متلاصقان لفظا ولايغيّر بينهما سوى حرف الراء..كلاهما ينتسبان للماء بطريقته ..الاول يستجدي الماء في مواسم الجفاف فيتم شخصنته في فتى يافع يلبسونه اهل المنطقة ملابس بالية ويلطخون وجهه بالسواد..فيطوف على ابواب بيوت المزارعين مستجديا.. – حسب الباحث سلمان الدعيش – وهي كما نرى طريقة بدائية في استنزال المطر، يقابلها زيارة المزارعين وعوائلهم الى الاماكن المقدسة طالبين من الله ان تغيثهم السماء ويؤدي رجال الدين صلاة الاستسقاء..اما القندس فحيوان مائي يبني بيته على ماء الانهر، يقطّع الاخشاب بأسنانه ويبني بيتاً من ثلاث غرف،واحدة للطعام وأخرى للمنام وثالثة للجلوس..أكتبُ ذلك نقلاً عن فيلم وثائقي في حلقة خاصة عن القندس حيث أكد المعلّق العربي ان القندس في (بورتلاند) يعادل النسر الامريكي والدب الروسي ..والقندس هو الشخصية المحورية وعنوان الرواية الاولى للروائي محمد حسن علوان/ دار الساقي/ ط1/ 2011..يعيش البطل في بورتلاند ولايزور مدينته العربية إلاّ مضطرا..يرى في عائلته مجموعة قنادس منشغلة ببناء السدود في مجرى النهر ولنتمعن في المفردتين : السدود / مجرى النهر..وغالب بطل الرواية يرى القندس هو الجد الاكبر للأنسان / ص39وهذه الحالة البيولوجية تحيلني بدورها الى قصة (خمارة القط الاسود) لنجيب محفوظ، حيث يتباغت جلاّس الخمارة برجل مفتول العضلات يدخل الخمارة ويسحب كرسيا ويجلس قرب الباب كالسد فيخشى الجلاّس من مغادرة الخمارة…اثناء ذلك يدب فيهم الملل وينشغل عنهم الرجل بتذكر حياته الاولى حين كان قطاً حتى نهاية القصة القصيرة.. وبالنسبة لبطل رواية محمد حسن علوان : تبدو المدينة وكأن قندساً كبيرا يحركها /ص19 وينتقل هذا التصور الغربي الى مدينته فعائلته قنادس وبطل الرواية يرى نفسه قندسا / ص137 – ص157..الرواية شيقة وما يعتورها سيتخلص منه الروائي في رواياته الثلاث : صوفيا/ سقف الكفاية / طوق الطهارة.