18 ديسمبر، 2024 7:03 م

القرآنيون الحق ،،

القرآنيون الحق ،،

يكثر بين ظهرانينا اليوم نفر يتسمون بأسماء حقة ويلصقون أنفسهم بأوصاف محمودة ، فتلك منظمة انسانية وهذه مؤسسة خيرية وهذا رجل بر وذلك رجل تقوى ، ولكنك لو فتشت ماوراء ذلك بعين المرتاب وخرجت من التلقي الأعمى لوجدت الإسم لاينطبق على المسمى والصفة لاتنبئ عن الموصوف ، فانما التسميات تنبئ عنها الافعال وليس أن يدعي مدع انه أمين فنصدق انه كذلك ، فكم من رجل اسمه صادق وهو كذاب ، وأمرأة اسمها عفيفة أو بتول وهي ليست بعفيفة ولابتول ، بل اني قابلت نساء بإسم “عذراء” يصطحبن اولادهن ، فهل تنجب العذراء! إنما هي تسميات .
وكذا في أمر الدين والتدين والمذاهب والتمذهب ، فقد إدعى قوم انهم سلفية وقتلوا الناس ظلما او على الظن او الفتوى ، ولم يكن أسلافهم يفعلون ،وجاء بعدهم من يخرجون عن حكم العبد الى حكم الله فان وضعتهم تحته زاغوا ، وظهر قوم يدعون التشيع ولم نرهم يتشيعون ، وآخرون يدعون التصوف وليسوا متصوفين ، وآخر من ظهر قوم يكثرون التشبث بالقرآن -وما أحلى ذلك لو صدق- ولكنهم على غير منهاجه وعلى ضد هداه ،
فطلبوا من الناس ان يسموهم “القرآنيون” ولم يوقفوهم ويحاكموهم بالقرآن ليتبينوا ان حق لهم الاسم ام لايستحقون ، وهذا ديدن الناس فقد قبلوا من المنظمة الانسانية اسمها وهي تسرق اموال المحسنين ، وقبلوا من المؤسسة الخيرية وصفها وهي تثقف للفسدة من السياسيين ، وقبلوا من “صادق” إسمه وهو من “الكذابين”.
فأين مايدعيه هؤلاء من انتسابهم الى القرآن حتى تسمونهم به ، أوَقال القرآن اتركوا سنة النبي واهجروها أم قال :﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ أوقال القرآن انه لاحاجة لتبيان النبي ام قال ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ، أوقال القرآن فسّروا آياتي كما تشتهون حتى وان كنتم جاهلين ام قال ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ اوقال القرآن كل يأخذ حكمه كما يشاء ام قال: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْ ۗ﴾
اوقال القرآن انكروا السيرة واخبار الامم الاولين! أم قال ﴿قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ﴾ والمكذبين وجزاء المؤمنين ومصير الكافرين! أوقال القرآن إن آياته كلها محكمات أم قال ﴿وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ ۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ﴾ أوقال القرآن انه بلسان يفهمه كل أجنبي ويقدر عليه كل عامي ام قال ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ ، أوقال اوقال اوقال ،،
أم بيّن لنا القرآن كيف نصلي ومتى ام كيف نحج أو كيف نفطر وكيف نصوم او كيف نتزوج وكيف نتطهر ام كيف نتعاقد وكيف نبيع وكيف نستأجر وكيف نتشارك ام كيف نحارب او متى نجاهد ام بين ام بين ام بين،، مئات بل آلاف من امور وتفاصيل وعبادات ومعاملات وخراج واقتصاد وقضاء وسياسة ودولة ومجتمع ، كان القرآن فيها هاديا وعاما ومجملا ومحكما ومصدر استنباط وخريطة طريق ،
قال احدهم يوهم نفسه وغيره :”كم اتمنى لو أن النبي ترك لنا شيئا غير القرآن كأن تكون شروحات أو توضيحات أو نصائح أو حكماً أو وصايا أو أي كلمة ننتفع بها ولكن يبدو أن الله منعه من ذلك كي لا يلتفت الناس إلى غير القرآن والله أعلم .” وانا اقول له : كنت اتمنى لو ان النبي ترك لنا قرآنا ، يبدو ان الله لم ينزل عليه شيئا ! فهذا هو المنطق عند من يتسمون “خطأ” بالقرآنيين ، فانكم ان انكرتم مانقلوه غير القران من سنة النبي وتقولون انهم اختلقوها فلماذا اقررتموهم على القرآن ، اوليس هم من نقلوه! فان قلت ولكن الله قال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ،،﴾ سأقول لك :فلربما اختلقوا هذا النص ايضا ، فان قلت وحي ،ساقول لك وما أدراك فلعلهم اختلقوا قصة الوحي ايضا، فان استدللت علي بالقرأن فساستدل عليك منه :” فان قلت انهم لم يختلقوا ايةالحفظ ،ساقول لك فاذن هم لم يختلقوا ﴿،،،وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا﴾ ولم يختلقوا: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾
ويظهر لك من هذا من هم القرآنيون الحق ، ومن هم الذين يزيغون عنه ﴿ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ ۗ﴾ ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ ۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ﴾
والحمدلله رب العالمين