعدد من كتاب القصة والرواية العراقيين في ١٢ شباط ٢٠٠٠ , حثهم فيها على كتابة “روايات طويلة”, وعلى إثر ذلك “تلقف نجيب غيور من أماجد العراق هذه الكلمات البديعة فكانت هذه القصة- الرواية (زبيبة والملك)”
عن ذلك كتب سلام عبود في من يصنع الدكتاتور “ينطوي هذا النص(الاستشهاد) القصير على واحد من أكثر ردود الأفعال شذوذا في تاريخ السلوك البشري. فالذي دعا الى كتابة القصة هو صدام حسين, أما الذي تلقف دعوة صدام وترجمها أدبا قصصيا فهو صدام حسين نفسه.أي إن صداما يدعو صداما, فيستجيب الأخير لنداء الأول”.
فور الإعلان عن صدور (زبيبة والملك) بادر الأدباء والفنانون العراقيون الى ترجمة هذه الرواية الى عمل مسرحي من إخراج سامي عبد الحميد, وقيل أيضا إن الأمر تم ضمن هيئة اخراجية تضم غانم حميد وفيصل جواد وكاظم النعمان أو( النصار) في رواية أخرى, وضع سيناريو المسرحية الشاعر الفلسطيني أديب ناصر, وحوّلها مزاحم البياتي الى مسلسل تلفزيوني بعشرين حلقة, أما المخرج الإذاعي حافظ مهدي فقد حولها الى مسلسل إذاعي بأربع عشرة حلقة.
وبادرت وزارة التربية الى جعل روايات الرئيس مادة تعليمية, وقررت ” ادخال نصوص مختارة من الروايات المذكورة بين موضوعات كتب الادب والنصوص للمرحلة الاعدادية بفرعيها العلمي والأدبي وكتب المطالعة للمرحلة الثانوية… وفي كتب اللغة العربية في معاهد اعداد المعلمين والمدارس المهنية”.
امر الرئيس بتوزيع نسخ من رواياته على الوفود العربية والاجنبية كما ورد في كتاب ديوان الرئاسة المرقم س/١٤/٥٧٨ بتاريخ ٣ اذار ٢٠٠٢ ” أمر السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه بتوزيع نسخ من روايتي زبيبة والملك والقلعة الحصينة على الوفود العربية الشعبية الزائرة للقطر كهدايا .
تنفيذا للأمر الموقر أنف الذكر تنسب ما يأتي :
١- تولي وزارتكم والجهات المدرجة في أدناه توزيع الروايتين لكونها المسؤولة عن استضافة الوفود الشعبية ، على أن يتم توزيع الروايتين بموافقة المسؤول الأول فيها ويتم تعزيز الرصيد كلما تطلب ذلك بعد تقديم جرد بأسماء الوفود التي أهديت لها والتأكد من عدم تكرار تسليم نسختين من كل رواية لنفس الشخص ، على أن يثبت ما يسلم من نسخ في سجل خاص وباشراف المسوول الأول فيها أيضاً.
ا. وزارة الخارجية.
ب. وزارة الأعلام.
ج. دائرة المراسم في ديوان الرئاسة.
د. مكتب العلاقات الخارجية.
ه- مكاتب الحزب المركزية.
و. منظمة الصداقة والسلم والتضامن.
٢. أن تقوم الوفود الشعبية العراقية التي تزور البلدان العربية باصطحاب أعداد من الروايتين لتوزيعها كهدايا للمنظمات الشعبية المناظرة لها وفي ضوء ما يتاح للوفد من أمكانية الوزن في الطائرة.
٣. قيام وزارتكم بتزويد الجهات آنفة الذكر باعداد من الروايتين للغرض أعلاه”.
كلفة واعداد الروايات الموزعة وردت في كتاب السكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية المرقم س.ص/٤/١٥٧ بتاريخ ١٨ ايار ٢٠٠٢
“بشأن الأمر الموقر للسيد الرئيس القائد حفظه الله بخصوص توزيع روايتي زبيبة والملك والقلعة الحصينة على الوفود العربية الشعبية الزائرة.
