من المنتطر أن يعلن الرنيس الامريكي دونالد ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس .
ويأتي ذلك في اطار الاستراتيجية الامريكية الرامية الى فرض واقع التسوية طبقاً للرؤية الامريكية بشكلها وصيغتها النهائية كما جاء في صفقة القرن التي أعلن عنها ، لحسم أهم قضايا الحل النهائي في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني . وهذه الصفقة بخطوطها العريضة تستهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني ووأد حق العودة .
ان اعلان ترامب عن القدس عاصمة لاسرائيل مسألة خطيرة ، لها أبعادها وتداعياتها الكبرى ، التي ستنجلي وتتضح خلال الفترة القادمة .
وهذه الخطوة من قبل الرئيس الامريكي تؤكد انحياز تام للدولة العبرية ، وتشكل ضربة قاسمة في صميم الرجعية العربية وأنظمة العار العربية التي تدور في الفلك الامريكي وتتساوق مع مشاريعها ومخططاتها التفتيتية .
ولا شك اننا أمام حل ديني توراتي للصراع الطويل ، لا يمت باي صلة للحل السياسي ، والأخطر اننا نقف أمام رئيس أمريكي غبي ، وادارة امريكية ينتمون للتيار الديني المتطرف المتحالف والمتناغم والمتساوق مع الصهيونية العالمية الذي يسيطر على تلابيب السياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط .
الاعلان الامريكي الليلة سيحول القدس وساحات الاقصى والأرض الفلسطينية الى ساحات غضب شعبي عارم وجارف تحت اقدام الاحتلال والمحتلين ، وهو بمثابة قنبلة من العيار الثقيل يفجرها ترامب الرجل المريض ، والهدف واضح كالشمس تهويد القدس ومحيطها ، حتى أبو ديس التي تقترحها السعودية عاصمة للوطن الفلسطيني ، في اطار التسوية السياسية .
ان الرد على ترامب والادارة الامريكية هو بمقاطعة امريكا ، وفك الرباط ” المقدس ” معها ، وتجنيد الرأي العالمي ، وتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي للتصدي الفاعل لخطوة ترامب الغبية ، التي بدورها تشعل المنطقة وتلهب الشعب وتؤلب الجماهير ، وتكرس الاحتلال ، لفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني ، ومصادرة حقوقه الشرعية الفلسطينية ، وتنفيذ المشروع الصهيوني ، الذي يتعدى حدود فلسطين التاريخية ، ومن شأن هذا الاعتراف ونقل السفارة الى القدس ، أن يدفع حكومة الاحتلال الى هدم المسجد الأقصى ، وبناء الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاضه .