19 ديسمبر، 2024 12:54 ص

القتال في القرآن 8/27

القتال في القرآن 8/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

سورة البقرة – الآية 217:

«يَسأَلونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحرامِ: قِتالٍ فيهِ؟ قُل قِتالٌ فيهِ كَبيرٌ، وَّصَدٌّ عَن سَبيلِ اللهِ، وَكُفرٌ بِهِ وَالمَسجِدِ الحرامِ، وَإِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ اللهِ، وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتلِ. وَلا يَزالونَ يُقاتِلونَكُم حَتّى يَرُدّوكُم عَن دينِكُم إِنِ استَطاعوا. وَمَن يَّرتدِد مِنكُم عَن دينِهِ، فَيَمُت وَهُوَ كافِرٌ فَأُلائِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وَأُلائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ.»

مبررات القتال في هذه الآية:

1. «صَدٌّ عَن سَبيلِ اللهِ»: أي المنع من ممارسة حرية العبادة. [ألا يمكن أن يكون كتابي هذا أيضا مما ينطبق عليه معنى الصدّ عن سبيل الله؟ وماذا لو توصل إنسان وفق ما يراه من أدلة عقلية أن الدين هو المصداق الأكبر لمفهوم “الصدّ عن سبيل الله”، وكذلك المصداق الأكبر لمفهوم “الطاغوت”؟ وما ذنب إنسان استجدت عنده قناعة بأن الإسلام ليس دين الله، فارتد عنه، أفمن العدل الإلهي أن يكون من «َأصحابِ النّارِ هُم فيها خالِدونَ»؟ وأيكون هذا مصيره حتى لو قطع أن إيمانه أكثر نقاءً بنفي الدين عن الله تنزيها له؟ بل ما ذنب من اعترضه شك بوجود الله نفسه، فأصبح لاإلهيا أي ملحدا أو لاأدريا، حتى لو عاش منسجما مع قيم الله، ومع الفطرة الإنسانية التي فطره الله عليها؟ أذكر هذا عرضا، ولو إننا نبحث هنا مبررات القتال في القرآن.]

2. «وَكُفرٌ بِهِ وَالمَسجِدِ الحرامِ»: أي انتهاك لمقدسات المسلمين. [الكلام هنا عن الكفر، والكفر هو عكس الإيمان. نعم كنت أحاول أن أوفّق بين يقيني بإلهية القرآن من جهة، ويقيني بعدل الله ورحمته من جهة أخرى، مما كان يضطرني إلى تأويل ما لا يليق بجلاله وجماله وحكمته وعدله ورحمته إلى المعنى المنسجم مع كل ذلك، ولو إني لا أنفي أن الكفر ورد أحيانا بمعنى الكفر السلوكي كما هنا على الأرجح، لكن الأمر منوط للفقهاء ليجتهدوا في استنباط معنى الكفر في هذه الآية وغيرها.]

3. «وَإِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ»: عمليات التشريد من البيوت والأوطان [وإنصافا لم يكن المسلمون وحدهم المتعصبين ضد من لا يؤمن بدينهم، بل يبدو إن مشركي قريش، هم أيضا لم يكونوا أقل تعصبا].

4. «وَلا يَزالونَ يُقاتِلونَكُم»: أي اختيارهم هم للقتال ضد المسلمين.

5. «حَتّى يَرُدّوكُم عَن دينِكُم»: أي ممارسة الضغط والاضطهاد بكل أنواعه من قتل وتعذيب وتشريد ومصادرة أموال، لمنع المسلمين من حق حرية الاعتقاد. [بلا شك إن إجبار الناس على الارتداد عن عقيدة آمنوا بها وترسخت في عقولهم وقلوبهم عبر القمع ووسائل الضغط الأخرى والقتال، أمر مرفوض ومُدان ومُستنكَر، ولكن ما حرّمه وأنكره الإسلام على غيره، أباحه لنفسه، فكانت مقاتلته حتى لأهل الكتاب، «حَتّى يَدينوا بِدينِ الحَقِّ»، أي بالإسلام، و«يُحَرِّموا ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسولُهُ»، أي يلتزموا بشريعة المسلمين، وإلا فعليهم أن يَدفَعُوا الجِزيَةَ وَهُم صاغِرونَ، أو فمصيرهم القتل، كان كل ذلك مشروعا ومباحا وحسنا ومطلوبا، والله يتعالى علوا كبيرا عن أن يُشرّع لازدواجية المعايير.]

6.