فقد تسلمت وزارة الثقافة خمسة آلاف نسخة من كل من الروايتين ، بواقع مبلغ قدره ٧٥٠٠٠٠٠ سبعة ملايين وخمسمائة الف دينار سعر سعر نسخ زبيبة والملك ،٢٠٠٠٠٠٠٠ وعشرون مليون دينار سعر نسخ القلعة الحصينة”.
ما يلفت الأنتباه هو عند القاء القبض على الرئيس صدام بعد هروبه من بغداد ومن قصوره كان حريصاً على الحفاظ على دفاتر روايته أكثر من حرصه على دفاتر أو وثائق أسرار الدولة ونظامه فكانت هي الوحيدة معه ,ذكر ذلك في رسالة كتبها من السجن قائلاً ” “حاجياتي في المكان الذي وجدت واعتقلت فيه عدد من الحاجيات البسيطة أهمها دفاتير مكتوب فيها فصول عن رواية واوراق أخرى مكتوبة”.

١٠- المناصب والمنح
عدا منصب رئيس الجمهورية فقد كان يتولى منصب رئيس مجلس قيادة الثورة ومنصب أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث والقائد العام للقوات المسلحة ، وكذلك منصب رئيس الوزراء وكان قد منح هذا المنصب لفترة قصيرة لسعدون حمادي بعد أنتفاضة عام ١٩٩١ لكن عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى.
في ١ تموز عام ١٩٧٣ منح رتبة فريق أول ووسام الرافدين من الدرجة الأولى ومن النوع العسكري ، في ٧ شباط ١٩٧٤ منح وسام الرافدين ومن النوع المدني , في ١ شباط ١٩٧٩ منح درجة ماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية مع شارة ركن .وعلى الرغم من فشله في دخول الكلية العسكرية والحصول على أي رتبة فقد منحه البكر رتبة فريق أول عام ١٩٧٦ ثم منح نفسه رتبة مهيب ركن بعد استلامه سدة الحكم. حيث “قرر مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتاريخ ٢٩/٨/١٩٧٩ما يلي : ـ
“منح الفريق الاول الركن صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة رتبة مهي ركن إعتبارا من ١٧تموز ١٩٧٩ “.

في ٣٠ تموز ١٩٨٣ منح وسام الثورة من الدرجة الأولى , في ١٩٨٤ منح درجة دكتوراة فخرية من قبل جامعة بغداد في القانون ، في ٢٨ نيسان ١٩٨٨ منح وسام الشعب.ومنح كذلك درع الجهاد وترس الجهاد “لتحرير فلسطين وتاجها القدس” .ولمناسبة منحه ذلك الوشاح أقيم “أحتفال بهيج فاضت فيه مشاعر المحبة والاعتزاز والبهجة والسرور وبحضور عدد من السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة والسادة أعضاء قيادة قطر العراق لحزب البعث العربى الاشتراكي والسادة نائب رئيس وأمين سر المجلس التشريعى لمنطقة الحكم الذاتي وروءساء اللجان فى المجلس تقلد السيد الرئيس صدام حسين وشاح الجهاد لتحرير فلسطين وتاجها القدس ومنح سيادته ترس الجهاد للهدف نفسه ..فنظرا للوقفة الشجاعة والمبدئية الثابتة والدور الجهادي البطولي المفعم بالروح القومية الاصيلة لسيادته وأنطلاقا من ثقة الشعب كله عربا وأكرادا وأقليات بأن تحرير فلسطين وتاجها القدس لن يتحقق الا على يدى القائد اليعربي الهمام صدام حسين قرر المجلس التشريعى لمنطقة كردستان للحكم الذاتى منح سيادته ترس الجهاد ووشاح الجهاد لتحرير فلسطين وتاجها القدس الشريف ليكونا ضمن عدة الحرب التى سيخوضها العراقيون تحت لواء قائدهم لطرد الصهاينة الغزاة من أرض فلسطين وتطهير الارض العربية كلها من رجسهم”.
