23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

القرارات الثورية والمحاصصة السياسية

القرارات الثورية والمحاصصة السياسية

القرار الثوري  مصطلح مشتق من كلمة  الثورة , والثورة كما تُعّرفَها الويكيبيدياء هي الخروج على الوضع الراهن وتغييره سواء إلى وضع أفضل أو أسوء , ولأننا والحمد لله ليس بجعبة سياسينا ما هو أسوء من الحالي فإننا ننتظر من السماء ما هو الأحسن .
منذ تسلم العبادي رئاسة الوزراء والنفوس تشرأب نحو التغيير الذي طال إنتظاره بدورتين إنتخابيتين كان على رأسها المالكي , ومع العبادي  جزء من منظومة الماضي وما تحمل من تجريح وتعذيب للمواطن العراقي إبتدا من محتويات البطاقة التمونية إلى شحة الوقود في  محطات البنزين إلى التاكسي , ناهيك عن الأمن وسلامة الناس وتهجيرهم  وقتل المليشيات على الهوية , إلا أن الكثير من  المواطنين عقدوا الآمال عليه  , بل تعدى آمال الفرد العراقي إلى آمال الدول ذات الشأن في العراق , ودائما أتسأل مع نفسي بسذاجة : إذا أنتم من وليتموهم أمورنا ووجدتموهم ليس بالمستوى
 المطلوب من الحد الأدنى لماذا لم تعبسوا بوجوههم مثلما شرعتم سيوفكم بوجوهنا عام 2003 وتركتمونا ضحية بين يدي جزارين لا يعرفون للرحمة لونا حتى باهتا ؟!.
نحن من كثرة الألم  وإسوداد دنيانا فرحنا بالرجل علَّ فيه خيرا ولكن هل ممكن أن يكون الخير على شكل قرارات ثورية ينتزعها من جملة المحيطين به ؟. لا أتصور ذلك لأن المحاصصة نظام إقطاعي إستمد جذوره من مخلفات القرون الوسطى وكما كان الإقطاع يفرض حدوده وسلطته على الأرض التي بحوزته فإن المحاصصة هي الأخرى لا تسمح بالتجاوز على إقطاعياتها بل هي تريد التغيير لصالح الزيادة وليس لصالح التقليل  . تصور حتى حزب الرجل حزب الدعوة ودولة القانون يريد منه المزيد إبتدا من منصب نائب رئيس الجمهورية لأمينه العام إلى التزاحم على الوزارات سيادية أوغير سيادية
 .لا بل يريد منه عدم الذهاب بعيدا عن المكون الذي بناه خلال سنواته الثمان , ولهذا سرعان ما يدب الخلاف بين الرجلين  بمجرد أن يقول تركة الماضي الثقيلة ,لأن المالكي كان يرى تجربته إنها تجاوزت الدول عبقرية وجودة , أليس هو من قال  في مؤتمر القمة الذي عقد ببغداد لقد بنينا تجربة نموذجية وأدعوكم الإستفادة منها .
 ولأن ضوء الشمس لا يحجبه الغربال كما يقال أشعر أن العبادي يعرف حجم السوء الذي لحق بالمواطنين وأشعر أنه مثلنا جميعا يحب التغيير بل يطمح إلى إصدار قرا رات ثورية غير أن حجم التكبيل المحيط بإرادته لا يسمح له قيد أنملة ترى ما هو الحل أنظل مكبلين بقيد المحاصصة وإرادة الآخرين يلعبون بنا كما يشاؤون أم نغمض عيوننا لأربع سنوات أخرى ونظل نحلم بالحرية كما نحلم بالأمان ؟.
إذا كان العبادي يريد لنفسه ان يظل محترما ومحبوبا عليه أن لا يُضَّيع بهجة الأخرين به وعليه أن يكسر طوق التحزب الضيق ويذهب بالبلد إلى حدود إحترام حرية الناس , وأن لا يستمع لإراء حزبه وقياديه فهؤلاء  بحكم تواصلهم مع المالكي لا يودون نجاحه  , أنهم يفكرون في كيفية تقويض طموحاته , مع إن نجاحه يحسب لهم لو فكروا بنظرة سليمة , وهو الذي عاش في بريطانيا وعرف عن قرب كيفية تعامل الدولة مع مواطنيها , وعليه أن يحترم مؤهله العلمي . إن كسر الطوق يحتاج لإرادة ولا أتصور الرجل تعوزه تلك  الإرادة  .