*تكريم عبوب استهزاء بمشاعر العراقيين ، وكارثة الغرق تقيل حكومات لوكنتم تستحون.
*البحرين لم يغرقها المطر بل أغرقتها الطائفية البغيضة التي تدافعون عنها وتتخذونها منهجا.
تعرضت معظم أقطارنا العربية الشقيقة ومثلها العراق الى موجة الأمطار الأخيرة ، وحصريا تعرضت دول الخليج العربي ومن ضمنها العراق الى تداعيات هذه الموجة الماطرة وماخلفته من تبعات غرقت بضوءها مدن عدة والحق يقال ليس بغداد وحدها أو مدننا الجنوبية الحبيبة، فقد شهدت الكويت ومثلها دبي والرياض فياضانات كان من المفترض أن لاتحدث ، والمفترض أيضا أن تكون هناك حسابات لمثل تلك الظواهر الجوية والتحسب لعلاج نتائجها دون أن نكلف المواطن هم البحث عن حلول ، كون أن الحكومات وجدت لتضع الحلول لا أن يقول مسؤوليها ( أن صخرة وضعت من قبل الخصوم السياسيين) لتسد مجاري المياه وتغرق بغداد، فمابال المدن الأخرى ووكثرة من غرقوا.
مثل تلك الأزمات التي لاتحدث إلا في بلداننا تتطلب حلولا جذرية وخطط مدروسة للعلاج، وقبلها لابد من قرار مسؤول يحاسب المقصر ويوقفه عند حده ، فالموضوع لايتعلق بشخص أو فئة ، بل حياة شعب وسمعة وطن، غرقنا نعم وللسنة الثانية على التوالي، وهي حالة لن نشهدها ايام حكم الديكتاتورية كما تزعمون ولم يمر العراق بمثل تبعاتها إلا في عهد نوري المالكي ، والسؤال لماذا، وليس أبسط من جوابه طبعا، ( من أمن العقوبة أساء الأدب)، وهذا تصرف لايمت للأدب بشيء، وعدم تسليط العقاب على المقصر إساءة أدب أيضا واستهزاء بمشاعر العراقيين طبعا، وازدراء حياتهم والتلذذ بتعذيبهم ، كما تعمل القوات الأمنية التي تهاجم أوكار القاعدة لتجفيف منابعها في (الأحياء السكنية وفي بيوت المواطنين في الغربية) وتتطاول على ساكنيها من العراقيين وتتلفظ بكلمالت نابية جارحة حاقدة ، ثم تعتقل النساء والأطفال بمشهد يخجل منه حتى الصهيوني الذي لايراعي لله حرمة بخلقه.
أزمة الأمطار والفيضانات التي خلفتها ، والدمار الذي لحق أهلنا وقض مضاجعهم ودمر ممتلكاتهم عدى دون عقاب ، بل واجهه السيد رئيس الوزراء بأستهتار واضح بمشاعر العراقيين حين كرم ( حجي بغداد) أو ( حجي عبوبوب) بتعينه أمينا للعاصمة بالوكالة، والرجل حسب ما ظهر من تبعات المأساة التي طالت عاصمتنا الحبيبة والأخبار التي تناقلتها الفضائيات والصحف تظهر مسؤوليته المباشرة عما جرى ، كما تظهر إهماله الواضح والصريح بأداء واجبه ، ولن نظلمه أو نتجنى عليه فليس هو وحده من يطاله كلامنا دون الأخرين ، بل نرمي بالائمة على شخص رئيس الوزراء أولا ، والرجل معروف بفشله وعدم قدرته على إدارة مكتب عقارات وليس دولة، ثم وزارة البلديات وكوادر الأمانة ، ومحافظة بغداد، ووزارة التخطيط ، ثم المالية ، ومن بعد هؤلاء طبعا يأتي القضاء، وقبل ذلك كله البرلمان بكل من فيه، وعلى راسهم لجنة الخدمات، وعلى ذكر هذه اللجنة طبعا لانعفي السيد صالح المطلك من المسؤولية الكبرى بصفته نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات.
هذه الكارثة التي حدثت في العراق تقال فيها حكومات وتتغيير سياسات ، لو كان الشعب فعلا يعي حقوقه ، ثم لو كنا نملك برلمانا حقيقيا يعمل على خدمة ناخبيه كما يدعون ، لا أن يكون نقمة بفشله وسوء إدارته وبحثه عن إمتيازات لايستحقها وليس من حقه بكل تأكيد، ( من أمن العقوبة اساء الأدب)، والظاهر ان هذا الشعار قد اتخذته الحكومة وبرلمانها منهجاً يتبعونه للإضرار بمصالح الشعب، وإلا بربكم منذ عهد الإحتلال الذي جاء لنا بالسادة المسؤولين تحت ابطه وحتى الساعة ما الذي قدموه لنا كشعب يخدم حياتنا ويساوينا بما تمتاز به الشعوب الأخرى من كرامة واحترام ، أنا اشهد انهم ابطال في التصريحات والكلام المنمق الذي ينساب من فم السيد رئيس الوزراء الذي يضمنه تصريحاته حتى أنا الذي أكن له كل الود والمحبة قد خدعت والله ولأكثر من مرة بماسمعته من الرجل، وتصورت أن مايقوله لايحتمل التكذيب ، فخصومه السياسيين لايريدون له النجاح ، وأن هناك مؤامرة تحاك ضد الرجل كي يبعد من منصبه ولايتركون هؤلاء المدسوسين للرجل فرصة ليقدم حلولا تخرج الشعب والوطن من هذا الواقع المزري الذي أوصلنا اليه نوري المالكي بتفكيره البدائي ونزعته العدوانية الشيطانية وإداعائته الفارغة، إلا أني صحوة من غفوتي وتنبهت ، وعدت الى رشدي الذي غيبه كلام المالكي على حقيقة واحدة فقط لا غير، وهذه تنص على أن من يكابر على الخطأ أحمق وليئيم وهذه لاتبعد عن صفات السيد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والداخلية ومدير الإستخبارات والمخابرات ومستشار الامن الوطني و(أبي البطل حمودي )،هذه الحقيقة مفادها أن الإنسان العاقل وإن كان مخلصا مثل نوري المالكي ( وهذه أكتبها نعم لكني استبعدها) حين يجد نفسه محاطاً بالخصوم ، وهؤلاء لايتركون له فرصة العمل طيلة ثمان سنين، لايجد من بد من أن يفضح هؤلاء الذين يريدون شرا بالعراق وأهله ويتربصون به الدوائر ، وأن يعلن استقالته منذ الخيط الأول لفجر ولايته الأولى ، لا أن يكلف الناس فوق طاقتهم وقدرتهم ويحملهم سوء إدارته والفساد الذي استشرى بعده وهو الذي يحميه ، ويتأمر مع المليشيات لقتله، هذا إن تجاهلنا تأمره مع الخارج ( إيران) مثلا ثم أمريكا ، والشعب يخوض في الأوحال دون مبالاة لا بل أكثر تكلف زيارته لواشنطن مبلغا يفوق التصور ( 10 مليون دولار ، حسب الجلبي ) والناس يأكلها الفقر والمرض والجوع، وهذه خيانة.
أسوق حادثة مماثلة جاءت بالسياق ، قلنا أن الأمطار أغرقت الجميع لكن هل تجد نقطة منها اليوم في شوارع الإمارات، ودبي خاصة ، هل تجد أن أحدا قد غرق في الكويت التي تعيش ومنذ سنوات على قوت العراقيين وأموالهم وتطالب ب 9 مليارات أيضا نتيجة حالة هم خلقوها وأعتدوا ولازالوا معتدين، هل تجد أن لا حلول في الرياض السعودية، هل عانت عمان مثلنا وهي التي أتي عليها ( تسونامي) ، هل غرقت البحرين إلا بطوفان الطائفية التي زرعتها إيران هناك في البحرين الحبيبة لتشتت أهلها الغارقين بالطيبة كما العراقيين ، ويدافع عن نهج الطائفية هناك في البحرين ( الجعفري ، والجلبي، وحكومة نوري المالكي)، الطامة الكبرى أن تكونوا نسيتم تصريحاتهم في البرلمان والمطالبة بمساعدة شعب البحرين ب5 ملايين دولار، ونحن نعيش في أزبال الواقع والتاريخ.