وفي نيسان عام ٢٠٠١ منح سيف الجهاد لتحرير فلسطين في حفل تحدث فيه الرئيس عن تحرير فلسطين بكاملها واتهم غيره من القادة بالخيانة والعمالة والضعف.
عدا المنح والمناصب فقد بويع بالدم كما ورد في رسالة ألقاها نعيم حداد رئيس المجلس الوطني عام ١٩٨٢ وكانت “سيدي الرئيس القائد..جسد أعضاء المجلس الوطني بيعة الشعب بتأكيدهم على روح الجهاد..ووقعوا هذه الوثيقة التاريخية بالدم..تعبيراً عن بيعة الشعب لصانع تاريخ العراق العظيم وباني مجده الشامخ وصانع تاريخ هذه الأمة الذائد عن حياضها ضد العدوان الهمجي الظلامي الجاهلي ، الذي حاول النيل من سيادة هذه الأمة. ولكن بطولة الرئيس القائد وروحه الأقتحامية وقيادته شعب العراق قيادة فذة، وايمان الشعب وتفاعله مع القيادة التاريخية التي حققت نقلة نوعية في حياة هذا الشعب. أن الشعب حين بايع الرئيس القائد صدام حسين فأنه قد بايع نفسه لأن صدام حسين هو الشعب والشعب هو صدام حسين هذه الحقيقة التاريخية التي عبأت الشعب وجعلتنا جميعاً نندفع لحمل البندقية دفاعاً عن العراق العظيم، ياصانع أمجاد هذه الأمة نقدم لك بيعة المجلس الوطني بالدم ونحن على أتم الأستعداد جميعاً لمشاركة جيشنا وشعبنا بالدفاع عن حياض هذه الأمة وسيادة هذا الوطن.
الرئيس القائد أنك وبحق قد قزمت الخميني واعوانه ووضعت هذا التمثال المحنط في مزبلة التاريخ، وبذلك منعت الشرور عن الأمة، فلك النصر ونحن من ورائك دائماً وابداً ، وكل الشعب والامة يبتهلون الى الله سبحانه وتعالى ويعتصمون بحبله وبقيادتكم لكي تقودونه من نصر الى نصر والله يوفقنا جميعاً، ودمت سالماً أبداً وقائداً مظفراً لهذا الشعب العظيم يا قائدنا العظيم.”

١٢- مشاهد اخرى…
هناك صور ومشاهد أخرى لتكريس عبادة الفرد بعضها من صنع الأجهزة المحيطة بالرئيس وبعضها من صنعه.. فمثلاً عدا تشبيه وصاياه بالأحاديث النبوية ففي أعلى صورة نصفية لوجه الرئيس في شعار فدائيي صدام آلله الوطن القائد كتبت آية قرأنية أن الذين يبايعونك انما يبايعون الله ، والمقصود بالطبع الرئيس لا النبي.
وفي عام ١٩٩٠ نشرت مقالة في جريدة القادسية كتبها عدي صدام حسين بعنوان الوجه الأخر لصدام حسين ذكر ” أن الرئيس صدام يكره المال وينزعج عندما يتحدث الناس عن المال” وذكر ” أن الرئيس قد تبرع براتبه الرئاسي وباع اغنام كان يملكها ليبني قبر لوالدته ولمؤسس حزب البعث ميشيل عفلق ” وانه لا يملك سوى البدلة العسكرية التي يرتديها.
وذكر عندما ” عدنا من العمرة أخبرناه عن القصور وممتلكات لملك وامراء السعودية كما أخبرنا السعوديون أنفسهم. ومزحنا معه عن ذلك واخبرناه : على الشعب أن لا يسموك فارس العرب بل الفقير صدام حسين”.
