23 ديسمبر، 2024 10:16 ص

القتال في القرآن 27/27

القتال في القرآن 27/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

[هذا كان ما كتبته يومئذ، إذ ترجمت محاضرتي التي كنت ألقيتها في الأكاديمية الإيفانڠيلية في توتسنڠ في 15/03/2002، ثم أضفت، كما يبدو عليها، لنشرها كمقالة في وقت لاحق بالعربية، أيام كنت داعية للإسلام المعتدل – وكسياسي – ديمقراطيا إسلاميا، وكتبت في حينها في ختام الموضوع:] هذه كانت محاولة متواضعة في إجراء دراسة شاملة لموقف القرآن تجاه مفردتَي الحرب والسلام، أسأل الله أن أكون قد وفقت لإزالة اللبس عند البعض، وإعانة المؤمنين على الاستدلال على سِلمِيّة الإسلام، وتوضيح بعض ما التبس عند الناقدين الموضوعيين الذين تجعلهم موضوعيتهم مستعدين دائما لإعادة النظر في مواقفهم، إذا ما تبين لهم ما كان قد أُبهم عليهم. إن وفقت لخير فبفضل الله تعالى عليّ؛ «ما كُنتَ تَدري مَا الكِتابُ وَلَا الإيمانُ، وَلاكِن جَعَلناهُ نورًا نَّهدي بِهِ مَن نَّشاءُ مِن عِبادِنا، وَإِنَّكَ لَتَهدي إِلى صِراطٍ مُّستَقيمٍ»، وإن سهوت أو أخطأت أو التبس عليّ شيء، فالله تعالى أسأل ألا يُؤاخذني، وأن يصحح لي ما التبس علي بتقويضه أحدا من عباده لي، كي يصحح لي خطأي، وينبهني إلى سهوي، أو يكمل الشوط بما هو أصوب وأقوم وأنفع وأتم وأكمل وأوضح وأبلغ، وآخر قولي أن الحمدُ، كلُ الحمد، أكملُ الحمد، وأحمدُ الحمد لله رب العالمين. [وأحمده اليوم إذ أوصلني إلى اعتماد تأصيل مرجعية العقل آنذاك، ثم في وقت لاحق إلى المذهب العقلي الظني التأويلي، ثم من بعده إلى إمكان فك التلازم بين الدين والإيمان، ثم إلى تنزيهه تألقت آيات جماله تمام التزيه، بنفي الدين عنه. ثم لا بد من لفت النظر إلى أمر مهم، وهو إن نبي الإسلام قد تنبأ بأن المسلمين سيتعادَون ويتقاتلون فيما بينهم. من الطبيعي إنه إذا كان نبيا مؤيدا من الوحي، إن الله هو الذي يمده ببصيرة تجعله قادرا على قراءة المستقبل، أو يُعلمه إعلاما أو لنقل يُنْبِئه إنباءً عما سيكون. أما في حال كون الإسلام اجتهادا بشريا منه، فهناك أربعة تفسيرات، الأول، إنه لا يمكن حتى مع نفي النبوة الإغفال عن كونه شخصية استثنائية ذا ملكات خاصة، ومن هنا فمن الطبيعي أن يكون الإنسان الذكي الحكيم قادرا على استشراف المستقبل. أما التفسير الثاني هو إنه قد علم بأن الاقتتال قد حصل بين أتباع كل الديانات من قبل الإسلام، ولذا كان من الطبيعي ألا يكون الإسلام استثناءً من هذه القاعدة، وكون الدين سببا من أسباب تفرق واختلاف وتعادي واقتتال الناس، قد أشار إليه في سورة البقرة – آية 213: «كانَ النّاسُ أُمَّةً وّاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبيينَ مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ بِالحَقِّ لِيَحكُمَ بَينَ النّاسِ فيمَا اختَلَفوا فيهِ، وَما اختَلَفَ فيهِ إِلَّا الَّذينَ أوتوهُ مِن بَعدِ ما جاءتهُمُ البَيِّناتُ بَغيًا بَينَهُم فَهَدَى اللهُ الَّذينَ آمَنوا لِما اختَلَفوا فيهِ مِنَ الحقِّ بِإِذنِهِ، وَاللهُ يَهدي مَن يَّشاءُ إِلى صِراطٍ مُّستَقيمٍ». أما التفسير الثالث فهو إنه لمس التباغض بين المسلمين من أصحابه وزوجاته وأهل بيته، ولم يكن هذا ليطفح على السطح ويتفاعل، وهو بينهم، لكنه توقع إن هذا حاصل من بعده كاحتمال كبير. والتفسير الرابع، هو إن القرآن والسنة يحملان بذور الاختلاف، مما سيؤدي حتما إلى تكفير المختلفين بعضهم بعضا، وذلك بسبب المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، واللاحسم في الموقف تجاه المقربين منه (علي، أبو بكر، عمر، فاطمة، عائشة …]