ورد حديث عن الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال قبيل وفاته لأمته (إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) فبلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره ، فإنه قد رواه الفريقان ، واعترفت به الفرقتان ، وعرفه الخاص والعام ، بل حفظه الصغير والكبير ، والعالم والجاهل ، فهو فاكهة الأندية وفي مذاق الأفواه حتى كاد أن يتجاوز حد التواتر . غير أن الرواة اختلفوا في نص هذا الحديث الشريف اختلافاً كثيراً ، إلا أن الاختلاف الذي جاء فيه لا يغير مفاده ، ولا يجعل منه منزعا للتأويل الزائغ ، ولا ذريعة للفرار عما ألزم به منطوقه . وهذا الاختلاف يشهد لما قيل من أن رسول الله صلى الله عليه وآله نطق بمفاد هذا الحديث الشريف في عدة مواطن ، مراعياً وحدة المعنى والغرض ، كما أن تعدد الرواة له ، وتعدد الطرق لروايته ينبئنا عن تعدد تلك المواطن ، ومن تلك المواطن : حجة الوداع ، يوم عرفة عند مجتمع الناس ، ومنها يوم الغدير في خطبته ، ومنها مرض موته عند وصاياه لأمته , بالإضافة إلى مراجع وعلماء الشيعة فقد أخرج هذا الحديث الشريف جميع أئمة أهل السنة قديماً وحديثاً في كتبهم من الصحاح ، والسنن ، والمسانيد ، والتفاسير ، والسير ، والتواريخ ، واللغة ، وغيرها بأسانيد عديدة ، وطرق شتى ، وذلك لزيادة الإيضاح والاطمئنان ، وتتميماً للفائدة وهذا إن دل على شيء دل على أهمية التمسك بالثقلين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام والمقصود بالعترة هم الأئمة المعصومين علي بن أبي طالب وأبناءه عليهم السلام . حتى ابن تيمية إمام التجسيم والتكفير والإرهاب الداعشي لم يستطع انكار هذا الحديث لكنه صب نار غضبه وحقده وتحريفه وتدليسه وأظهر عداءه لهذين الثقلين فقد افترى على القرآن السماوي وجسم الرب وحارب أهل بيت النبي الذين هم القرآن الناطق بكل ماأوتي من مكر وخداع . فقد شرع سنن مخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مؤيداً بذلك شريعة بني أمية الذين جعلوا سب علي بن أبي طالب قربة إلى الله تعالى . فقد أبعدوا عامة الناس عن طريق الاستقامة وغرروا بالكثير واشتروا ذمم الرموز فساد الظلم والشرك والإلحاد وصارت الطائفية والتمييز والتهجير شعار سواد المسلمين المغرورين بالتلميع الأموي التيمي التكفيري فزرع الشقاق والنفاق بين أبناء أمة محمد بن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ولم يرعوا حرمته ولم يلتزموا بوصيته التي لو تمسك بها الجميع لما وجد مقعداً للشيطان والظلم في بقاع أرض الإسلام والعالم أجمع لكن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي فلا بد أن نصحح المسار ونقتدي بالصالحين والمفكرين ونشد على أزرهم من أجل صورة أجمل لإسلام معتدل والسير على خطى الرسول الكريم وأهل بيته عليهم السلام الذين هم القرآن الناطق.كما ذكر ذلك المحقق المرجع السيد الصرخي في كتابه اختلاف أمتي رحمة .. نقمة فقال في مقتبس (((كلمة التوحيد ووحدة الأمة والتفسير المبين هو النابع والصادر من بحر الطهارة والقدس النبي المصطفى محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وأهل بيته المعصومين عليهم السلام فالمعلم الأول في القرآن والتفسير الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والثاني أمير المؤمنين عليه السلام وهكذا باقي أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام ، فهم عِدل القرآن وكل واحدٍ منهم يمثل القرآن الناطق ، وبهذا الطريق السوي والمنهج القويم الواضح تتفق الآراء وتتحد الكلمة ويظهر الحق وتضمر وتنمحي كلمة الباطل وتبدل الفرقة ويذهب الاختلاف في الكلمة والحكم في التفسير وغيرها .)))http://www11.0zz0.com/2017/11/21/21/402236020.jpg