وذكر الرئيس نفسه في مناسبة انتخابه عام ١٩٩٥ ” انني عندما ارتدي هذه البدلة المدنية بدلاً من العسكرية ..أرجو أن تعذروني، اذا كان موديلها قديماً ، هي وربطة العنق التي أضعها وليلائم ما حصل من تطور عليهما خلال الست السنوات المنصرمة حيث نعيش في حصار كما تعرفون”…
هناك ملاحظة أخرى على الرئيس وهي في أحيان كثيرة يتكلم عن نفسه وكأنه يتكلم عن شخص أخر كما ورد في حديثه مع ديان سوير والوارد أعلاه حيث ذكر ” صدام حسين موجود في أي كمية حليب تعطى للطفل ، وموجود في أي جاكيت نظيف وجديد يرتديه العراقي ألان وكان محروماً منه قبل الثورة ، وموجود في أي وجبة غذاء أفضل مما كان “
وكذلك في حديثه في عام ١٩٩٥ حيث قال ” لم يطف صدام حسين على مراكز الأستفتاء الذي جرى في أنحاء العراق ، في التحضير لهذا الأستفتاء أو في يومه ، لانه مكتف ، ومليء بالفخروالإعتزاز بما يفعله العراقيون النجباء، ورفاقه الأوفياء ، ولم يستأجر صدام حسين شركة خاصة للدعاية، أو شركة للعلاقات العامة كما تسمى في بعض البلدان ، لتعرض صدام حسين على الجمهور ، ولتصفه لهم وتقول عنه ما تقول . كما يفعل آخرون ، لأن شعب العراق العظيم يعرف صدام حسين منذ وقت طويل.. ولم يشغل صدام حسين النفس ليجمع مالاً يكون وسيلته الى هذا العنوان، وانما كان طريق النضال والجهاد وعلاقته بشعبه العظيم..”
وكذلك أيضاً في محكمة الدجيل تكلم بصيغة الحديث عن شخص آخر حيث قال
“والحدث اللي صار و أنا هنا لا أدافع عن صدام حسين وسبق أن قلت أن نفس صدام حسين أكبر من أن يدافع عنها حتى صدام حسين “.
صيغة الكلام أعلاه تشبه منهج أستخدمه رياض رمزي لدراسة صدام حسين في كتابه “الدكتاتور فناناً” فطريقة الكلام أعلاه يخيل للسامع أن صدام التكريتي يتحدث عن صدام حسين وكما قال رمزي ” أنني لا ادرس صدام حسين بل صدام التكريتي الذي حاول لعب دور صدام حسين. “
“المدخل الى درس الرجل ليس الصورة ، بل الرجل وهو في صيرورة تحوله الى صورة ، ليس الظل بل رجل الظل وهو يتحول الى شخصية منحولة اليه : صدام التكريتي الذي ظل يلاحق صورة ظله صدام حسين وهو يلقي خطبه ، يعلن الحرب على بلد أخر ، يحتفل بميلاده.”
“عندما أحكم سيطرته على السياسة واخضع كل شيء للضرورات التي اقتضاها بناء صورته كبطل ، والتي انساق الحزب والدولة الى ترسيخها ، بدأت الصور تتساقط واحدة تلو الأخرى. اذ ما أن تخلق الصورة وتبلى حتى تأتي واحدة أخرى أقوى منها تحل محلها ، وهكذا. بدأ يضبط أداءه على وقع تلك الصناعة المعقدة والمفبركة من الصور التي كان يقف أمامها يتملاها ، يستوعبها ، يصيبه الملل عندما يلفيه مفتقداً للاثارة فيطالب بالمزيد ” أوه هذا لاشي ، هل لديكم ماهو أكثر من هذا ؟”. بهذه الطريقة قاد ادلاءه الذين قادوه بدورهم الى أماكن ساخنة وشعب صخرية وعرة وهو يتبع صورته التي رسمها لنفسه ، والتي زادها الأخرون ضراوة ، على غرار ما يفعل راو يبالغ في زخرفة بطل روايته لارضاء جمهور تواق لسماع قصص عن مشاجرات البطل وكيفية مواجهته للاخطار. يفقد البطل اتزانه من كثرة توارد الصور فينخرط في سباق مثير مع صوره التي يتم تجهيزها له باستمرار. تنذر طريقة جري البطل وراء صورته / ظله بالنحو الذي سيكون عليه مصيره. لا ينتهي سباق الشخصية للحاق بصورتها / ظلها الا بهلاك الشخصية.”
