22 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

القرآن وحقوق المرأة

القرآن وحقوق المرأة

(( أن الله تعالى عزل وجل خلق حواء أو زوجة آدم عليه السلام من نفسه وجسده وجنسه حيث تعتبر قمة الهرم الخلق الإنساني لأنه سبحانه وتعالى أنهى خلقه البشري كما أرادها الله تعالى أن تكون . ومن كرامته الثانية لهذا المخلوق ( المرأة ) هو عدم مشاركتها في الذنب الذي أقترفه آدم عليه السلام زوجها وعصيانه لله تعالى فكانت التوبة خاصة به وتنزهت هي عن الذنب كما قال الله تعالى ( … فتاب الله عليه … ) أي على آدم وحده وليس عليهما فكان لها الشرف الأول في التطهير ورجاحة العقل كما جعل لها خصوصية العيش والتواصل مع عائلتها من خلال تنظيم أسري حدده لها بموازين وضوابط ألاهية لخدمتها وخدمة البيت وتقسيم أوقات عملها وأوقات الراحة النفسية والزوجية والتربوية وشؤون العائلة كما جاء في سورة النور في الآيات المباركات ( 31+ 32+33+58) وتعتبر سورة النور مفروضة على المرأة بالكامل بحسب ما جاءت به من تعاليم تخص تركيبة الأسرة وحياة المرأة . وكما أعطاه الله تعالى القوامة على البيت كما للرجل عندما تكون لها الأفضلية في إدارة شئونه المادية عند عجز الطرف الآخر من القوامة عندما تكون مؤهلة له حين انتفاء شرط التفضيل البدني والخصائص التي يمتلكها الرجل كما في سورة النساء الآية ( 34 ) ومن رحمته سبحانه وتعالى عندما كرمها وعززها في بيتها وأبقى النفقة عليها من قبل الزوج بعد الطلاق وأثناء العدة الزوجية الشرعية لفسح المجال أمام مشاعرها وحفاظا على النسيج الأسري من الانهيار كخط رجوع إلى حياتهما الزوجية والامتثال إلى العقل ورجاحته بعيدا عن التصعيد والتعقيد بين العلاقة الزوجية كما جاء في سورة الطلاق الآية ( 1+2+6) . لقد أعطى الإسلام والمتمثل بالقرآن الكريم وهو دستور البشرية حقوقا للمرأة لبناء الأسرة وتنظيم أدارتها وتربية وإدارة النسيج العائلي ونظم العلاقات الاجتماعية خارج مملكة الأسرة على العكس من الغرب حيث أبتذلها وأبتزها جسديا وفكريا وجردها من أنوثتها وكيانها الإنساني والتربوي والاجتماعي حيث حولها إلى دمية يتلاعب بها وبمشاعرها وتتلاقفها الأيادي التي تسيء إلى كرامتها وحول المرأة إلى رجل في تصرفاتها ومظهرها وعلاقاتها الغير مشروعة في مجتمعها وبخصائص أنثوية فسيولوجية وعلى العكس من ذلك حول الرجل إلى أنثى بتصرفاته وشخصيته ومظهره .
أما ما تناوله القرآن وآياته المباركات من حقوق للمرأة فهي كثيرة ولنجمل منها سريعا ونتناول البعض منها على أساس أن القرآن يفسر بعضه بعضا وعلى أساس الحكمة والعدل والرحمة ومقتضيات المصلحة فمثلا سورة النساء الآية (7) تجعل القسمة للمواريث بالتساوي بين الولد والبنت بالتساوي بحسب العدالة الإلهية المطلقة على جميع خلقه فالآية تذكر ( أن للذكر مثل حظ الأنثيين ) فأكثر الآراء التي تتوافق مع العدالة الربانية تحمل كلمة مثل هي التساوي في الميراث بينهما لا فرق بينهما وكما جاء في آية أخرى عندما يكون للمتوفي ذكر وعدة إناث فالثلث شركاء فيه والخوص في تفاصيلها يطول ويتشعب ويزعج البعض من المتزمتين في آرائهم . أما بالنسبة لتعدد الزوجات والاتهامات المثيرة والكثيرة التي تطال القرآن والإسلام على أنها سلب لحرية المرأة وعدم أنصافها لكن الفاهم والمتمعن في تفسير القرآن لأستطاع فهم معناها الحقيقي والمراد منه وهذه الرخصة الإلهية بشروط مقيدة في التعدد والأسباب الموجبة والقاهرة التي تبيح الرخصة للرجال في التعدد منها في حال خسارة الزوجة لسبب ما كمرضها ووفاتها أو عجزها في أداء مهماتها الأسرية أو الإنجاب وغير ذلك من الأمور الأخرى أو تكون حصريا في الأيامى واليتامى يساعد ذلك على التكامل والتكافل الاجتماعي وإنهاء الفقر والعوز المادي لكثير من العوائل المتعففة في المجتمعات لصيانتها والشرط المهم الآخر هو تحقيق العدالة بينهن وهذه العدالة صعبة جدا في التنفيذ لتكوين النفسي للبشر الميالة للعاطفة حيث قال الله تعالى في آية أخرى ولن تعدلوا ولو حرصتم ليبعد عن المرأة التهميش والإقصاء والإذلال . أما الآية التي طال الشرح والنقاش والجدل فيها وتداولها أعداء الإسلام على أنها إهانة لكرامة المرأة تستحق النظر في تفاصيلها ومعانيها والمراد منها حسب موقعها ومرادها وهي آية النشوز ( …. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن …. ) سورة النساء الآية 34 فلنأخذ كلمة الضرب بتوسع لتوضح لنا الصورة أكثر ونُفهم الآخرين معناها الحقيقي ومرادها .
” الضرب على الوجه : يسمى اللطم
” الضرب على القفا : يسمى الصفع
“الضرب بقبضة اليد :يسمى الوكز

