مع قرب الانتخابات النيابية، وانتهاء فترة التحالفات، واتمام القوائم بوضعها الاخير، تبرز للسطح عدة قضايا تؤثر سلبا او ايجابا على طبيعة ما سيحصل بعد ان تضع الانتخابات اوزارها وتعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اسماء الفائزين في انتخابات 2018.
عند ذاك سيكون المؤشر الاهم الذي ساهم فيه المواطن بشكل مباشر، في صعود ذات الاشخاص ومشاريعهم، او عبر ثلة جديدة عازمة على ان تكون خير ممثل لجمهورها لا تخونه بعد ان صوت لها.
جملة التحديات التي واجهت التحالفات كانت متعلقة بالايدلوجيا لهذا الحزب او ذاك، والمشروع الذي سيعمل عليه، ونسبة ما يمكن تغييره من وجوه حالية، بالاضافة الى ابعاد المجرب الذي اثبت فشله في المرحلة السابقة وفق قاعدة المجرب لا يجرب.
النظرة الاولية للتحالفات تجعلنا نسلم انها لم تأت بجديد في محافظات الوسط والجنوب ومن كلا المذهبين السني والشيعي، لكنها كانت اوسع فكرا في نينوى والانبار، حيث كان المرشح مختارا بدقة خشية ان تتكرر نفس الوجوه بمسمى آخر.
التسلسل لا يعني الفوز..
ان تكون على رأس قائمة انتخابية فلا يعني البتة فوزك بمعقد نيابي، خصوصا ان القانون الجديد الغى بصورة او بأخرى حظوظ القوائم الصغيرة وبالتالي الغى فرصة ما يمتلك رصيدا في محافظته، ومستعد ان يدخل معركة من اجل ان يكون الاول، ويحظى بالتأشير على القائمة لتمنحه اصواتا لن ولم تؤهله لدخول مجلس النواب، لان المواطن اصبح بمستوى من الوعي حين يؤشر على القائمة ويتبعها بالمرشح، فابن الموصل الاصيل ايا كان تسلسله سيأتي بالنتيجة، مع أهمية ان يكون في رأس القائمة شخصية معروفة لا جدال حولها تمثل ابناء المدينة ولها علاقات متميزة عربيا واقليميا.
التصفيات الاولية..
ما يتم حسمه قبل الشروع بالعمل يسهم الى حد كبير في رسم ملامح ما سيكون مستقبلا، فالتناغم الحاصل بين المرشحين، ومعرفة كل منهم حقه ومستحقه، وتركيبة القائمة وشخوصها، مؤشر مهم لمعرفة المتوقع والتحديات المقبلة.
على أن (تساقط) بعض المرشحين وبحثهم في التفاصيل الدقيقة يفيد الى حد كبير القائمة، التي ستقوى بدونهم قبل خوض المعركة، اذ لا بد من التمحيص والتدقيق قبل الاقدام على اي مشروع فكيف بالانتخابات.
الموضوع الاهم خوض غمار الانتخابات بقائمة متماسكة لا تبحث عن تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع، ولعلهم يكشفون بعض الحقيقة وهم يناقشون حقوقهم بداية، ليكون التحالف قويا بدونهم.
التنوع والحظوظ..
لا شك أن القوائم تحرص على ان يكون مرشحوها ممثلين لكل فئات المجتمع، ففيهم المهندس والاستاذ والمفكر والقانوني والاقتصادي وحتى شرائح العاملين الكادحين ممن لا يمتلك شهادة البكالوريوس، وهذا سيعطي قوة للقائمة وقبولها في البيئة التي تعمل بها.
على أن من مثل نفسه او بعض عشيرته في الانتخابات السابقة يمكن ان يقدم بعض التنازلات لاجل ان يكون غيره حاضرا في المشهد، فيكون داعما له، ومتنازلا في الوقت ذاته عن حظوظه النفسية التي تجعله يعيش لذة الكرسي لاربع سنوات قادمة.
الاعلام وشخصيتي أولا..
ليس بالضرورة ان اكون اولا في كل شئ، فرحم الله من عرف قدر نفسه فأخرها تسلسلاً، واعطى فرصة لغيره، وهنا يؤثر الاعلام في ان يركب المرشح رأسه ليقول اني فلان ابن فلان من العشيرة الفلانية، كيف يكون تسلسلي ثانيا او ثالثا او رابعا، ويظهر وقتها المرشح الوحيد للعشيرة في حين ان آخرين يعتبرون انفسهم اولا، ولا يعدونه شيئا، لكن ظهوره عبر الفضائيات بمشاهد معدودة ساهمت بشكل كبير في تكوين (صدام) صغير يعيش في جنباته، مفرغا كل شحناته السلبية في الاختبار الاول الذي على ما يبدو انه الاهم في الموضوع ككل.
المال السياسي له حوبة..
لا حديث يعلو في اروقة السياسة العراقية على مكافحة الفساد وحرب المفسدين، الذين يعلنون انفسهم من جديد كمرشحين هذه المرة عبر دفع بعض المبالغ لحصولهم على تسلسل متقدم في القائمة او الاول.
وهؤلاء ان انكشفوا الان فهو خير، ليعرف الناخب حين يتوجه للصندوق من الشخصية التي سيصوت لها، وباعتقادي ان شخصية انبارية تتنازع مع ابناء عشيرتها لاجل ذلك لا مصلحة لبقائه في مشروع له آمال وتطلعات، كما أن الساحة في ديالى حبلى بالهموم والغموم فلا يعقل ان نناقش التسلسل بالمال لان المشروع اولا.
امتحان جديد نجح فيه ممن نجح وأخفق آخرون والناخب المواطن اصبح بمستوى من الوعي ليميز بين المرشح الذي قلبه على محافظته من ذلك الآخر الذي مصلحته دائما اولا.