٣-دور العامة في عبادة الشخصية
كما سبقت الأشارة من أن عامل الخوف بالتأكيد لعب دوراً في خروج الناس, وبتنظيم من أجهزة الدولة وموسساتها,
والمشاركة بالبيعة عام ١٩٨٣ وكان شعارها انذاك لا ثلث ولا ثلثين كلنا نبايع صدام حسين ، والمشاركة في الاستفتاء والذي سمي بالزحف الكبير عام ١٩٩٥ ، لكن عامل الحاجة أيضاً لعب دوراً في خروج الناس ومحاولة تقبيل الايدي والهتافات ففي كثير من الأحيان كانوا يطلبون شيئاً من الرئيس وكمثال عن ذلك كتب رفعة الجادرجي في مذكراته ” جدار بين ظلمتين” “ذات يوم انتشر خبر مهم بين النزلاء . كان صدام رئيس الجمهورية، يتجول في دور الناس وفي المدارس ويعفو عن هذا وذاك ، وقيل أنه طار بهليكوبتر الى كركوك ، وربما سينزل في طريقه في ساحة السجن ويقدم على اقتناء بعض المساجين ويعفو عنهم. في اليوم التالي كنا في ساحة العامة للسجن ، واذا بطائرة هليكوبتر تمر من فوق السجن ، ولسبب من الأسباب أخذت تحوم حوله ، فركض جمهور السجناء يستقبلون الهليكوبتر ، وبدأت الهتافات بحياة الرئيس ، وكلما انتقلت الهليكوبتر الى جهة من الساحة ركضوا باتجاهها ، وكلما تأخر هبوطها ، علت أصوات الهتافات صخباً واصبحت نصوصها أطول ، واكثر توسلاً وصرخ احدهم ” أنزل مو هلكنا”. ولكن الهليكوبتر ومن فيها عرجت الى هدفها واختفت في الأفق”.
هناك عامل أخر عدا الخوف والحاجة وهوعامل التزلف والتلمق وربما وجد في مجتمعنا بصورة أكثر من المجتمعات الأخرى تطرق الى علاقة الحاكم المحكوم الدكتور علي الوردي في كتابه “دراسة في طبيعة المجتمع العراقي” فقال ” أن اهل المدن يكرهون من يتكبر عليهم ولكن علاقتهم بالحكام جعلتهم يحترمون المتكبر على الرغم من كراهيتهم له.
فهم في أحدايثهم الخاصة يذمون المتكبر ذماً قبيحاً، ولكنهم لا يكادون يرونه قد مر عليهم في طريق، أو دخل عليهم في مجلس، حتى يقوموا له احتراماً ويبتسموا له ابتسامة التزلف. واذا تحدث اليهم اصغوا اليه بملأ أسماعهم ، وربما ضحكوا لنكاته الرقيعة ضحكاً عالياً. وقد يصادف أحياناً أنه يأتي اليهم في الوقت الذي كانوا فيه منهمكين بذمه وشتمه، فينقلب وضعهم نحوه فجأة، وقد يقولون له كنا في ذكرك حيث يقصدون أنهم كانوا يذكرونه بالخير ، بينما هم كانوا في الواقع يذكرونه بكل شر.
أن هذا يمكن اعتباره نوعاً من النفاق. ولكنه على أي حال لا يخلوا من بعض معاني ازدواج الشخصية. فهو قد كان ظاهرة أجتماعية شائعة واعتاد الناس عليها بحيث صاروا لا يخجلون منها ، وربما افتخر البعض منهم بالبراعة فيها.
