غريب هذا الدين الّذي يتوشّح بعباءته ويتشكّل بشكله جحافل الاسلام الوهّابي وتنظيم القاعدة , ومنهم الداعية إلى الذبح شيخهم القرضاوي .. لا أدري كيف تهضم عقول هؤلاء “المتسامحون” نصوص الدم والشحم واللحم والعظام الغريبة عن الإسلام ودعواته إلى الرحمة والعدل واللين والقول بالحسنى .. لا أدري كيف تسلّلت إلى مداركهم مثل هذه النصوص وكيف زقّت في جماجمهم زقّاً ..
إذ كيف يستطيع داعية إلى السلام .. أو هكذا يدّعي بحسب سيرة “مظلوميّته” الّتي منحته الجنسيّة الغازيّة القطريّة ورئاسة لجنة منظّمة المؤتمر المخابراتي الاسلامي العالمي .. كيف يدّعي هذا الداعية أنّه مسلم ويصلّي على قبلة المسلمين ومؤمن بحديث رسول الاسلام “هدم الكعبة أهون من هدر دمٍ مسلم” أن يستطيع هضم كمّ من الرغبات تندفع من طبقات ترسّبات كامنة تندفع إلى ما بين رحى فكّيه يتداولها لسانه يبصقها من بين شفتيه المتدلّيتين لتستقرّ في وجوه المسلمين في مشهد دموي اعتاد الإدمان عليه يصغر أمامه حدّ التلاشي المقذوف اللعابي للمسكين عبد الحميد المهاجر .. لا أدري كيف هضم هذا الداعية بحسب قوله أو بحسب من لمّع صورته بالتوازن مع تلميع الوجه الأميركيّ القبيح كيف يستطيع هضم العلاقة المتنافرة الّتي عرّته من ستر عورته حركة تنافرها فجعلته عارياً ما بين كوامن رغباته وما بين “الوسطيّة” الّتي طالما بشّر بها وادّعى أنّها جوهر الاسلام ..
لقد رضخ هذا الدعيّ لعوامل الجموح المنفلتة الّتي عادةً ما تصيب المحروم في أواخر عمره عندما يحصل على ما كان يتمنّاه فأدركه وهو في هذا العمر فارتبك لهذا الاندفاع المفاجئ الّذي أصابه فلم يتحمّلها عقله ولم تكتمل بامتصاصها مداركه وهو غير مصدّق أنّه “نالها أخيراً” ففقد توازنه فاختلطت عليه دعاوى القتال والذبح فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كلّ بنان مع دعوات الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان الشمس والقمر بحسبان والسماء رفعها ووضع الميزان فتداخلت عليه الكلمات والجُمل بعضها ببعض فلم يعد يميّز , وبما أنّ من سبق في ملئ الفراغ يستطيع استيعاب ما يضاف فوقه ولو خالطه بحجم أضعاف مضاعفة أكبر من حجمه فلا بدّ وسيكون “اللون الأحمر” هو السبّاق لملأ العين .. والفم أحياناً ..
بالأمس أفتى هذا المراهق المكبوت بهدر دم مسلم طالما قبّله وقبّل كتفيه والتقط معه أجمل الصور في حياته ودوّن بها متفاخراً أحلى الذكريات لا يداني فرحه بها “محبّو السلاطين” قاطبةً ..
وأفتى كذلك بهدر دم مسلم لم يكن هو المسبّب لهجرته إلى بلاد الغاز والتنفيس والتنفيه والتفريغ ..
وبالأمس القريب زكّى نفسه هذا الدعيّ حين استهان بدم عالم دين “مثله” وتمنّى موته وتمنّى هدر دمه لا لشيء إلاّ لكونه يدعو إلى التسامح ونبذ القتل وسفك الدماء وتحريم التكفير ..
واليوم يعود هذا المعتوه الخرف فيتجاوز بقايا آدميّة إن كانت فيه بقيّة ترسّب منها فيهدر دم رئيس دولة يكرهها راعي الغاز حمد ويكرهها العم سام ويكرهها جميع أساطين الاستعمار وورثته والسائرون على درب الاستعباد وسرقة أموال الشعوب .. هو لا يلتفت لهذا الكمّ ممّن صنّفهم القرآن على أنّهم خالدون في النار , لأنّ الرغبة في داخله تنبش كوامنه فيندفع باندفاع “الوحي” إليه يقرأ عليه “سورة” الذبح والدمّ فيأمره ليصدع بها كـ”آية” نزلت عليه من قاعدة السيليّة الّتي لا تبعد أكثر من “مُتيرات” عن معبده ..
جميع من أفتى بهدر دمائهم القرضاوي قد تمّت تصفيتهم من جهات لا زالت “مجهولة” ! ..
ترى يا ترى .. هل هنالك علاقة ما ما بين “الكشف عن تسلّل أفراد من المخابرات الأميركيّة داخل الأراضي السوريّة على أساس أنّها تحاول اغتيال الرئيس السوري بشّار الأسد” وما بين فتوى القرضاوي بهدر دم بشّار الأسد أدمج معه “للتمويه” إهدار دم السيّد المالكي .. وما الربط بين هذا الهادر للدماء وبين إهداره لدم القذّافي وبين تسلّل “كلنتون” لليبيا بالتزامن مع تصفية القذّافي ! ..