26 نوفمبر، 2024 10:16 ص
Search
Close this search box.

القرأن سعودي!!!

القرأن سعودي!!!

بينما كنت متوجها اليوم لعملي واثناء ركوبي سيارة (الكيه) في منطقة باب المعظم نستمع للقران الكريم فاذا باحد الركاب يطلب من السائق ان يطفأ الراديو لان القران سعودي !!! في اشارة الى من يقرأه (اجهل من هو) سكت الرجل بعد ان (رزله) كل من كان في السيارة ،عدت الى عقلي الباطن فتذكرت امورا مهمة وهي وفقا لقوانين الجنسية في القانون الدولي الحديث فان الرسول محمد صلى الله عليه واله (سعودي) بناءا على هذا المعيار وليس هذا فحسب بل ان أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وزوجته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هما من مواطني الحجاز )السعودية حاليا) وينطبق الامر على الامامين الحسن المجبتى والحسين الشهيد )عليهما السلام) وكل الهاشميين والعلويين بل ان الاسلام نفسه ولد في السعودية .ان العداء المزمن بيننا وبين السعودية انما ينحصر بنظامهم الطائفي فقط (الذي ماانفك يتأمر على العراق سابقا وحديثا) اما اذا ماامتد العداء ليشمل كل شي حتى القران فلنتخلى اذن عن الاسلام والرسول وال بيته )ع) لان كل هؤلاء السعوديون ولنتخذ دينا اخر ماانزل الله به من سلطان . ان القران هو كلام الله وهو من وصفه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بانه (نورا لاتطفأ مصابيحه وسراجا لايخبو توقده وبحرا لايدرك قعره ومنهاجا لايضل نهجه وشعاعا لايظلم ضوءه وفرقانا لايخمد برهانه …وحكما لمن قضى) وبعد ان راودتني هذه الافكار فكرت بانه اذا كان البكاء على الامام الحسين عليه السلام سنة فان البكاء على العراق هو واجب ، العراق بلد الحضارات وارض الانبياء والاولياء ومنبع العلوم ونهر الادب والفنون وصل الى اعلى مستويات الانحطاط الفكري وهيمن الجهل فيه على اوساط المجتمع بشكل بات يتعذر معه لهذا البلد ان يخطو خطوة واحدة الى الامام .ان العراق بحاجة لعملية اصلاح شامل تشمل كافة مناحي الحياة قد يعتبرها البعض نوعا من الترف في ظل الوضع الراهن لكن الحقيقة تقول بانه لولا وضعنا الحالي الذي يشوبه الفساد والفشل والجهل والطائفية لما وصلنا الى مانحن عليه اليوم وان استعادتنا للعراق وخروجه من عنق الزجاجة يتطلب القيام بهذه العملية ، ان اصلاح المجتمع يقع ضمن منظومة الاصلاح وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي والاصلاح الديني وبينما يقع عب الاصلاح الاكبر على الدولة ومؤسساتها في الشقين السياسي والاقتصادي فان الاصلاح الاجتماعي والديني تكون الريادة فيه لرجال الدين وعلماء الامة مع اسهام من الدولة والمفكرين والاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني وجوهر الاصلاح هو تقبل النقد البناء وتفاعل معه لتصحيح المسار وليس تخوين صاحبه كما يحصل الان والقران الكريم هو اول من دعى للاصلاح الاجتماعي بتنظيمه لاوضاع الرجل والمراة ووضع التشريعات المناسبة لبناء الاسرة وترسيخ مبادى التكافل الاجتماعي والاخوة والتعاول والعدل والتقوى والحب والايثار والوفاء بالعهد والامانة والصدق …الخ كما لاننسى ثورة الامام الحسين (ع) التي كانت اورع الامثلة في الاصلاح السياسي . وفي الحالة العراقية فان كل هذه الحديث معدوم فبينما تعج مؤسسات الدولة بالفساد والفاسدين ممايجعل قيامها بدورها الاصلاحي مستحيل ويؤثر رجال الدين الجانب السياسي على الديني والاخلاقي فيكونون سبب للفرقة اكثر مما هو للوحدة وينعدم دور منظمات المجتمع المدني في دراسة مشاكل المجتمع وبالتالي ايجاد حلول الها ووسط هجرة المفكرين وتسيس الاعلام والاعلاميين يصبح الحديث عن اصلاح حقيقي هو للدعاية الانتخابية فقط .ان حادثة بسيطة كهذه اوجدت لدي قناعة تامة باننا بحاجة لعدة امور اساسية منها نظام سياسي جديد يقوم على الحرية والمواطنة والعدل يزيل كل افرازات الاحتلال وكذلك اعادة توجيه مسار الخطاب الديني لينصب على اعادة غرس القيم والمبادئ العليا في نفوس الناس وتقديم صورة مشرقة للاسلام وازالة المفاهيم الطائفية كما ينبغي اعادة النظر في منظمات المجتمع المدني الموجودة بشكل يجعلها فاعلة اكثر في المجتمع عبر تشخيص المشاكل الاجتماعية القائمة وتقديم الحلول المناسبة لها دون ان ننسى اعلام وطني مهني هادف يعمل على نشر الثقافة الوطنية والدينية الوسطية ومحاربة كل اشكال الطائفية والعنصرية باختصار العراق بحاجة لدولة مدنية حديثة (دولة مؤسسات) لانقاذ العراق من هذا الظلام الذي غرق فيه .

أحدث المقالات