23 ديسمبر، 2024 6:22 ص

القرآن الكريم ومتسولون في السنغال والعراق!

القرآن الكريم ومتسولون في السنغال والعراق!

جميع العراقيين يتذكرون الحملة الإيمانية، التي قام بها النظام المقبور، ليس لحفظ القرآن الكريم، وتدارس معانيه، والتمعن في مقاصده وبواطنه، وإنما لإيصال صورة مزيفة للعالم، بأن هذا النظام الدموي، يهتم بإعداد جيل مؤمن بالخالق عز وجل، رغم أنه كان معروفاً بأهدافه، في الوحدة فلا أحد في الحياة سوى القائد الضرورة، والحرية فيما يفعله بالعراقيين، أينما كانوا في جنوبهم المحروم، والإشتراكية بحتمية ملكية الحزب الواحد، في كل مقدرات الشعب المظلوم، فأين القرآن من هذه الأهداف المجنونة؟
تم تخصيص 20 مليون دولار، لمشروع تحديث مناهج القرآن الكريم، في جمهورية السنغال الإفريقية، وتعليم الأطفال المتسولين، والمشردين، وإنشاء 64 مدرسة قرآنية لهم، وسيتم ضمن المشروع، إيواء هؤلاء الأطفال في مساكن داخلية، لحمايتهم من التيارات المنحرفة، كما إن المراقبة والمتابعة، من قبل الفرق الجوالة مستمرة، الى عام 2018 وبلوغ الأطفال السن القانوني، وبذلك سيسهم في إعداد جيل ملتزم، معتدل بعيد عن العوز، فكيف ستكون ثمار المشروع قياساً، لما يحدث لأطفال الشوارع، في عراق التهجير والتفجير؟
الأعراف الظالمة، والتقاليد الممسوخة من الجاهلية، والحرمان، والجهل، والحروب، والصراعات الطائفية والعرقية، ومجازر الإبادة الجماعية في العالم، خلفت كثيراً من المعوزين، والفقراء والمساكين، والأيتام، والثكالى، وجعلتهم يمارسون مهنة التسول، لتوفير أبسط متطلبات العيش، لمن بقي على قيد الحياة من أهله، ولكن هل فكرت الحكومات الفاشلة، المتعاقبة منذ عام ،2003 بتنفيذ مثل هذه المشاريع، التي توفر السكن، والحماية الاجتماعية، والإقتصادية، والدينية، لإنقاذ أطفالنا، فما ذنب مَنْ لا ذنب له، سوى أنه ولد على أرض العراق الجريح؟
بين الدواعش التتر، والساسة الغجر، ثمة فراشات تتراقص تحت أشعة الشمس اللاهبة، لتستجدي خبز الحياة، من التسول، أو بيع الماء، والمناديل، والأقراص الليزرية، والألعاب، دون أن يشعروا بالحياة، على أن مشاريع بمبلغ العشرين مليون دولار في العراق، ستصرف على خطة أمطار طارئة قد لن تنزل، أو صفقة شراء أكياس نفايات، من النوع المعاد لتوزيعها على الناس مستبشرين! آما كان الأجدر بالحكومة، أن تعهد هذه المبالغ لإصلاح مناهجنا الدينية جذرياً، ثم أين الاهتمام بمستقبل أولادنا، الذين نالهم الإرهاب؟
لا توجد مقارنة بين مَنْ يتكلم العربية، ويقطن أرض لغة الضاد، وبين مَنْ وصلهم الدين الإسلامي متأخراً، فهم يهتمون بصرف ملايين الدولارات، لأجل تحديث مدارسهم القرآنية، للعمل بما أنزل في الكتاب الكريم، من وصايا وواجبات تجاه الأيتام، والفقراء، والمحتاجين وكانت قيمة النتائج كبيرة، ومضمونة وعلى المدى البعيد، بفعل صدق النوايا، والنزاهة، وحسن التصرف بأموال الدولة، في مشاريع تهيأ الأجيال، لفكر بنّاء، ووطن آمن بعيد عن العنف، والتطرف، فأين هي مشاريع وزارة العمل، ووزارة التربية والتعليم؟