اخلاقية الحرب حسن الخلق ولين الجانب والرحمة بالضعيف والتسامح مع الاسرى والرأفة بالنساء والاطفال والشفقة على الشيوخ وحسن المعاملة مع المغلوبين كل تلك الاخلاقيات جاء بها الدين وشدد عليها وطبقها و يكاد ان يكون قد تفرد بها وقد استطاعت ان تفعلها امة العرب فيما لم تستطع اي من الامم ان تفعلها فكأنها اسطورة من الاساطير او معجزة من المعاجز ذلك ان منظر الدم تثير الدم والعداء يؤجج الحقد والغضب ونشوة النصر تسحر الفاتحين وتوقعهم في شرك التشفي والانتقام ذلك هو تاريخ الدول قديمها وحديثها بل تاريخ الانسان حافل بسفك الدماء وقتل اخيه الانسان , وهنا يقف التاريخ اجلالا لقادتنا العرب الاوائل اذ انفردوا من بين عظماء الامم والحضارات الاخرى بالإنسانية والرحمة في اشد المعارك صراعا واحتداما وفي اصعب المواقف تشنجا واحتقانا ذلك ان دينهم لم يترك الحروب دون قيود او قانون او ضوابط تحد من دمائها وتقيد من اثارها فحرم قتل النساء والاطفال والشيوخ او السطوة على العباد او الغدر او الافساد في الارض او الحرق او الاجهاز على الجريح او التمثيل بالميت بل وصل الامر الى النهي حتى عن قطع الشجر او تحريك الحجر , ففي رواية ابي داوود كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا بعث جيوشه يقول لهم: (( لاَ تَقْتُلُوا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ )) وكانت وصيته للجيش المتجه إلى مؤتة: (( اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُـمَثِّلوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، أَوِ امْرَأَةً، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا، وَلا مُنْعَزِلاً بِصَوْمَعَةٍ وَلا تُغْرِقُنَّ نَخْلاً وَلا تَحْرِقُنَّهَا، وَلا تَعْقِرُوا بَهِيمَةً، وَلا شَجَرَةً تُثْمِرُ، وَلا تَهْدِمُوا بَيْعَةً… )) .ثم قال صلى الله عليه واله (( ولا تمثلوا ولو بالكلب العقور )) ولكن اليوم ما نراه وما نسمعه تكاد تشيب له الرؤوس من هول المجازر والجرائم التي ترتكب بحق الابرياء وباسم الدين والمذهب وتحت رداء وشرعة الفتوى التي ما انزل الله بها من سلطان فكانت الفتوى للجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية في النجف قد منحت المليشيات الشرعية والقوة والسطوة مما لم يمنحها قانون اخر لها فأصبحت فوق القانون وفوق الشبهات لأنها عصمت وحصّنت بالفتوى فلا يمكن مسائلتها او استجوابها او انتقادها .. فكانت النتائج المترتبة على فتوى الجهل والتعصب كارثية ومرعبة , ولكن السؤال المهم هو كيف انقلبت الامور وتغيرت الموازين وفقدت الاخلاق وقتلت الانسانية فكانت افعالها المشينة من قتل وسحل وحرق ونهب وهدم للبيوت وانتهاك الحرمات والاعتداء على الاعراض , كيف تداعت الاخلاقيات ؟؟ , والجواب هو ان الدين اليوم مختطف و مرتهن من قبل الفرس في ايران فانهم استنكفوا واستكبروا ان يسيروا تحت راية الاسلام العربي فقدموا انفسهم على انهم اهل الدين والمحامين عنه وبذلك
قاموا باختطافه وطفقوا يصّدرون ما يشاءون من اسلاميات جديدة – اذا صحت العبارة – ما انزل الله بها من سلطان ادعوا انها من الاسلام فيفصّلون ما تهواه انفسهم ويصدرون باسم الدين وباسم الإسلام ما ترغبه غرائزهم فهنا خرج الاسلام من روح العرب اهل النبل والكرم والمروءة وحملته النفوس المريضة والحاقدة والفاسدة من الامم الاخرى , هذه هي الحقيقة الدامغة والجلية التي لم تستطع ان تنجح في اول اختبار لها في معركة تكريت وقبلها في كربلاء ومن هنا كان رأي المرجعية العراقية العربية واضحا ونابعا من صميم وروح الاسلام المحمدي العربي صاحب العدل والانصاف والمحبة والوئام والرحمة يقول سماحته في الاستفتاء المقدم الى سماحته والموسوم (تكريت وايران هزيمة او هزيمتان ) .. وفي الفقرة ثانيا منه (( ثانيا : انتكاسة أخلاقية : في تكريت تجسد الانحطاط والقبح وسوء الاخلاق ، فالفضيحة والعار والخزي في الدنيا والآخرة ، وقد قلنا ونقول ونكرر ان ما وقع علينا في مجزرة كربلاء من قرامطة العصر احفاد واتباع ابن سبأ يمثل صورة مصغرة لكل ما حصل ويحصل في العراق من جرائم على ايدي قرامطة الاجرام ، فما وقع في كربلاء و تكريت من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسلب ونهب وتهديم وتجريف وانتهاك وظلم وقبح وفساد وافساد هو نفسه وقع ويقع في كل مكان تدخله مليشيا القتل وسفك الدماء.
ثالثا : فتاوى القتل والسلب والنهب : تكريت الشاهد الحي على النتائج والآثار الكارثية المهلكة المترتبة على فتاوى الجهل والتعصب ، ففي تكريت السقوط الأكبر والخزي الافحش قد أصاب فتاوى التقاتل وسفك الدماء وفتاوى الدعم الذاتي للمليشيات في السلب والنهب وسرقة المتاجر والبيوت والمساجد وكل الأموال والممتلكات …فليتحمل أصحاب الفتاوى وِزرَ ذلك كلِّه في الدنيا والاخرة )) واضاف سماحته في الفقرة خامسا …
( خامسا : ما وقع في تكريت حرام حرام حرام …انها الهمجية وشريعة الغاب……….فأين انتم يا مدعي ومنتحلي التشيع من كتاب الله العزيز وشرع نبيه الكريم عليه وعلى اله الصلاة والتسليم …أين انتم يامن شوّهتم الدين وصرتم شيناً على الرسول الأمين وآله الطاهرين واصحابه المنتجبين عليهم الصلاة والتسليم …أين انتم من منهج امير المؤمنين علي عليه السلام وسيرته واخلاقه ووصيته وأوامِرِه حيث قال ( عليه السلام ) : {{ لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم فإنكم بحمد الله على حُجّة ، وكفُّكم (وتركُكُم)عنهم حتى يبدأوكم حجة أخرى ، وإذا قاتلتموهم فلا تُجهِزوا على جريح ، فإذا هزمتموهم فلا تتّبعوا مُدبِرا ولا تكشفوا عورة ولا تمثّلوا بقتيل ، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تَهْتِكوا سِتْرًا ، وَلا تَدْخُلوا دَارًا ، ولا تأخُذوا من أموالهم شيئاً ، وَلا تُهَيِّجوا امْرَأَةً بِأَذًى ، وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ ، وَسَفَّهْنَ(سببْنَ)
أُمَرَاءَكُمْ وَصُلَحَاءَكُمْ ، فَإِنَّهُنَّ ضِعَافٌ القوى والأنفس والعقول . وَلَقَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ ، وَإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُكَافِئَ الْمَرْأَةَ وَيَتَنَاوَلَهَا بِالضَّرْبِ ، فَيُعَيَّرَ بِهَا وعَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ )) .. -http://alhasany.com/vb/showthread.php?p=1048950872#post1048950872