ما أريد ذكره من حادثة تتعلق بالعنوان ( القرار المسؤول) وقعت في إمارة دبي ، أفتتح مطار مكتوم الدولي مؤخرا ، واقيم فيه معرضا للطيران العالمي شاركت فيه كبريات تلك الشركات التي تختص بمجال الطيران، ووصل للختام فجاءت العاصفة وأغرقت الدنيا فأغلق المعرض، وتسرب الماء من سقوف بناية المطار، لم يخرج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات ورئيس وزراءها وحاكم دبي ليعلن أن هناك مؤامرة جراء هذه الحادثة ولم يتهم احدا بوضع صخرة تسد مجاري المياه ، ولم يتحجج بأعذار واهية لاتخدم ولاتقدم حلا، بل ذهب بأتجاه محاسبة المقصر فورا ، فأعفى وطرد وأحال من بيدهم الأمر الى القضاء ليتحقق من الأمر، ولينال المقصر جزاءه العادل بالقانون لا بالمليشيات كي يخرس اصوات الأخرين ويتفرد بالقرار، أنها موعظة ودرس ، مليارات الدولارات ، حق الشعب أهدرتموها وليس هناك من رادع، حتى غرق العراق بالفساد قبل المطر ولازال هناك من يتبجح ويقول نطالب من الحكومة ، أي مطالب تريدون أن تتحقق ، وعن أي حكومة تتكلمون، بالأمس البطاط أهان المالكي وداخليته وحكومته وعمليته السياسية علناً على الفضائيات ، وأنتم لازلتم تقولون حكومة، أي حكومة يطرد رئيس وزراءها علنا، ويهينها شرذمة مثل البطاط ، ويغرق شعبها بالدم قبل المطر ، ولازال نوري المالكي يكابر، ولازال يطالب بولاية ثالثة كما يزعم ، على ماذا ، على خراب البصرة، بل على خراب العراق.
رحم الله المتنبي حين قال : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم
ولانريد الإطالة ، فهؤلاء ليسوا أهل عزم ولاكرامة ، دون إستثناء وليس المالكي وحده، فما ترتجون بعد ذلك، أقول أخيرا الفرصة مواتية الأن ، وقد سبق وأن قلناها في الانتخابات السابقة ، أرادوها ديمقراطية انتخابات فقط ، حققوها انتم بأفعالكم وأسحبوا البساط من تحت أرجلهم ، أنتخبوا الشريف ، لابد أن يكون هناك شريف يتقدم للإنتخابات بهذه الدورة، محصوا وأبحثوا ، ولاتنتخبوا من هؤلاء الشراذم احدا ، رغم أني أرفض عملية الانتخابات كاملة في مثل هذه الظروف ولن اشارك فيها، لكن هذا رأيي ولا أجبر على إتباعه، فكروا بمستقبل أبنائكم ، فكروا بمستقبل العراق وأهله دون تحزب أو طائفية ، وتذكروا الدين لله والوطن للجميع ، وليس من حق أحد أن يمنع أخر من توجهاته وطقوسه ومناهجه في الحياة وأعتقاداته، فلا البعثيين قادرين بمنع أحد ، ولا الطائفة الفلانية قادرة على محو الطوائف الأخرى ، ولا القاعدة كما يزعمون بقادرة على فرض ماتريد، ولاحتى إيران أو أمريكا أو السعودية التي يتهمونها دون دليل بقادرة على فرض إرادتها على العراقيين، إرادتنا هي الحل ، والخلاص من هؤلاء هو المطلب.