وقد استفحل ذلك في الشعراء منهم بوجه خاص. فكان الشاعر لا يستحي أن ينظم قصائد المديح لكل من يرجو منه منفعة أو مكافأة.
واعتاد الناس أن يتذوقوا جودة النظم وبراعة الأسلوب ، بغض النظر عما فيه من كذب وتزلف صارخ.
جاء في أحد الأمثال العامية قولهم ” جيب نقش وكل عوافي”.وهذا المثل يشير الى مبلغ انتشار عادة التزلف لدى الناس”.
حجم مشاركة العوام في هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع يحتاج للكثير من الدراسة.
العلاقة مع الناس
أن كانت النرجسية تمتازبعشق الذات والاعتقاد بأن الذات فوق النقد وهي في حاجة دائمة الى مديح الأخرين لها فهي كذلك تمتاز بضعف علاقتها الأنسانية مع الاخرين ويتضح ذلك مع الرئيس منذ زمن مبكر فصديقه الوحيد في صغره كان حيوان لا انسان كما ذكر لامير اسكندر وعندما مات الحصان أصابه نوع من الشلل في يده استمر لمدة ١٠ أيام. وكما بدا في فصول سابقة فهو يؤمن بالموت كبداية العقوبة فهو أيضاً لا يؤمن بالصداقة منذ أن كان شاباً فهو ينظر اليها كنقطة ضعف كما ورد في روايته رجال ومدينة ” لانني كنت أفرق بين مجرد معرفة الأخرين والصداقة ، لم تتحول أي معرفة بيني وبين من أعرفهم الى صداقة في خضر الياس ، غير أني وجدت متفوقاً في الدراسة مثلي ، كان أبن ريف أكثر منه أبن مدينة ، ونشأت بيني وبينه مودة يمكن وصفها بأنها أعلى من مجرد معرفة ، لكنها ، لأسباب تتعلق بتباين بعض ماهو أساسي في صفاتنا وطباعنا، لم تتحول الى صداقة.. وفيما أرى ، يمكن تعريف الصديق بأنه أخ متميز ، ينوف على غيره من الأخوة بصلاته المحببة ، ويميزه صديقه في كل شيء ، سوى أنه لا يرث صديقه ، ولايحل عليه محرم.. كان عدنان أسهل مني في اضفاء صفة الصداقة على معارفه… كان عدنان كأنه حال وسط بين من لا يفرق بين الصداقة والمعرفة ألا قليلاً ولايمنح الصديق من العناية والاهتمام والحقوق أكثر من تلك التي يمنحها للمعارف ، وبين نظرتي الى الصداقة .. والاهم أن عدنان كان قادراً أكثر مني على تكوين وسط معارف ، أو وسط صداقة على الطريقة السهلة أو الأكثر سهولة ، بينما لم يكن لي في مرحلة الأبتدائية كلها ألا صديق واحد خارج اطار صلتي بابناء عمومتي ، ولم يكن لي غيره في المتوسطة حتى الصف الثاني المتوسط ، وقصته المعروفة ، ولم يكن لي خارج الحزب ألا من أشرت اليه حتى الرابع الثانوي ، وكان هذا حالة بين الصديق والمعرفة ولم يكن لي صديق خارج أبناء عمومتي في كل محيط رمز القرى وبنت النهر ألا علي الرشاد أما عندما انتميت للحزب وصارت دائرة المعارف واجبة للكسب الحزبي فقد وسعت دائرة معارفي ، لأنها صارت ضرورية لانتقاء من يصلح منهم للحزب” .
النرجسي والاعتراف بالخطأ
لايعترف من يتسم بالنرجسية باخطائه ويرى عيوب الأخرين ولا يرى عيوبه..
