13 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

القدرة على الحكم والقدرة على التنمية

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يأتي فرد او مجموعة الى سدّة الحكم في بلدٍ ما ، فأنها مطالبة بالحكم وأداء الوظائف الاساسية المتعارف عليها لكي يُقال ان البلد المعني فيه سلطة تحكم كما ينبغي.
اما وظيفة تحقيق التنمية فتلك قضية هامة بلا شك، ولكنها قد لاتتحقق بالرغم من وجود سلطات حاكمة بالفعل.
هناك حدود دنيا من تلك الوظائف لابد من ممارستها لكي تتحق وظيفة الحكم.
في العراق الحالي، السلطات تحكم بدون شك ، انها تبيع النفط وتستلم ايراداته وتوزع الرواتب بانتظام ولديها أجهزة امنية تحفظ الأمن والنظام (بحدود معينة).
انها تستورد كل مايحتاجه الناس بدون قيود تقريباً، وفتحت الاقتصاد تحت ذريعة حرية الاقتصاد وتطبيق نموذج اقتصاد السوق..
ولكن اين هو الجهد التنموي ؟ ماهي الاهداف المعلنة والتي نلاحظ ان العمل يجري بشكل جاد وبانتظام على تحقيقها؟
الكل لديه شعارات مرفوعة ،وهي ذات طبيعة عامة وباسلوب صحفي ، وكلها تتحدث عن إحداث طفرة في الواقع العراقي ..كلها متشابهة تقريباً ..
بعد مرور حوالي العشرين عاماً على تغيير النظام في

العراقي على يد الاحتلال الامريكي والاوضاع في تدهور.
التنمية ليست لعبة وليست هواية وليست مسألة تجربة وخطأ لان مصائر الدول والشعوب لاتتحدد بهذا الشكل.
اعمار البشر محدودة ولايمكن لهم الانتظار الف سنة لكي يروا بوادر التنمية الاساسية المزعومة والتي هي بدائية من وجهة نظر الشعوب المتقدمة.
لايوجد مجتمع متقدم لازال يحلم بالكهرباء والماء والمجاري الصحية والسكن اللائق والشوارع المعبدة والنظيفة وبرفع النفايات من الشوارع وباحترام القانون وبغياب الرشوة والفساد.
لقد اكتملت هذه الاهداف منذ القرن التاسع عشر في بعض الدول واكتمل بناء البنية التحتية اللازمة للنمو المستدام.
ليس من الاهداف التنموية المعاصرة منع التجاوز على املاك الدولة بالقوة ومن قبل افراد مدججين بالسلاح تخشاهم حتى اجهزة الدولة الامنية. حيث يسود القانون ويخضع له الجميع ابتداءً من اعلى مسؤول الى الادنى.
ليس هنالك بلد متقدم تحكمه العشائر ويخضع فيه المجتمع لقيم وقوانين وسنن العشائر بدلاً من القانون !!
اندثرت القبائل القديمة منذ قرون ولم يعد أحد يتحدث عن قبيلته.
لايوجد بلد متقدم يتحول فيه نظام الحكم الى “كعكة” يتقاسمها السياسيون علناً ويستخدم الجهلة الطارئون على السياسة، عبارة كعكة بشكل علني وكأنما هي مسألة شرعية.
التنمية عملية ضخمة وصعبة ومكلفة وعاجلة وملحة

وتحتاج الى فكر سائد ومتفق عليه بين كل الاطراف والاطياف.
التنمية ليست خاضعة لأجندات الأحزاب والقوى السياسية، بل هي ضرورة وحتمية مثلها مثل السيادة التي لايمكن ان تخضع لمزاج اي قوة سياسية.
التنمية ليست خياراً لانها تعني مستقبل الاجيال ومستقبل الوطن.
التنمية خطة فنية ومشروع اقتصادي واجتماعي لايجب ان يترك لمزاج وفهم السياسيين الجهلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب