23 ديسمبر، 2024 8:07 م

يبدو إن المساحة العربية الصامتة، هي السبب الرئيسي في جعل الحركة الصهيونية تأخذ مساحات واسعة؛ وتتحرك في أرض خصبة قد تمكنها من السيطرة على مفاصل مهمه في بلادنا العربية، وأصبحت تلك الحركة تتحكم بمفاصل القرار لدى الحكومات الخانعة، للكيان الغاصب لأرض عربية وأسعه، يتوسطها القدس الشريف أولى القبلتين، وهذا الإجتياح والإعتداء السافر لم تكن اسرائيل خاضت حروب كبيرة من أجل الاستيلاء عليه؛ وإنما جاء بموافقة الحكومات العربية وصمت شعبي إسلامي عربي كبير.
إسرائيل إستطاعة أن تمسك بخيوط اللعبة العربية؛ وتتحكم فيها كيف ما تشاء من خلال صنع لهم عدو أخر، وجر الأنظار اليه وفتح مساحة للصراع خارج أراضيها، حتى لا تصلها أي شيء من هذا القبيل؛ فقد أستخدمت معظم الأموال والإعلام العربي، ضد كل من ترحم على الشهداء والجرحى، الذين يسقطون بالعشرات يومياً على يد الحركة الصهيونية، تحت صمت مبهم من الحكومات العربية، التي أصبحت بين العدو الإسرائيلي الحقيقي، وبين العدو الإيراني الوهمي؛ الذي صورته لهم الموساد الصهيونية.
بعد نجاح ثورة الشعب الإيراني بقيادة الإمام روح الله الخميني( قدس)، ضد نظام الشاه حسن بهلوي الإرهابي، أصبحت القيادة الإيرانية أمام مسؤولية شرعية كبيرة ومهمة ثقيلة، كونها إختارت لها نظام يمثل الحق والعدل الاهي؛ وتحت نظام مرجعي ونائب للمعصوم، كما نعتقد بذلك نحن أتباع أهل البيت( عليهم السلام)، وبهذا الأمر لابد لها أن تقوم بواجبها الحقيقي، وهو الدفاع عن المظلوم وإرجاع الحقوق المسلوبة، وإنتشال الشعوب من مستنقعات الحكومات العميلة.
الإمام الخميني( قدس) الوحيد الذي تحسس مظلومية الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني؛ والمشخص للخطر القادم الذي يهدد الشعوب العربية والإسلامي، وهو الكيان الصهيوني، لذلك وقف بقوة بوجه هذا المد الإسرائيلي، ودعم الفلسطينيين بالمئونة العسكرية والغذائية والمادية والمعنوية والإعلامية؛ حتى جعل أخر جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام؛ لإظهار مظلومية الشعب وتحريك ضمير الشعوب العربية، ولقاء الحجة على العقول العفنة التي لم تحركها غيرتها على مقدسات المسلمين؛ والشعب المهدد بالانقراض نتيجة المجازر التي يقوم بها الكيان الغاصب.
بلا أدنا شك فقد أصبحت إيران العدو الوحيد للكيان الصهيوني الإسرائيلي؛ منذ إنتصار الثورة الإسلامية، التي من خلالها علنت دفاعها الكبير عن المقدسات الإسلامية، ومراقد الأنبياء والأولياء في فلسطين والعراق وسوريا، ومعظم الدول العربية والإسلامي، وصارت الراعية الأولى للإسلام في أصقاع العالم؛ فلذلك عدتها إسرائيل العدو الاول، والمعرقل لمشروعها القاضي بتقسيم المنطقة على أساس عرقي وطائفي، ومحي معالم الإسلام بأيادي عربية وهابية داعشية وبأموال إسلامية، تحت مفهوم الزكاء ودعم بيت المال، الذي هو بالأساس غير شرعي؛ تديره أيادي
منحرفة فكرياً وعقائدياً وإجتماعياً ودينياً.