اذا أردت أن تعرف ما في عقول العلماء فطالع كتبهم ، بهذه الكلمة ابدا الكلام معكم أحبتي حول أهمية القراءة في جميع الجوانب ، فصقل شخصية الانسان تبدأ من القراءة ، ولو أردنا أن نعرف أهمية القراءة فلنعود الى إرشادات المفكرين و العلماء فأغلبهم يحثون على القراءة وعلى رأس هؤلاء نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) . فالتاريخ يحدثنا بأنه كان يجعل شرط إطلاق سراح الأسير الذي يقع في ايدي الجيش الاسلامي ان يعلّم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة وفي هذا العمل جنبتان : واحدة إنسانية وهي إطلاق سراح الأسير والأخرى تنموية وهي في تعليم عشرة من الأميين ومنحهم بصر القراءة .
كيف لا والشريعة التي جاء بها نبي الإسلام تحدثت وفي أكثر من موضع عن القراءة قال تعالى;(اقرأ باسم ربك الذي خلق… هذا الأمر بالقراءة يحكي أهميتها في مسيرة الأمة التكاملية وقال تعالى: (ورتل القران ترتيلا) ، والترتيل أحد معانيه القراءة المتأنية مع التبيين ، وهو نوع من القراءة السمعية للمتلقي . وقال تبارك وتعالى:(وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) ، والإنصات هو الإستماع مع الإنتباه والتوجه التام للقارى وما يتلو . هذه الآيات المرشدة تدل على أهمية القراءة . والقراءة تُعد مقدمة للعلم فلا يمكن تحصيل العلم بدون قراءة ومطالعة ، أقصد القراءة بكل أشكلالها وأساليبها .
ونظرًا لهذه الأهمية أطلق مكتب سماحة المحقق السيد الاستاذ حملة توعية في أهمية القراءة تهدف هذه الحملة الى جعل الكتاب حاضرًاً بين الأمة، فبالعلم تنهض الأمم وتتكامل في كل الجوانب ، وبالجهل تتسافل وتسقط وتضيع . خصوصا إننا نعيش في بلد يفتخر أهله بأنهم أول من خط بالقلم ومن أمة اقرأ . فلننهض بهذا المشروع وكل مشروع مشابه يهدف الى رفع مستوى الوعي وتحصين الفرد والمجتمع من هزات الفكر المنحرف الذي يقصد المواقع التي ينخفض فيها مستوى الوعي . يقول باحث ومحقق معاصر ;الواجب علينا شرعًا وأخلاقًا تمرين أنفسنا ومجاهدتها للحصول على التكامل الفكري والحصانة الفكرية والتي من خلالها يكون الاستغلال الصحيح والأمثل للعقل والفكر فنميز بين الأطروحة والدعوة العلمية الصادقة وبين الأطروحة المخادعة الكاذبة .