وصمة عار لا مثيل لها تلك البلوة التي تسمى (القروض) في بلادي العراق المستباح من قبل الفاسدين وبائعي الضمير والشرف الذين يتسلطون على رقاب هذا الشعب المتعب ، اذ يهان المواطن المقترض ويتعرض الى ابتزاز بطريقة قذرة تبتكر من قبل حيتان الفساد ومافيا المفسدين ، يحضر المواطن المقترض نصف بند من الورق وفق الية معقدة للغاية تستخدم في الزمن العثماني ، اذ كل يوم ضوابط وشروط وتعليمات جديدة تنهك وترهق المراجعين الى هذه الدوائر والمصارف والوزارات دون استثناء ولا وجود للتعامل الانساني وحفظ كرامة الانسان وانتهاك حقوقه ببشاعة لا توصف يتعامل معها الحيوان المفترس في الغابة المهجورة ، نجهل لماذا لم تستخدم تلك الامكانيات في الحاسبة الإلكترونية وتسخير هذه التقنيات التي اجتاحت العالم وفق برامج سهلة ويستطيع المواطن المقترض ان يقدم عليها عبر الانترنيت ويحضر اثناء البصمة والتوقيع وحضور (طركاعة) الموظف الكفيل، كل تلك الاجراءات ممكنة التطبيق وهناك شركات للكفالة المصرفية وضمان (الكمبيالة) ولكن اين الشرفاء الذين يفكرون بتقديم هذه الخدمات من اجل راحة واستفادة للمواطن المقترض ، هم لا يفكرون بانتهاء الروتين يخسرون دفع الرشاوي ولا مقترض يدفع المليون وتنكشف تلك الألاعيب القذرة ، من يحضر الى هذه الدوائر لغرض التقديم على قرض وخصوصا للمشاريع الصغيرة التي خصصت اصلا للمشاريع الباحثين عن العمل وتمكين المواطنين من هم تحت خط الفقر من ادارة تلك المشاريع وتنمية قدراتهم المالية وهم (كاعدين عطالة بطالة) ، تصرفات بعض الموظفين اشبه بمن يشاهد مقاطع تمثليه حديثة يبحث عنها المنحطين في الافلام الاباحية !! ما شهدته امام عيني خسه ونذالة وحقارة منقطعة النظير يندى لها جبين الانسانية عبر كل الازمان كيف يبتز ضحايا الارهاب ، والمهجرين والفقراء وغيرهم الكثير يأتون من مسافات بعيده يتحملون مصاعب الطرق والمصاريف المالية ، والانتظار الطويل ويرجعون (بخفي حنين) بسبب عدم المقدرة على دفع الرشوة ، وخلق الروتين ، وحجة ان المدير في اجتماع ، او عطل الحاسبات ، وانضرب البرنامج، وهذا الموظف الحقير لم يوقع بعد … ومن هذه الاعذار والحجج الكثير الكثير . يروم المقترض التوجه الى المدير او المسؤول لغرض تقديم الشكوى واخذ استحقاقه بصرف المبلغ واستلام الصك ، هنا تظهر لك رواية جديدة وارتكاب مخالف للقانون وتفتر عليك اشبه بالدعوة بمراكز الشرطة ، واخر قصة حزينة تسمعها هي ( المعاملة ضائعة ) وعليك البدا من الصفر ومن جديد وهنا انت تعرف ان معاملتك تم اخفائها بفعل فاعل وليست ضائعة ولكن بسبب عدم دفع الرشوة وصدامك مع حيتان الفساد ومراجعتك للمسؤول لم تستلم القرض بالطرق القانونية التقليدية!!، تتأسف على طول المراجعة وكثرة المصاريف وازعاج الناس ويضيع الامل بالحصول على هذا القرض الذي يتاجر به مسؤول الدائرة ويعقد المؤتمرات الصحفية من اجل تزيف الحقيقة والمشاهدة من قبل رئيس الوزراء وتضليل الرأي العام ، ويذكر تبسيط الاجراءات من ضمن توصيات رئيس الوزراء ، وتقليل الروتين ومحاسبة المقصرين وانجاز المعاملات بالسرعة الممكنة كل تلك الاجراءات تجدها في وسائل الاعلام ولا وجود لها على ارض الواقع ، اخيرا المقترض يصاب باليأس والاحباط يترك دروب القروض يتساءل و يقول ما شفت هيج طرق في منح القرض.. ولا في الافلام الهندية والاباحية ؟!.