“وضرب الدهر بين القوم : أي فرق الدهر بينهم
“الضرب بمعنى السفر( للذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض )
“الضرب بتحريك أداة قوية لإحداث ضرر كالضرب بالسيف والرجل والعنق
“الضرب أي المشي ( ولا يضربن أرجلهن )
“الضرب أي الحجاب والستر بالذلة والمهانة بحيث لا يمكن التخلص منه كما في سورة الكهف الآية ( 11+18) . وجميع هذه المعاني تشمل كل من ( التجاهل . المباعدة . المفارقة . الانفصال . الأمثال . الستر . والضرب التأديبي الغير مبرح ولا مؤذي للآخر والمشي . والسفر .الجعل . والصنع )وجاءت كلمة الضرب حوالي 18مرة تعني فيها الأمثال فقط . لهذا يجعلنا أن نرجح أن كلمة أضربوهن في آية النشوز هي الأقرب والأصح ( المباعدة والتجاهل ) كعمل تأديبي مؤقت لأن الضرب ليس من صفات الرحمة الإلهية ولا من صفاته العنف لأي مخلوق قد خلقه حيث جعل من المرأة كل المجتمع كما للرجل كل المجتمع وليس كما مشاع أنها نصف المجتمع لأنهما يكمل أحدهما الآخر لأن البعض يكمل الكل وبدون أحدهما لا يمكن التكاثر على الأرض وهناك ضوابط كثيرة وضعها الله تعالى لاحترام المرأة وصيانتها وصيانة حقوقها وتنظيم علاقتها بأسلوب يصب في مصلحتها ضمن مجتمعها وأسرتها وقد كرمها في الآية(5) من سورة المائدة حيث حدد لها العلاقة القويمة السليمة الطاهرة مع شريك حياتها الرجل بعلاقة شرعية خالصة بعيدة عن العلاقات المشبوهة والفجور والفسوق لتنزيهها وعصمتها من الزلل بعيدا عن الصداقات خارج نطاق الزواج والشريعة السماوية فأن كل ما تقدم وما طرُح من الآيات وتعاليم وتحريم وتحليل في القرآن الكريم هو لصالح المرأة لأن الله تعالى أراد أن يطهرها ويزكي هذا المخلوق الأساسي في سلم المخلوقات وبأسلوب حضاري يرتقي به نحو الفضائل السليمة الزكية وبحكمة وعدالة ورحمة من الله تعالى على العكس ما يُشاع عن الإسلام بأنه سلب منها حقوقها في المجتمع من قبل كثير من الأفواه والأفكار المغرضة التي تحاول التشكيك بالقرآن والنظرية الإلهية السماوية العادلة السمحة )

أحدث المقالات