لوشاء الله سبحانه تعالى وقدر لي ان اكون بحزب عراقي لملئت كرسي وزارة اومستشار بدرجة وزير او مدير عام اوسفير وان يكن فوق العادة فحياتنا كعراقيين من التطرف والغلو تجعل كل شيء فوق العادة وخارج كل المقاييس وبظروف فوق الاستثنائية . منذ ان غادرت الظلمات الثلاث وبدلا من ان ارى النور وقعت في ظلمة اشد حلكة ولاتنتمي لاي رحمة اورحم الا وهو الوطن الذي اصبح مرض وراثي بجيناتنا لا شفاء منه الا بتغير حمضنا النووي وهذا ما لم يصله العلم لحد الان ويبدو ضربا من الخيال اوالخبل والهلوسة .
ولو شاء الله سبحانه تعالى ان اولد بعائلة تنتمي الى اي مرجعية مهما كان لونها اوترددها المغناطيسي لاصبحت عرفانيا وزاهدا وخيرا بكل حركاتي وسكناتي واتخلص من هم القراءة والبحث عن نظريات العدالة واكتفي بتوزيع الصدقات على اليتامى والارامل والمعوزين بدلا من الكلام والحروف التي لاتشبع من جوع ولاتكسي عري ولاتشفي من شوق ووجد وفراق .
انني اؤمن بالقضاء والقدر الالهي ومايجري بالعراق ليس له علاقة بذلك لانه لايعرف حدود الله فينا فنحو لم نستح من الله (استح ان الله قريب منك)* فكيف نستح من انفسنا بما يجري من ظلم وقبح انساني (من استحسن قبحا كان شريكا فيه)* وقبح بعضنا غير مسبوق في الكذب والسرقة والمحسوبية والرشوة ونحن لانسعى لدرء الظلم والقبح عن انفسنا فكيف نستطيع ان ننصر المظلومين من ابناء جلدتنا ونظائرنا من الخلق ونعدل في كل اعمالنا ونتذكر واجباتنا وحقوقننا دون تفريط اوتبديد لما بين ايدينا من نعم الله والتي جعلنا الله شركاء فيها بالتساوي واقره الدستور الذي كتبناه واستفتيناه واقريناه بانفسنا لكن للاسف كما قيل ان ليس هناك حاكم ظالم بل شعب يرضى بالظلم (العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء)*
ولكن ماشاء القدر فحكم القضاء ان تتقاسمني المنافي الموحشة من دون اهل وصحبة واصدقاء . المنافي الجميلة بعدالتها واماكنها وفضاءات حريتها اللامحدودة وكرامتها المصونة بحقوقها فما معنى ان تكون عندك كرامة وانت مجردة من كل حقوقك المدنية والانسانية في الضمان الصحي والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير عن الراي والتظاهر السلمي كل من يدعي الكرامة دون تلك الحقوق انتهازي وسلطوي وافاق ومافول الكرامة تعني من حق ابن المسؤول والمواطن الاخر ان يتقاسموا نفس المدرسة والمستشفى وصالة الرياضة وباص والقطار والباخرة والطائرة دون تميز او تنغيص على الاخرين وتقدم نفس الخدمة للجميع وهذا مايحدث في الكثير من دول العالم المتحضر . ولن ولم يحدث في امريكا ودول الفلك الامريكي الذي الذي يعيش ملوكه وحكامه ومرجعياته بهالات العز والرخاء حياة مخملية بقصورهم وقصور( الحرملك) وشغلهم الشاغل تصدير لنا مايتلائم مع ذنوبهم المميته التي يقروها على الشعوب بفرامين وقررات وقوانين (موت الانسان بالذنوب اكثر من موته بالاجل)* .
ان امتهان الشعوب امر بمنتهى القبح والبشاعة بمكرمات الحاكم الذي لايرى ابعد من باب قصره لانه لايستطيع ان يتجول حتى في الازقة فلايرى المعوزين والايتام ولايسمع انين وصراخ المرضى والاطفال الغارقين بالالم والجوع والمشعثين بتخلف لم يطلبوه ولم يولد معهم لكنه فرض عليهم قسرا نتيجة الحكام الوطنيين والمؤمنيين والمتمسكين بشرع الله في كلامهم وهم ابعد مايكون عن كل ذلك في افعالهم وقيامهم وسلوكياتهم
كيف ينامون وفي طول البلاد وعرضها مشردين يتوسدون القبور مساكن ويرتزقون من القمامة الصور تؤرق كل الضمائر الا المسؤول العراقي صار يتحايل حتى على اضابير الشكاوي اوطلبات المساعدة فبدلا من قراءتها وذلك اضعف الايمان استورد اجهزة لتحويلها الى فتات لايمكن لاي خبير ان يعيد لصق حروفها بعد ان فضحت عمليات الحرق لطلبات العاطلين والفقراء في اكثر من محافظة هذا دليل قاطع وتلبس بالجرم لمايحدث كل يوم وعلى مرئى ومسمع العالم الايخجل هؤلاء من الظهور على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الصحف متشدقيين بكلام مصفوط كذبا ووعود معسولة وكيف يرتضي من ادى القسم بالبرلمان على السكوت والتمتع باعلى امتيازات ورواتب بين كل برلمانات العالم ومامعنى ان يذهب مع زوار الحسين (ع) ويطلب من الامام موسى الكاظم (ع) ويقف امام باب الحوائج فأي حاجة تقضى لكم وانتم من ظلم شعب وامة باكملها واي رجاء يقبل منكم وانتم من اتى بفعل اشد ظلما وجورا من الغريب على ابناء جلدتكم فاي عار سيسجل لكم التاريخ وباي وجه ستقابلون ربكم في صلواتكم الخمس ونوافلكم …….
*من اقوال الامام محمد الجواد عليه السلام
* جريدة الدستور العراقية