22 ديسمبر، 2024 9:39 م

اقسم ،، هو يمين عادة مايكون باسم الله ،،كونه عالما بأسرار ومكامن النفوس ، يؤديه المكلف مسبقا ليكون حاجزا بين الحق وارتكاب الباطل أو مانعا من الإتيان بالمحرمات ، والقسم يؤديه الفرد للشهادة أمام المحاكم ، وهو عادة ما يكون قسما خاصا ، ولكن ما يهمنا هو القسم العام ، وهو ما يؤديه المسؤولون بعضهم أمام البعض والذي يتضمن القسم بأداء الواجب دون تقصير ، والقسم بالحفاظ على سلامة الوطن واراضيه ومياهه وسمائه والحفاظ على السيادة والاستقلال ، ويشهد حالف اليمين الله أمام الشعب ، حين يقول والله على ما أقول شهيد .
والسؤال كم مسؤول عراقي أدى اليمين أمام الله وأمام الشعب. ؟ الجواب ، آلاف المسؤولين منذ قيام مجلس الحكم حتى لحظة كتابة هذا المقال، ، والسؤال الثاني كم مسؤول نكث اليمين ، الجواب ودون تجني على أحد ،، الجميع ناكث ، بعبارة أدق تنكر ونبذ اليمين وخان المسؤولية ، أما بالعناوين الرسمية فالكل خالف يمين الله ابتداءا من رؤساء الجمهورية ونوابهم ورؤساء الحكومات ونوابهم والوزراء والوكلاء وصولا إلى المدراء العامين ، وينطبق الأمر على النواب والسفراء وقادة الفيالق والفرق وصولا إلى أمر الفصيل وربما دونه ،
باختصار ، كل خان الوطن وبعلم مسبق ولا أحد لا يعلم ، الشرطي يعتدي على القانون ، الضابط يجد أن القانون لا يطبق عليه ، المدير العام يفسق في دائرته يرتشي ويرشي ، يسرق ويختلس ليدفع لمولاه ، الشعب اليوم لا يستثني أحدا ، الكل المتصدي للعملية السياسية منذ العام 2003 ، والكل القائم بالعملية الإدارية والمالية أما مزور لشهادته واما متلاعب بعهدته ، الكل ناكث باليمين وأن لم يحلف .
أن ما تقدمنا به هو من المؤكدات التي لم تعد تقبل الجدل والدليل كل هذا التخلف والفشل ، والأمر أفسدت به كل المذاهب والملل حتى وصل الافساد إلى الأوقاف .
أن اتباع أسلوب أداء القسم يجب أن يتوقف وان لا يتضمنه الدستور ، لانه بحد ذاته صار نكثا لعهد العراقيين مع الله ، وصار العراقيون ناخبين ومنتخبين في عداد من تجاوز على حقوق الله لأنهم يقبلون بقسم امثال من حكم هذه البلاد منذ عقدين ، تلك هي فترة التنكر لجميل الوطن ، والقاعدة تقول لا تصدق قسم من لا يؤمن بسلامة الذمم والحليم تكفيه شظية القلم ….