فالرئيس بعد أن سقط فريسة لاوهام القوة وتمسك بالكويت وخسرها في أم المعارك لم يعترف ولو لمرة واحدة بخطأ قرار الغزو أو التمسك به وقدم بعض الأحيان مبررات غير مقنعة للهزيمة بل على العكس تحولت الهزيمة الى نصر فمثلاً في حديث مع مجموعة من الضباط عام ١٩٩٢ قال “أن الربح والخسارة يجب أن ياخذا معناهما التقليدي..أي قياساتهما الأنسانية المتوارثة.. والقياسات الأنسانية المتوارثة تقول…أنه عندما تهاجم قوة فأنك تحتاج من ٢-٣ حتى تهجم على القوة التي هي تعادل واحداً..أما عندما تجلب ما يعادل نسبة خمسة عشر الى واحد، وتسميه فوزاً ، أو ٢٠-١ أو ٣٠-١ وتعتبره فوزاً..فأن ذلك ليس فوزاً…أنهم فعلاً قد خسروا المعركة ، عندما انتظروا حتى يجمعوا ٢٨ جيشاً و ٣٣ دولة ، بعضها عظمى وكبرى..في حين اننا دولة من بلدان العالم الثالث ،ونحمد الله..على ما نحن عليه..
فلا نقول لو كنا أكثر من ١٨ مليوناً لحصل كذا ، ولكن لا نقول لو كانت المساحة أكبر سيحصل كذا وكذا بل هذا هو الحال ، وان هذا العدد كاف على الحق.
أن ما حصل في العالم يعد فضيحة كبيرة..أن العدوان عليكم هو فضيحة كبيرة ولا يمكن أن تقف هذه الفضيحة عند حد.
وكلما يمضي الزمن ويتقادم تكبر هذه الفضيحة أكبر.. ولنأخذ مثلاً..هو أذا اجتمع على شاب من الشباب في السوق ثلاثون شخصاً لكنهم لم يتمكنوا من صرعه، فماذا يحصل؟
صحيح أنهم قد يجرحونه أو يوذنونه..ولكنه سوف يخرج من الشجار منتصراً .
فلمن ينتصر الرأي العام؟..ومن هو البطل من بين الواحد والثلاثين المشتركين؟
بالتاكيد أنه الشاب الذي قاتل لوحده، وليس الثلاثون الذين هم ضده.”
حتى عندما كان يحاول الاعتراف بالخطأ كان كلامه غامضاً وغير مباشرومحتملاً للتاويل ففي خطاب وجه للشعب الكويتي عام ٢٠٠٢ عدا عدم الأعتراف بكارثة الغزو ونهب وتدمير الكويت قال “على هذا الأساس، فأننا نعتذر إلى الله عن أي فعل يغضبه سبحانه إن كان قد وقع في الماضي مما لا نعرف به ويحسب على مسؤوليتنا ونعتذر لكم على هذا الأساس أيضا.”
نسى الرئيس أنه قد وجه شتيمة علنية للكويتيين وذلك في لقاء مع التجمع الديمقراطي الأردني حيث قال “لقد جعلوا الكثير من شعب الكويت لا يعمل ولا يؤمن ، ولو اطلعتم على صور الحالة في داخل البيت الكويتي لرأيتم العجب،،فكل معاني الأمراض والانحرافات الموجودة في العالم مجتمعة كلها في بعض أوساط المجتمع الكويتي.”
واخيراً تبقى عدة تساولات عن ظاهرة تكريس عبادة الفرد منها ، ياترى كما كانت كلفة الجداريات والساعات والصور والاحتفالات وغيرها على خزينة الدولة؟
هل أنهيار سلطة الرئيس وصوره ونهاية حكمه بالطريقة التي انتهت عليها وردت في ذهن الرئيس ؟ أم تخيل أن حكمه وجدارياته كما تمنى وخطط لحفظ شواربه باقية لمئات السنين؟
هل خرجنا بحكمة من ظاهرة عبادة الفرد أم أن الزمن سيعيد دورته ونعود وكان زمننا تجمد عليها ؟
السؤال الاول والثاني لاجواب له أما الأخير فسيجيب عليه الزمن.
http://saddamscruelty.blogspot.com

أحدث المقالات